بولندا وبيلاروسيا.. حرب على الحدود والضحايا لاجئين
وكالة أنباء آسيا-
جوسلين معوض:
اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن ألكسندر لوكاشينكو، الآن يستخدم الأشخاص الضعفاء “كسلاح”، انتقاما من عقوبات الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا بسبب نظامه. واتهمته المفوضية الأوروبية باتباع تكتيكات العصابات وتشجيع الناس من الشرق الأوسط وأفريقيا على القدوم إلى مينسك اعتقادا منهم أنه سيكون من السهل دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي. بالاضافة الى توفير وسائل نقل هؤلاء إلى الحدود البولندية، حيث ينتظر الآلاف منهم الآن. وتقول الصحيفة إنه وبحسب ما ورد، أجبر حراس مسلحون كثيرين من طلاب اللجوء على عبور الحدود، مع علمهم أنه سيتم رفضهم. ونقلت الغارديان عن أحد اللاجئين السوريين قوله: “نحن مجرد أداة لممارسة الضغط”.
ووصف الصحيفة تصرفات لوكاشينكو بأنها مهينة. اذ يتم حصار الآلاف في المنطقة الحدودية ومن بينهم أطفال وكبار السن في درجات حرارة دون الصفر دون طعام أو مأوى.
ولقى ثمانية أشخاص حتفهم في الأسابيع الأخيرة ويعتقد عمال الإغاثة أن الرقم الحقيقي أعلى. ومع ذلك تقول الغارديان إن بولندا تتعامل مع وصول “هؤلاء اليائسين ليس على أنه أزمة إنسانية، بل غزو”.
وأعلنت بولندا حالة الطوارئ على حدودها ونشرت آلاف الجنود وغيرت القانون للسماح بالطرد الفوري، متجاهلة طلبات اللجوء. وهي تخطط بحسب الصحيفة لبناء جدار مماثل لجدار ترامب.
وتقول الغارديان إنه وفي صراع حول سيادة القانون مع بروكسل، تستغل وارسو المهاجرين للاستفادة سياسيا من المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي والمناهضة للمهاجرين، وقد بذلت جهودا كبيرة لتشويه سمعتهم.
واعتبرت الصحيفة أنه على المدى القصير، قد يكون الاتحاد الأوروبي محقا في أن الضغط على شركات الطيران لوقف الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا وتحذيرها من أنها ستواجه عقوبات، قد يساعد في معالجة المشكلة الفورية.
لكنها تقول إن ذلك لن يحل المشكلة الأساسية المتمثلة في أن الحرب وانعدام الأمن يدفعان الناس إلى ترك منازلهم وسيُجبر المزيد منهم على فعل ذلك في المستقبل. وتشير إلى أنه من الممكن العمل على استجابة أكثر عدلاً وإنسانية عبر القارة. وتقول إن الأحداث الجارية الآن هي دليل آخر على أن ذلك اصبح ضروريا.
واتّهم رئيس وزراء بولندا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف خلف أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وقال ماتيوش مورافيتسكي إن رئيس بيلاروسيا، الحليف المقرب من بوتين، يدير الأزمة، لكن “العقل المدبر في موسكو”.
ونفى الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو، مزاعم إرساله الناس عبر الحدود، انتقاماً من العقوبات الأوروبية.
ردت روسيا على اتهامات بولندية لبيلاروسيا على خلفية تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، ومن بينهم عراقيون، إلى الحدود بين البلدين، وطالبت بولندا باستقبالهم، فيما نددت بولندا الثلاثاء بتدفق موجة من المهاجرين من بيلاروسيا باعتباره “هجوما هجينا” على الاتحاد الأوروبي برمته.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات نشرتها الصحافة الروسية: “من الأجدى بالسياسيين البولنديين الذين يهاجمون الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ويتهمون مينسك بإحداث أزمة المهاجرين العراقيين، أن يتذكروا أن وارسو لعبت دورا بارزا في تدمير العراق”.
وأضافت أن أكثر من ألفي جندي بولندي دخلوا العراق ضمن قوات الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة “لإحلال الديمقراطية” في ربوعه. وتساءلت زاخاروفا عما إذا كانت بولندا مستعدة اليوم لاستقبال “ألفي عراقي على الأقل، من اللاجئين”.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية البيلاروسية بولندا من القيام بـ”استفزازات” على الحدود المشتركة لتبرير أعمال حربية جديدة غير مشروعة ضد المهاجرين الذين وصفتهم بأنهم “أشخاص مستضعفون غير مسلحين بينهم العديد من النساء والأطفال”.
ورفض وزير الدفاع البيلاروسي الاتهامات بتدبير موجة الهجرة، معتبرا أن “لا أساس ولا مبرر لها”. وأكد وزير الداخلية البيلاروسي إيفان كوبراكوف الثلاثاء أن المهاجرين موجودون على أراضي بيلاروسيا “بصورة قانونية” ولم يرتكبوا “أي انتهاك للقانون”.
من جهته، قرر العراق تخصيص مبلغ مالي للمساعدة على إعادة رعاياه العالقين في بيلاروسيا وليتوانيا وبولندا طوعا إلى البلاد.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بيان إن وزارة المالية ستخصص 300 مليون دينار (ما يعادل 200 ألف دولار) إلى وزارة الخارجية لصرفها على العراقيين العالقين في تلك البلدان الأوروبية وإعادتهم طوعا إلى العراق.