تحديات الصين في مكافحة الإرهاب
صحيفة الشعب الصينية:
استيقظ الشعب الصيني يوم 30 ابريل الماضي على الهجوم العنيف الذي استهدف محطة السكك الحديد في مدينة أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ. وأعربت طلبة جامعة اليوغور في رسالة مشتركة عن شجبهم واستنكارهم للحوادث الإرهابية الآثمة، ما يثبت أن جميع المواطنين الصينيين باختلاف قوميتهم توحدوا ضد الإرهاب، وأنهم على استعداد تام للمشاركة في مكافحة الإرهاب بعد أن الحديث عن خطر الإرهاب لم يعد من المحرمات في الصين، وبالتالي فإن رد فعل الرأي العام في المجتمع الصيني اتجاه إجراءات الحكومة فيما يخص مكافحة الإرهاب ايجابي.
إن”القوى الثلاث” قوى الانفصال والإرهاب والتطرف الديني الداخلية والخارجية تتواطأ منذ زمن طويل مع القوى الإرهابية الدولية لتخطيط وتنفيذ عدد كبير من عمليات إرهابية في منطقة شينجيانغ، مما يجب على الحكومة الصينية أن تحافظ على تعزيز التناغم العرقي و تحمي سكان الايغور من التورط في الأعمال الإرهابية، وعليها أن تفكر في تأثير عمليات مكافحة الإرهاب على الوحدة الوطنية، وتجنب تشويه الإرهابيين والقوى المعادية الخارجية لسمعة عملية مكافحة الإرهابية الصينية.
تواجه الصين تحديات التحريض العلني على الجرائم الإرهابية، كما أن التعاطف مع الإرهابيين لدى الرأي العام الغربي يقف عقبة كبيرة أمام مكافحة الإرهاب في الصين. وفي نفس الوقت، تعتبر مكافحة الإرهاب في الصين صراعا سياسيا معقد جدا، حيث لا يمكن القضاء مباشرة على مؤتمر الإيغور العالمي وغيرها من المنظمات الارهابية الأخرى معقل “التحريض على الإرهاب” في داخل الصين.
الشعب الصيني لن يستسلم ولن ينكسر أمام هذه المحاولات الخبيثة مهما استمرت، لأنه يملك عزيمة وقوة كبيرة على مواجهة الإرهاب، ويمكن للعديد من المتطوعون على مستوى القاعدة الانخراط في عمليات مكافحة الإرهاب، وطالما أن الحكومة الصينية وضعت مكافحة الإرهاب احد أهم أولوياتها، وتنفيذ الإدارة الصارمة في مجال امتلاك البنادق والمتفجرات وصعوبة وصول الأسلحة والمتفجرات القوية إلى يد الإرهابيين، ووجود فجوة كبيرة في قدرة التقويض بينهم وبين الإرهابيين الدوليين المهنيين، فإن تحقيق النتائج أمر لا جدال فيه.
إن رفع مستوى التأهب في مواجهة التهديد الإرهابي في المدن الصينية أمر ضروري بالرغم من تكلفته العالية، وقد يكون على حساب راحة الناس أيضا، بزيادة عدد نقاط التفتيش، وقد تكون أكثر صرامة وتتجاوز مستوى بعض الدول المتقدمة.
مكافحة الإرهاب عملية طويلة وتحتاج إلى وسائل عسكرية وقوى أمنية، كما تحتاج إلى موقف حازم وسياسات وطنية وقومية حازمة أيضا.
يجب على الشعب الصيني تعزيز إستراتيجية التوحيد القومي، وتوحيد إيديولوجية مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء مجتمع البر الرئيسي. ويجب على الصين أن تعارض بشدة استغلال العنف الإرهابي لإثارة جدل العلاقة بين العنف السياسي والإرهاب، وعدم السماح للإرهابيين كسب عطف سكان البر الرئيسي أو خلق شرخا في المجتمع السياسي في البر الرئيسي، وبالتالي زيادة الفوضى في البلاد.
الشعب الصيني بحاجة إلى الحفاظ على الإيقاع الطبيعي للحياة وعدم الخوف من الإرهابيين، وإنما مطاردتهم والقضاء عليهم.
مكافحة الإرهاب في الغرب عبارة عن حرب، أما في الصين، فقد تطور اليوم وبات يشمل جميع البلدان وجميع القوميات. و إظهار الإرهاب بشاعته مرة أخرى في الصين اختيار خاطئ وسوف يفشل بالتاكيد.