بُوتين – نُريدك رَئيساً..
موقع إنباء الإخباري ـ
الأكَاديمِي مَروان سُوداح*:
هُناك مَجموعة في هذا العالم تجمّع الأقل من الرؤساء الأكثر إخلاصاً لشعوبهم، بينما أكثرية رؤساء الدول هم الأكثر عداءً – مبّطناً – لبلدانهم وحقداً على ناسهم، إذ أنهم يتخذون قرارات تُطيح برؤوس رعاياهم وتعمّم الشقاء عليهم.
في روسيا المُعَاصِرة، ومنذ ظهور فلاديمير بوتين على المسرح السياسي الروسي، وتعزّز مواقعه الداخلية بنقلات شعبية وإصلاحية أكدت عظمة روسيا وأعادت إليها مكانتها الرائدة، إشتهرت شخصيته في العالم أجمع، فغدا نجماً لا يُنازعه نجم، وأصبح بوصف الشعوب والأُمم نفسها أحد الزعماء الأكثر إلتصاقاً بوطنهم، والأكثر إخلاصاً لشعبهم مِن بين الأقل من القادة المُلتفّين حول قضايا شعوبهم.
منذ تسنّم القائد الكبير بوتين مقاليد الحُكم في روسيا، وحتى اللحظة الحالية، تستمر الحَربَة الامريكية والغربية المتحدة والمُسمّة بمحاولات النيل منه ومُوجّهةً طلقاتها نحو صدره الحاني الذي يتّسع لكل الروسيا ومُحبي الروسيا في هذا الكون الواسع، في محاولةٍ هوجاء وصبيانية تتسم بالظلامية والقيء الذي يعود إليها الغرب دوماً، لإضعاف قدراته وتصفية مدرسته القيادية وحَرفِهِ عن نهجه ومبدئيته وقواعده العقائدية، ورغبةً أنجلوسكسونية لوأد مِثاله النضالي المتقدّم بالنيل من روسيا ورغبةً بتصغيرها ولتفتيتها، ولتقزيم جيشها البطل والعظيم، واستهدافاً لرياضييها وقدراتها الاقتصادية والعسكرية وعلاقاتها الدولية بوسائل هي الأحقر على الإطلاق، وهي الأكثر دونيّة وثعالبية. فبوتين صار يُشكّل في السياسة الدولية نهجاً طليعياً يُعمّم كونياً ويَنتصر للوطنية الحقيقية بكل أبعادها، ويصون مكانة روسيا وحلفائها وفي طليعتهم سورية. فالنيل من بوتين بالنسبة إلينا يَعني “كذلك”، النيل من الدولة السورية المُستقلة وقرارها الوطني والقومي، وإجهاضاً لفكرة الاستقلالية العربية برمتها، ووأداً للصفحات الناصعة في العلاقات الشعبية والرسمية الروسية – الفلسطينية والروسية – العربية منذ مئات السنين التي تفيض بصفحات خالدة تضيء نوراً يملأ الكون ضياءً وبهجةً، وتُشكّل إلينا زاداً وذخيرةً تقينا من تغوّلات أبناء الظلام الغربيين حرّاس جهنم.
بوتين – هذا الإسم اللامع والمحبوب في كل العالم، نصير الحق، وسَنَدَ شعبه الروسي لتأكيد حقه في الوجود وحق روسيا في الوحدة والتعاضد ولمزيد من التألق والأبّهة، نريدك اليوم أيا بوتين وكل يوم رئيساً، يَا مَن نقل مِشكاة النور إلينا بعدما عمّ الظلام وانتشر الموت على وجه أرضينا، ونال الحلاّق منا أسوأ مَنال، يا مَن أنقذ الامة العربية من لهيب جهنم، بعدما أنقذت وطنك روسيا من مخالب وحوش تكالبوا عليها نهشاً وتقسيماً وتقاسماً، فغدت روسيا كريمةً بِك ورافعة رأسها في الأعالي، وبك أيضاً غدت سورية وطناً لكَ ومَوئلاً وبيتاً آمناً، فأهلاً بك فينا وبيننا تحرسك أرواحنا، فعد أيها الكبير الى روسيا، ومع سورية غداً وبعد غدٍ وغدٍ، وكن رئيساً، وإبق قائداً، فبدونك لا تندمل جراحنا ولا تفرح أرواحنا ولا نأمن على أطفالنا وأحفادنا ولا نؤمّن على مُستقبلهم ومُستقبلنا.
لقد فرحتُ شخصياً وفرح الاستقلاليون وأحرار العرب بإعلانك ترشيح نفسك لمنصب الرئيس، من جديد. فهذا الإعلان وتسنّمك القيادة في موسكو التي صارت كل دروب العالم تؤدي إليها، هو ضمانةٌ للمستقبل الآمنٍ لشعبك وشعوبنا، وهي فرصة أخرى لتواصل نهجك الشريف وتعمّقهُ، وليستمر يَتَعمّق ويَتَعَمّم في كل العالم المُتحضّر الذي يُقدر سياساتك حقّ قدرها ويَثق بها ويَنتصر بقوتها وقدرتها، ويَصطف الى جانبك ويَفخر بتحالفنا الثابت والنافذ معك ومع وطنك.
لقد عرفتك أيا بوتين خلال دراستي الجامعية في سانت بطرسبورغ، ولم ولن أنسى ما حييت دعمك ومساندتك في أحلك الظروف والأيام، فكنت أنت وكان مساعدك “فايتيوغ”، وكان كادر الجامعة الذي التف من حولك، مَعيناً لك ولأُسرتي، وكانت قراراتك مصيرية إلي، حمتني كما لم يكن مِن قَبلِ في حياتي التي دنا منها آنذاك شياطين الأرض لتقويض قِواي وإنهاكي، لكنهم لم يَفرحوا، بل تجهّمت جباههم واسودّت وجوههم وارتدّوا الى نحورهم مصدومين ومذعورين، فقد غدوت أنا بك وبنفوذك آنذاك أزهو بقوة لم أمتلكها قبل قيادتك للجامعة ولم أكن أحلم بها، فتضاعفت قواي وتصلّبت انطلاقاتي بك أيها العظيم، فألف شكر شخصي ووطني وعربي لك ولصحبِك الذين يرافقوك ويُساندوك أمس واليوم ويوم غدٍ وفي كل زمن ومكان.
أفخر لأنني إكتشفتك قبل أن تكتشفك الأغلبية. تالله لقد عرفتُ فيك وفي روحك التواضع الجم، وشخصيتك العفيفة، وبساطة جبلتك وقوتها ونفاذها ومناصرتك المبدئية للحق. فقد كنت أيها الصديق بوتين أطمئن عندما أرى ضياءً يَفيض من وجهك، يُريحني لأنني كنت ألمس بأنك تتخذ قرارات تُريح ضميرك وتحافظ على أمان حُلفاء روسيا، وأنا واحد منهم، إذ فُنيت حياتي ودمّرها الخصوم والأعداء مُجتمعين من كل حدٍ وصوب لدعواتي غير المتوقفة منذ خمسين سنة للتحالف الاستراتيجي مع روسيا، وقد أُقصيت بسبب ذلك من أعمالي المِهنية، وفُصلتُ من أشغالي انتقاماً منهم لطروحاتي المبدئية بأن نتشارك نحن العرب وأنتم الروس في خندق تاريخي واحدٍ أحدٍ، عودة على بدء تحالفاتنا التاريخية، التي عادت منذ الأمس القريب بقوة قرارك أيها العظيم، وها أنت تعلن اليوم النصر المؤزر على شياطين “داعش” والارهابيين بكل ألوانهم في سورية – قلعة البطولة، الدولة الحليفة لك ولروسيا الصديقة ما بقي الكون كوناً.
لقد اتحدت شياطين الأرض للنيل مني ومن عائلتي لسبب مشروع “روسيتنا” ومشروع مواقفنا الوطنية الاستراتيجية لتفعيلٍ متواصلٍ للحِلف العَربي – الرّوسي.. لقد أنهَكوُا أجسَادنا، لكنهم لم يُنهِكوا أرواحنا وعُقولنا ولَن يَتمكنوا. أنتَ أيها الرئيس مِثالنا وقُدوتنا وقُدراتنا، ولنا ولعائلتنا فيك مستقبل آمن واستقرار يَنسحب على الوطني والأممي حتى.. فنحن ونفوسنا نطمئن ونستقر بتواصلك رئيساً، وحياتنا تبتهج باستمرارك قائداً شُجَاعاً لاَ يَهَابُ الردى والْمَنِيَّةَ، وكذلك كل الأحرار والوطنيين والمفكّرين والعَقلانيين في أمتينا العَربية والرّوسية.
تهانينا لكَ أيها الرئيس والقائد بوتين بنصرك المؤزر في سورية، وتهانينا كذلك للرئيسين والقائدين بشار الأسد والإيراني حسن روحاني، ولوأدكما الارهاب الدولي ووقف تمدّده إلى بلادنا وإلى كل البلدان الاخرى، ونهنىء أنفسنا ببقائك على رأس التحالف الاستراتيجي الدولي مع حلفائك العرب والأُمميين، ولنا فيك زاداً وخيراً وزعيماً روسياً ودولياً أولاً، ونُراهن على مواقفك لإحراز نصرٍ تلو نصر، ومُلهماً لكل الشعوب في نضالهم وجهادهم الشريف، فنحن نراك ونشاهدك كل يوم تقف معنا ومع الأُمة المؤمنة في تحرير أراضيها وسيادة السلام والأمان في منطقتنا والعالم، فأنت نقطة قوّة وجبروت لكل نفس حيّة مُناضلة في العالم تُصيب الأعداء وتُلحقهم بركب الخزي والخذلان والعار، ونحن معك وبك من أجل أن يَنمو أولادنا وأحفادنا في أوطانهم كِراماً وأَحراراً وسُعداء ومُبتسمين..
* #مروان_سوداح: مؤسس ورئيس راَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ #بُوُتِيِن وَ #رُوسيِّهَ في الأُردُنِ والعَالَمِ العَربِي.