بولسنارو رئيساً: انتصار «اليمين المتطرّف» في البرازيل
فاز مرشح «اليمين المتطرّف» الملّقب بـ«ترامب البرازيلي»، جايير بولسنارو، بانتخابات رئاسة الجمهورية في البرازيل، حاصلاً في الدورة الثانية على 55,1% من الأصوات أي ما يعادل 57 مليون صوت، بفارق 10 نقاط عن منافسه مرشّح حزب العمّال وأحزاب اليسار فرناندو حداد الذي حصد 44,9% ما يعادل 47 مليون صوت، بحسب ما أعلنت المحكمة الانتخابية العليا ليل أمس.
وفور إعلان فوزه المتوقّع احتشد الآلاف من أنصار بولسنارو أمام منزله في ريو دي جنيرو للاحتفال، قبل أن يتعهّد الرئيس المنتخب «الدفاع عن الدستور والديموقراطية والحرية وتغيير مصير البرازيل سوياً»، مضيفاً «هذا ليس وعداً من حزب ولا كلاماً هباءً من رجل. هذا قسَم أمام الله». وقال الكابتن السابق في الجيش في خطاب النصر: «لا يمكننا الاستمرار في مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرّف اليسار»، متعهّداً أن يحكم البلاد «متّبعاً الكتاب المقدّس والدستور».
أوّل مهنئي بولسنارو على الفوز هو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أبدى الرئيس المنتَخب مراراً إعجابه به. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية، سارة ساندرز، إنّ «الرّجلين عبّرا عن التزامهما القويّ العمل سويّاً لتحسين حياة شعبَي الولايات المتحدة والبرازيل، وبوصفهما زعيمين إقليميين، حياة شعوب الأميركيتين».
واستطاع بولسنارو الذي سيتسلم مهامه الرئاسية مطلع العام المقبل، تحقيق النصر بسبب عوامل عدة، منها استبعاد الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والغضب الشعبي إزاء المؤسسات التقليدية في بلد يعاني من عنف قياسي وركود اقتصادي وفساد مستشرٍ وأزمة ثقة في الطبقة السياسية. ويقدّم الرئيس الذي سيخلف ميشال تامر لولاية مدّتها أربع سنوات، نفسه كرجل «القبضة الحديدية» الذي تحتاج إليه البرازيل، ناجحاً في حرمان حزب العمّال من خامس فوزٍ على التوالي في الانتخابات الرئاسية.
بولسنارو كان قد أثار قلق شريحة واسعة من المواطنين خلال الحملة الانتخابية بسبب إطلاقه لعدد من المواقف الإشكالية، مثل تصريحات اعتبرت مهينة للنساء والمثليين وذوي الأصول الأفريقية.
والزعيم اليميني كاثوليكي يدافع عن الأسرة التقليدية وقد نجح في كسب دعم الكنائس الإنجيلية في حملته، كما أبدى إعجابه بالنظام العسكري الديكتاتوري الذي حكم البلاد بين 1964 و1985.
ويطلق على بولسنارو أحياناً لقب «ترامب الاستوائي» بسبب أسلوبه الفظّ في التعبير عن آرائه والشبيه بأسلوب الرئيس الأميركي.
وكان اليمين المتطرّف في البرازيل قد استفاد من ترهّل «يمين الوسط» وانشقاقات «اليسار» المتتابعة. وقد استطاع عبر خطاباته المتشدّدة جذب «التيّار الإنجيلي» المتصاعد، لا سيما بعد وعد أطلقه بولسنارو بإقفال السفارة الفلسطينية في برازيليا، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.