تايم: “كامب ديفيد” فرصة واشنطن لتقييم محمد بن سلمان
كشفت مجلة “تايم” الأمريكية أن غياب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن القمة الأمريكية – الخليجية، المقرر انعقادها في منتجع “كامب ديفيد” يومي الأربعاء والخميس، ستنقل الأضواء إلى نجله القوي والغامض محمد، ما يعطي المسؤولين الأمريكيين الفرصة لتقييمه.
من ناحية، جاء إعلان الملك سلمان عن عدم حضوره قمة كامب ديفيد – رغم قبوله الدعوة سابقا – ليسلط الضوء مجددا على التوترات العميقة بين واشنطن والرياض، فعلى مدى الشهور الأربعة الماضية منذ توليه الحكم، تحدّت المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية من خلال شن غارات جوية منفردة ضد جماعة “أنصار الله” الحوثيين في اليمن، وإرسال الدعم لقوات المعارضة السورية التي من بينها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
ومن ناحية أخرى، يعطي غياب الملك الفرصة للمسؤولين الأمريكيين لتقييم نجله المفوض بسلطات هائلة، من بينها وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكي، لاسيما أن الأمير الشاب، البالغ عمره 29 عاما أو 34 عاما وفقا لتقارير مختلفة، غير معروف جيدا في الميادين الدبلوماسية، وتعيينه وليا لولي العهد بمثابة إدخال عنصر غير متوقع للعلاقات بين الولايات المتحدة والمنطقة بأكملها، وسخر منه خامنئي المرشد الأعلى لإيران، المنافس اللدود للسعودية، قائلا بأنه “شاب عديم الخبرة”.
قال غريغوري غوز، الخبير الأمريكي الرائد في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية: “لا أعتقد أن هناك أحدا يعرف من هو محمد بن سلمان، فلم يتقلد أبدا منصبا وضعه في مناظرة مع الأمريكيين في محادثات ثنائية، وأعتقد أن الكثيرين يتطلعون لتقييمه”.
وذكر تشارلز فريمان، سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق لدى المملكة العربية السعودية: “الوظائف التي يتقلدها نجل الملك معروفة جيدا بشكل كاف، فوزارة الدفاع مغمورة بالأموال، ومكان مليئ بالعمولات وحصص من الأرباح، ورئيس الديوان الملكي هو في الأساس رئيس هيئة الأركان، بما يجعله المسؤول اليومي للجهاز الحاكم”.
لكن نقص المعلومات عن محمد بن سلمان نفسه يشير إلى سرعة تحوّل الواقع في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة في عائلة آل سعود، التي تحكم المملكة منذ ظهورها على رمال شبه الجزيرة العربية في عام 1932، واعتاد المراقبون السعوديون على أن يكونوا نسخة الشرق الأوسط من “الكرملينيين” الذين درسوا الاتحاد السوفيني، على حد قول المجلة.
يذكر أن السبب الرسمي المعلن لغياب الملك سلمان عن القمة هو أنها تتزامن مع هدنة إنسانية في اليمن، الذي تقود السعودية تحالف يشن عمليات عسكرية فيه ضد مواقع وقوات للحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وتستهدف المباحثات تطمين حلفاء أمريكا الخليجيين بشأن عدد من القضايا، من بينها المباحثات مع إيران والاضطرابات في دول عربية عدة، ومن المقرر أن يصدر عن القمة بيان يتضمن مواقف والتزامات الولايات المتحدة والدول الخليجية.