تحرك إسرائيلي أميركي بعد رسالة سعودية مشروطة بشأن التطبيع
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
في تصريحات عُدت بمثابة إشارة على نية الرياض للتطبيع، قالت السفيرة السعودية في الولايات المتحدة ريما البندر، إن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وفي مقابلتها مع محطة الـ NBC، حدّدت السفيرة السعودية وللمرة الأولى بهذا الوضوح، معالم السياسة الخارجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وخاصة في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، قائلة إن المملكة تركّز على “الدمج وليس التطبيع، نريد رؤية إسرائيل مزدهرة ونريد رؤية فلسطين مزدهرة، ورؤية 2030 تتحدّث عن شرق أوسط موحّد ومندمج ومزدهر، وإسرائيل من ضمنه، نريد رؤية اقتصاد مزدهر في البحر الأحمر”.
هذه الفقرة من حديثها، توقفت عندها أوساط صنع القرار في الكيان المؤقت باهتمام كبير، حتى ان قناة I24 العبرية الرسمية بثّت المقابلة نقلاً عن NBC كدليل على الاهتمام بالمقابلة وما طرح فيها.
فبحسب دانيال أديلسون مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” في نيويورك، يأتي البيان العلني النادر من العائلة المالكة، على خلفية شائعات عن اتفاق تطبيع يتم تشكيله بين تل أبيب والمملكة، لافتاً الى أن المملكة تريد اقتصاد البحر الأحمر مزدهرا، لأن رؤية 2030 تتحدث عن شرق أوسط مندمج، وأن هدف المملكة هو “الاندماج” مع “إسرائيل”، وليس “التطبيع” معها”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن “الأميرة التي أصبحت قبل أربع سنوات أول سفيرة في تاريخ السعودية، هي ما تريد المملكة تقديمه للغرب، حيث نشأت في الولايات المتحدة، وتدافع عن تمكين المرأة، وعملت على نطاق واسع لتوفير الفرص للنساء في المملكة، وقبل أكثر من عقد من الزمان، انفصلت عن زوجها، بعد أن أنجبا طفلين”.
في الوقت ذاته، فقد عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر على كلام الأميرة بالقول إننا “نقلنا مخاوفنا بشأن المستوطنات وزيادة الوحدات السكنية مباشرة للحكومة الإسرائيلية، وأعتقد أن بإمكانهم فهم التداعيات الأوسع، مؤكدا أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة لا يزال هدفًا للولايات المتحدة، لكننا نتفهم العديد من العقبات والصعوبات العديدة”.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين، طرح مسألة التطبيع في محادثاته عندما كان في المملكة، ثم تحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو حول ذلك.
إشارة مشروطة بثتها المملكة على لسان سفيرتها لدى الولايات المتحدة، قائلة إن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تعقد محاولات التقارب المحتمل، واصفة العمليات العسكرية المستمرة في الضفة الغربية بأنها “مروعة للغاية”، في حين أن التوسع في المستوطنات الإسرائيلية يمثل أيضًا “إشكالية”.
إشارة الرياض، استدعت تحركاً اميركياً واسرائيلياً، حيث يرى الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الشرق أوسطية روني شالوم، أن السعودية “تحاول أن تلعب بين الساحات والمصالح في محاولة لتأجيل قرارها الاستراتيجي المصيري بشأن التطبيع”.
وتحت عنوان “ما الذي يتطلبه الأمر بالنسبة لإسرائيل والمملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات؟”، نشرت “jpost” تقريراً اشارت فيه الى ان السفيرة ريما بنت بندر آل سعود، رأت ان “تكامل الشرق الأوسط كمجموعة من الدول في المنطقة أمر مهم ، بما في ذلك الدول ذات السيادة التي لها “مصلحة مشتركة ومشتركة، فالتكامل يعني أن يتعاون موظفونا، وتتعاون أعمالنا، ويزدهر شبابنا.”