تأكيد رسمي للرصاص على موكب عون
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
آمال خليل:
ربما كان على الرصاصة أن تصيب النائب ميشال عون ليصدّق خصومه أن موكباً له تعرض لإطلاق نار. فهم نفوا الحادثة من أصلها، ولم ينتظروا ساعات قليلة ليتبيّنوا نتائج التحقيق الأولي، على الرغم من أن وزير الداخلية أكد وقوعها
ميشال عون على لائحة الذين تعرضوا للاغتيال، وفي صيدا. لكن الرصاصة في واحدة من سيارات موكب وهمي لعون لم تقنع خصومه. فريق 14 آذار أطلق النار على إعلان رئيس تكتل التغيير والإصلاح تعرض أحد مواكبه لرصاص حي في عاصمة الجنوب. بدأت القصة ليل أول من أمس، عندما صدر عن مكتب عون خبر عن تعرض أحد مواكبه لإطلاق نار في صيدا، في طريق عودته من جولة له في جزين. أهالي المدينة وفاعلياتها والأجهزة الأمنية أخذوا علماً بالحادثة من وسائل الإعلام، ثم من خطاب عون نفسه في البترون، بعد ساعات قليلة لتأكيد الخبر واعتبار الحادثة «محاولة اغتيال جسدية بعد فشل اغتياله المعنوي والسياسي».
في الساعات التي تلت الحادثة، تباينت تقارير الأجهزة الأمنية واختلفت معلوماتها. فما هو محسوب منها على قوى 14 آذار، سارع إلى نفي الحادث من أساسه. أما الأجهزة الأخرى، فربطت ما قاله عون ببعض الخيوط الميدانية عند المسلك الشرقي لأوتوستراد نزيه البزري باتجاه بيروت، بين جامع بهاء الدين الحريري وجسر الأولي، أو المنطقة التي كان يقطعها الشيخ أحمد الأسير خلال اعتصامه المفتوح. إذ أشار مصدر أمني لـ«الأخبار» إلى أن «موكباً وهمياً سبق موكب عون الحقيقي للعودة من جزين نحو بيروت، وصل إلى تلك المنطقة الصيداوية عند قرابة السادسة والربع من مساء السبت. حينها تنبه راكبو السيارة الرابعة في الموكب إلى صوت إطلاق النار وشعروا بتعرضها لأمر ما، فأبلغوا مسؤول حماية الموكب الذي أشار عليهم بإكمال طريقهم إلى بيروت وعدم التوقف.
في الرابية، حيث ركنت سيارات الموكب، تمت معاينة السيارة وهي جيب أسود بي أم من نوع x5 تبيّن أن بابها الخلفي لجهة اليمين مصاب برصاصة. في المقابل، تم إبلاغ عون بالأمر وتعديل مسار موكبه الحقيقي في طريق العودة، إذ سلك طريق جون ـــ الشوف، وصولاً إلى بيروت، فالبترون.
تحول إعلان عون شخصياً عن محاولة اغتياله، في صيدا، إلى مثار جدل، على غرار إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن محاولة اغتياله في معراب قبل أشهر. وزير الداخلية، مروان شربل، هذه المرة أيضاً صادق على أقوال المستهدف بالرصاص. إذ قال في حديث صحافي إنه «لا شك في أن الموكب ينقسم الى عدة مواكب، وهناك موكب وهمي تقدم قبل موكب عون وحصل إطلاق نار هو ثابت في هذا الموضوع ونقوم بالتحقيق لنعرف مصدره وما حصل بالتحديد، برغم أننا لم نعثر على شيء». تبنّي شربل للرواية دفعه إلى تكليف الأجهزة الأمنية والقضائية في الجنوب بإجراء تحقيق ميداني لتبيان ملابسات الحادثة. فتوجّه المدعي العام في الجنوب القاضي سميح الحاج، برفقة كبار ضباط الأجهزة، إلى المكان ومعاينته وذلك بتكليف من المدعي العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود. وتركز الكشف على مبان قيد الإنشاء محاذية للطريق العام، يشتبه في أن يكون الرصاص قد أطلق منها. وكان سبقها اجتماع طارئ عقد في قصر العدل في صيدا لمناقشة الحادث.
في الوقت ذاته، كانت الشرطة القضائية تكشف على السيارة التي أصابتها الرصاصة في مقر العماد عون في الرابية. ونقلت قناة (otv) «أن الرصاصة أحدثت أربعة ثقوب فيها، ولو أحدثت ثقباً خامساً لكانت أودت بحياة المرافق الجالس على المقعد الأيمن الأمامي، لكنها استقرت داخل المقعد». وأشارت إلى سحب الرصاصة التي سيقوم الخبير العسكري بتحليلها.
وبانتظار نتائج التحقيقات، اختلف الشارع الصيداوي حول الحادثة. فمنهم من «لم يقبضها» في الأساس، مستغرباً اختيار الفاعل هذا المكان «المليء بكاميرات المراقبة التابعة لجامع الحريري وللمؤسسات التجارية المنتشرة على طول الطريق الذي يشهد بدوره يومي السبت والأحد حركة سير كثيفة في الاتجاهين». فيما اقتنع آخرون بالرواية، معتبرين أن إطلاق النار بهذه الطريقة أريد منه توجيه رسالة تحذيرية.
وكان عون قد تلقى اتصالات عديدة مستنكرة ومهنئة بالسلامة، أبرزها من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وصدرت مواقف من « فريق 8 آذار» نددت بالحادثة، في مقابل مواقف أخرى لـ«14 آذار» شككت بها.
«يريدون اغتيالي لأنني عكس السير»
عزا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون محاولة اغتياله في صيدا، أول من أمس، إلى أننا «عصينا على مجتمع فاسد ومافياوي، ولأننا نسير عكس السير في المنطقة» .
ولفت عون خلال عشاء قروي نظمته هيئة قضاء البترون في التيار الوطني الحر إلى أنه تعرض لثلاث محاولات اغتيال، وقد كشف الفاعلون، «وهذه هي المرة الرابعة، حيث فشلت المحاولة، لكننا لم نكشف الفاعلين بعد، وإن شاء الله قريباً سيكشفون».
وأكد أنه «لن يستطيع أحد زحزحتنا عن تصميمنا بالمحافظة على الاستقرار في هذا البلد».
وعرض بعض إنجازات وزراء ونواب التيار، مؤكداً أن «اليد النظيفة لا يستطيع أن يلويها أحد في أي كباش يريدون خوضه». وكانت هناك كلمة لوزير الطاقة والمياه، جبران باسيل، الذي رأى أن تيار المستقبل يعدّ قانوناً للانتخاب هدفه التلاعب بالصوت المسيحي.