تحرير يبرود .. فتح من الله ونصر قريب
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
الآية الكريمةمن سورة الفتح والتي تقول: “بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا”، لم تغادر مخيلتي وأنا أرى المذيعة تستضيف شخصيات صحفية سواء من قناة الميادين أو خارجها لمناقشة الأزمة السورية بعد يبرود. تأتي وأنا أرى عبد الباري عطوان المعروف عنه إندفاعه في وطنيته وثوريته، يتلجلج ويتلعثم وكأن هناك من صب عليه جردل ماء بارد ولا أريد أن اقول شيئاً آخر! وأرى إلى جانب عبد الباري عطوان طيف من أسقطت أقنعتهم مأساة الشعب السوري بل عرّتهم، من عزمي بشارة المفكر القومي الكبير الذي أخذ ينظّر للثوار الكذبة من قطر باعتبارها دولة ثورية رائدة يتمتع مواطنوها بالحرية والديمقراطية، إلى الكاتب والمفكر الإسلامي الكبير فهمي هويدي الذي نظّر على قناة الجزيرة لتقسيم سوريا كحل، إلى خالد مشعل القيادي الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى المفكر السوري الأممي كمال اللبواني .. إلى إلى وعدد ولا حرج…!
إذا كان من إيجابيات للأمة ناتجة عن الأزمة السورية فهي سقوط الأقنعة!
كمال اللبواني المفكر الأممي (الشيوعي) الكبير يبيع وطنه على رؤوس الأشهاد، فيعرض الجولان على إسرائيل مقابل إسقاط النظام في سوريا! والصحفي الكبير الموغل في وطنيته وثوريته عبد الباري عطوان لا يعرف، فالأمور تتوقف على ردود إسرائيل وهو لا يعرف ردود إسرائيل! البرنامج يستضيفه ليحلل للمستمعين رؤيته كصحفي وخبير، فإذا به: أتيت بك يا عبد المعين لتعين فإذا بك تحتاج إلى عون! هذه الدعوة لإسرائيل تنم عن سذاجة اللبواني السياسية، تماما كالذين مشوا في ركب السادات لعقد صلح مع إسرائيل، ومشوا وراء الدعاية الكاذبة أن مشكلة فلسطين والتزام شعب الكنانة بها وراء كل مشاكله، وأنه إذا تم عقد صلح مع إسرائيل، فسيكون بإمكان كل مصري شراء سيارة (مرسيدس) تقف أمام بيته! وعندما حدث ما يسمى بالصلح، كان بداية مشاكل لا نهاية لها لشعب الكنانة! قارنوا بين وضع مصر عندما استلمها السادات ووضعها اليوم لترى!
وأنا أقول لهذا الرهط حقيقة بديهية عموا أو تعاموا عنها لحاجة في نفس يعقوب! لو كانت إسرائيل قادرة على عمل شيء لما وفرته، ولما انتظرت استئذان كمال اللبواني وغيره من الثوار الزيف. ولأنها غير قادرة على هذا فثمنه باهظ عليها لأنه يعني نهايتها، فهي تقوم بالتهويش كجزء من الحرب النفسية. العدو الصهيوني يريد من المتأسلمين التكفيريين أن يقوموا بالعمل نيابة عنها وأن يضحوا بارواحهم من أجلها مستغلة غباءهم وانغلاقهم وجشعهم في الغرائز من مال وجنس! فالعدو الصهيوني كالكلب الذي لا يستطيع أن يهاجم فيعوي. إذا كانت إسرائيل لا تستطيع مواجهة حركة الجهاد الإسلامي؛ أيقونة الفصائل الفلسطينية المقاومة، لأنها لو كانت قادرة لعادت لاحتلال قطاع غزة، فهل تستطيع مواجهة الجيش الأول أي الجيش السوري أيقونة الجيوش العربية، وتحالفه مع المقاومة الإسلامية في لبنان التي أصبحت قوة إقليمية؟! ولنذهب أبعد من هذا فإسرائيل لا تريد أن تحارب إيران بنفسها، بل تريد من الولايات المتحدة أن تحارب إيران عنها، تريد أن يقتل الأمريكيون في ساحات الوغي فداء وتضحية لإسرائيل، ففي النهاية الأمريكيون بالنسبة لإسرائيل هم من الأغيار! إذا فاحتمال دخول إسرائيل كطرف في الحرب على سوريا لن يتم، ليس كرما من العدو الصهيوني بل معرفته بالتبعات حيث سيكون دبور زن على خراب عشه!
إن معركة يبرود في مسار الفتنة على أرض الشام هي بمثابة معركة السند في التاريخ الإسلامي والتي قادها محمد بن قاسم رحمه الله، فهي فتح من الله لبلاد ما وراء النهر، حيث قتل الملك داهر ملك السند! والعجيب أن هناك أكثر من وجه شبه بين معركة السند ومعركة يبرود، فقد كان هناك اختطاف نساء في الحالتين؛ في السند اختطاف نساء مسلمات من جزيرة الياقوت (سيلان) قتل آباؤهن، ولم يبق لهن راع، كن في طريقهن للعراق. وفي يبرود اختطاف راهبات معلولا. في الحالة الأولى قتل ملك السند داهر، وفي يبرود قتل رؤوس التكفيريين بمن فهم الكويتي المسؤول عن موضوع الاختطاف! في الحالة الأولى تعاون عربي إسلامي (فارسي) فقد ذهب محمد القاسم بستة آلاف مقاتل وانضم إليه في شيراز ستة آلاف مقاتل، وفي يبرود عربي إسلامي (فارسي)، عربي رجال جيشنا العربي السوري وحلفائه من رجال الله في المقاومة الإسلامية، ومساندة إسلامية من إخواننا في الجمهورية الإسلامية بالعتاد الحربي. كانت معركة السند بداية الفتح لما وراء النهر، ويبرود بداية الفتح وهروب فلول المتأسلمين التكفيريين وانهيار مشروعهم!
وبالنصر الذي حققه جيشنا العربي السوري الباسل وحلفاؤه من رجال الله ينهار مشروع المتأسلمين التكفيريين؛ إنه فتح من الله. وهو ما يعني إمساك سوريا العروبة وحلفائها برسن حصان العروبة ودخول قمرة قيادة الأمة! فالذين وقفوا في صف سوريا العروبة، سوريا المقاومة، هم من وقفوا في صف الأمة. ومن خذل سوريا العروبة، سوريا المقاومة، وهم القوم البور بالتعبير القرآني، هم من خان هذه الأمة ووقف ضدها سواء كان من باب التواطؤ والخيانة أو من باب الغباء والضحالة الفكرية! فلن تسلّم الأمة قيادتها إلى من خانوها ووضحت خيانتهم مع الأيام للقاصي والداني، فأسقطتهم شعوبهم. فقد كانت الفتنة على أرض الشام مصيدة سقط خلالها أدعياء الوطنية والعروبة والإسلام.
وبالله التوفيق…