بيانات خالد مشعل الحقلية الجديدة ودلالاتها
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
في مطلع حياتي الجامعية اطلعت على حياة محمد أسد وكتابه: الإسلام على مفترق الطرق، وتقديم عمر فروخ لهذه الشخصية، فخزنتها ذاكرتي إلى جوار عبدالله بن سلام رضي الله عنه، وقد التحق بالجماعة الإسلامية في باكستان، الدولة التي بنيت وانفصلت عن الهند على أسس الإسلام.
هذه الدولة الباكستانية المسلمة لم تقم بأي فعل لمؤازرة الشعب الفلسطيني منذ قيامها قبل عام النكبة بعام. وها نحن نراهم عام 1970، عندما أتى جنود الدولة الإسلامية الباكستانية للقضاء على الفلسطينيين الكفار، بدأ إسلام الدولة الباكستانية يتحرك في اتجاه برنطة الهوية الإسلامية الباكستانية وأخذ موقع محمد أسد يتحرك بعيدا عن عبدالله بن سلام في اتجاه عبدالله بن سبأ! وعندما أعلنت قناة الـ إم بي سي أنها ستنتج شريط فيلم عن حياة محمد أسد أيقنت أن مكانه يقع في جيرة عبدالله بن سبأ! فهذه القناة اعتمدت برنامجا لتلميع صور الخون في الأمة وبدأت بالملك فاروق الذي كان مهووساً بعضوه التناسلي، لتجعل منه بطلا!
واسأل في هذا المقام سؤالاً بسيطاً: لماذا نغلق مدخلاتنا أمام البيانات الحقلية عوضاً عن استخدامها في استقراءاتنا. بل نريد أن نحافظ على ما كوناه من صور ولو كان باطلاً؟! السؤال عن مصداقية البيانات هو سؤال من حق من يستخدم البيانات أن يطرحه، بل واجب عليه أن يطرحه. إنه إجراء معياري لا يمكن تجنبه في المنحى العلمي.
كلمة أمير قطر الجديد تميم بن حمد قالها في اجتماع ضم قيادات الإخوان، وكان بين الحضور خالد مشعل نفسه.
قال أمير قطر إنه شخصيا كان ضد دخول مصر على خط الفتنة على أرض الشام عندما تم طرح الموضوع للنقاش. وكان منطلقه أن حكم الإخوان المسلمين لم يتثبت بعد على أرض الكنانة، فلا داعي لحشره في موضوع كهذا وهو ما زال غضاً! وقال أمير قطر إن خالد مشعل كان من المتحمسين جداً لدخول مصر على خط الفتنة على أرض الشام! خالد مشعل الذي احتضنته سوريا بشار الأسد وأعطت لحماس مقراً في وقت ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وكان لا يحتاج أن يأخذ مواعيد مسبقة ليقابل رأس الدولة في سوريا بشار الأسد. رأس دولة بشار الأسد قال لهم: أعرف صراع سوريا حافظ الأسد المرير مع الإخوان، لكنني أنظر لحماس على أنها فصيل مقاوم، وجهتنا تحرير الأرض من المحتل، وهي وجهة كافية لأن توحدنا.
لكن لماذا هذا الحماس الزائد من خالد مشعل لدخول شعب الكنانة على خط الفتنة على أرض الشام؟!
لنرجع رويدا لقول الله تعالى: وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون* فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون*.
لو عرف القاتل أنه سيواجه القتيل بهذه الصورة المرعبة، لاعترف قبل أن تحصل عملية المواجهة مع القتيل وإخباره عن القاتل في مشهد مرعب! واليوم خالد مشعل لا يستطيع أن يواجه الرئيس بشار، قد يضحك على عقول السذج بمقولة أو أخرى، لكنه لايستطيع مواجهة الرجل الذي وقف معه كفصيل مقاوم وهو يواجه الهجمة الشرسة لهذا السبب. فعينه ـ كعين خائن ـ ستظل كسيرة أمام رجل عالي الهامة لوقوفه كرجل لا يتراجع مع الضغوط.
إذن فالأمر ليس كما يحاول خالد مشعل تصويره: ساعدتنا في الحق فلا نساعدك في الباطل. بل هو محرض على سوريا المقاومة، سوريا الأسد! هذا التحريض للهروب من المشهد المرعب الذي عاشه قاتل صاحب البقرة. والحمد لله أن الرئيس بشار لم يستجب لنصائح خالد مشعل؛ فقد رأينا نتائج نصائحه لسي مرسي! هذا إذا افترضنا أن القرار هو قرار خالد مشعل الذاتي.
أما التفسير المبني على الحكم الاستقرائي بأن خالد مشعل عميل المخابرات الأردنية المدسوس على حماس، ودوره الذي يلعبه هو نفس دور أبي الزعيم في فتح. وقد تم مناقشة هذا الاستقراء في مقال سابق. ففي هذه الحالة بدا واضحاً، مستندين إلى حكم الإخوان على أرض الكنانة، محاولة تحرك الإخوان في الأردن ضد النظام. ولا يخفى هذا وإن حاولوا أن يتستروا خلف حركة أحمد عبيدات، مما يشكل خطرا على النظام الأردني. فقد دفعته الجهات الأردنية التابعة للنظام الأردني والمسؤوله عنه، إلى هذا الاتجاه لمعرفتها أن هذا سيؤدي إلى سقوط حكم مرسي، وهذا أمر تعرفه الدوائر البريطانية التي تقوم بتوجيه الأردن.
وبالله التوفيق،،،ـ