تألُّق المرأة في السينما الايرانية/ايجابيات الثورة الاسلامية
وكالة أنباء مهر-
هبه اليوسف:
قَسّم أهل العلم الفن إلى سبعة أقسام، واعتُبِرَت السينما الفن السابع من حيث تاريخ ظهورها بعد الفنون الستة الكبرى، وشملت فن العمارة والنحت والرسم والأدب والموسيقى والأداء، إلا أن السينما تقلّدت المرتبة الأولى من حيث استحواذها على اهتمام الناس على اختلاف أعمارهم لاحتوائها جميع الفنون في فنٍ واحد.
حققت السينما وعياً كبيراً خلال سنواتها العشرين من مسيرتها، ومن أهم وظائف السينما الوظيفة الترفيهية التي تتمثل في الاستمتاع بأوقات الفراغ بمشاهدة الأفلام وغيرها، وتعد هذه الوظيفة هي الأولى للسينما، والوظيفة الدعائية، ثمّ الوظيفة الجمالية؛ والوظيفة الأهم أن السينما تعتبر من الفنون الجميلة، وأخيراً الوظيفة التعليمية التي تتمثل في عرض بعض الدروس التعليمية لمختلف الأعمار مختلف المجالات.
وهناك مجموعة من الأفلام تسمى أيضا السينما. لذلك إذا تحدث شخص ما عن السينما الإيرانية على سبيل المثال فإنه يشير إلى جميع الأفلام التي تمت صناعتها في إيران.
الكل يعلم ان السينما الإيرانية أصبحت محط اهتمام عالمي كبير بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، بسبب الفضول الغربي والأوروبي تجاه ما يمكن أن تقدمه السينما تحت رقابة العملية الإبداعية من الفكر الرجعي الإسلامي وفقًا لمنظورهم.
و استطاعت من خلال السيناريوهات الهادفة و القوية ذات المعنى العميق،توظيف الرموز المحلية و الابتعاد عن الأفلام و السيناريوهات التسويقية وأن تقتفي حالات ومفردات يومية لتثبت أنها ما زالت قادرة على تناول الحاضر المعيشي.
استطاعت من خلال السيناريوهات الهادفة و القوية ذات المعنى العميق،توظيف الرموز المحلية و الابتعاد عن الأفلام و السيناريوهات التسويقية وأن تقتفي حالات ومفردات يومية لتثبت أنها ما زالت قادرة على تناول الحاضر المعيشي
ظهرت مجموعة من السينمائيين الشباب كإبراهيم حاتم كيا ومجيد مجيدي و أبوالفضل جليلي إلى جانب كبار الحقبات السابقة كـعباس كيارستمي وبهرام بيضايي وداريوش مهرجويي ساهموا بصنع أفلامٍ تتناسب مع توجهات تلك الفترة الخاصة التي تزامنت مع الحرب المفروضة على إيران.
اما عن المرأة في السينما الايرانية فقد استعادت مكانتها ومنزلتها التي كانت تفتقر اليها في عصر الشاه وأصبحت تتمتع بحقوقها كاملة مما جعلها تبدع بعملها كانسانة كاملة وبذلك فرضت على العالم النظر اليها باعجاب و تقدير واحترام. وهيأت لها الثورة آفاق واسعة في عالم السينما وزودتها بالحرية والثقة في النفس وأنشأت لها مؤسسات رسمية للدعم المادي لا مثيل له في جميع أرجاء المنطقة. ولم تكن للمرأة الإيرانية أية قيمة في عالم الإخراج كإنسانة مبدعة وفاعلة في المجتمع أثناء فترة ما قبل الثورة الإسلامية حيث لم يظهر على عهد الشاه إلا مخرجتان: “شهلا رياحي” في فيلم قصير (مرجان) على الرغم من أن مصور الفيلم “أحمد شيرازي” قام بالديكوباج، و “فروغ فرخزاد” في فيلم (البيت المظلم). وتحملت المرأة الإيرانية ما بعد الثورة رسالتها بكل مسؤولية وإرادة وشجاعة وشقت طريقها بنجاح وفتحت فصلا مذهلا وجديدا في تاريخ السينما العالمية رغم عمر الثورة الإسلامية القصير. وعرضت نموذجا سينمائيا متكاملا وحققت انجازات عظيمة فتألقت بما لديها من طاقات ومواهب فنية على أفضل وجه بكل حرية وبدون أدنى قيود.
وظهرت المخرجات الإيرانيات بقوة وبحضور متميز وفاعل على الساحة العالمية بعد الثورة الإسلامية وقدمت صورة مشرفة عن بلدهن وحصدن الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية بالجملة. وأثارت هؤلاء المخرجات الاهتمام بما طرحت أفلامهن من رؤية شجاعة في تناول مشاكل المرأة خاصة، ومشاكل المجتمع كافة، وتعددت إبداعاتها الفنية تسابقت معها المهرجانات السينمائية الدولية وأكاديميات الفن في كل أنحاء العالم لاستضافتها وعرض أفلامها إلى درجة أن اليوم العالمي للمرأة لا يخلو من عرض أفلام المخرجات الإيرانيات مما يشكل دليلا دامغا على عظمة إبداع المرأة الإيرانية في السينما و قدرتها الراسخة علي إثبات وجودها.
الملفت في الأمر هو الحضور النسوي البارز خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسطعت مخرجات وممثلات بأعلى المستويات ليتنافسن مع الرجال
والملفت في الأمر هو الحضور النسوي البارز خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية في إيران وحضور مخرجات وممثلات بأعلى المستويات ليتنافسن مع الرجال.
اليوم تنجح المخرجات الإيرانيات في صناعة أفلام تحصل على تقدير عالمي، وتؤدي الممثلات أدوارهنّ باحترافية.
بالاضافة الى العديد من الافلام الايرانية التي تألقت في المهرجانات الدولية بعد انتصار الثورة الإسلامية لانها تتناول قضايا تهم المجتمع بشكل عام بما فيها القضايا الاجتماعية والاقتصادية والاسرية.