بوتين لنتنياهو: نحن الآن في عالم مغاير

 

موقع العهد الإخباري ـ
نضال حمادة:

كان لزيارة بنيامين نتنياهو روسيا الأسبوع الماضي هدفٌ وحيد يتمثل بالحرب السورية وتحديدا الوجود الايراني في سوريا، وقبل أن يستقل الطائرة الى موسكو قال نتنياهو في حديث أمام مجلس وزرائه (في حال حصول اتفاق سلام أو دون اتفاق سلام تسعى إيران للاستمرار في سوريا عبر تواجد عسكري بري أو بحري، بهدف فتح جبهة ضدنا في مرتفعات الجولان، وسوف أعرب للرئيس بوتين عن اعتراضي الشديد على هذه الإمكانية).

مصادر أوروبية عليمة قالت أثناء اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتوان نتنياهو عن استجلاب التاريخ لتحريض روسيا على المسلمين سنة وشيعة وقال أن هناك تقدمًا حصل في الحرب ضد الإرهاب السني وعلينا حاليا التركيز على الإرهاب الشيعي الذي تقوده إيران والذي يعمل على الحلول مكان الإرهاب السني، وأضافت ان بوتين رد على نتنياهو بشكلٍ قاسٍ قائلا إن هذه الاحداث حصلت في القرن الخامس قبل المسيح، نحن الان نعيش في عالم مغاير وعلينا ان نبحث في المشاكل الحالية للمنطقة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو

الروس يعرفون جيدا آلية تفكير نتنياهو، طريقته في إخفاء الحقائق وبوتين في جوابه هذا كان يشير إلى أن على نتنياهو ان لا يحفر في اعماق التاريخ وأن يكون واقعيا، خصوصا ان روسيا التي تتحضر لزيارة قريبة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موسكو تعمل مع طهران على إعادة الأمن والاستقرار في سوريا، في وقت يعمل فيه نتنياهو على اهداف معقدة أولها تحويل الأنظار عن القضية الفلسطينية، كما أن إسرائيل ترغب في بقاء مجموعات تنظيم القاعدة التي ترعاهم على الحدود بينها وبين سوريا، بحيث يصبح ضمها لمرتفعات الجولان مقبولًا عالميا وغير قابل حتى للنقد.

المصادر الأوروبية قالت ان روسيا لن تقبل بأي حال من الاحوال بوجود عناصر من تنظيم “القاعدة” في أية نقطة من سوريا، وكشفت عن وجود محادثات روسية أردنية تحضيرا لمعركة ضد تنظيم داعش وجماعة القاعدة على المثلث الحدودي ” السوري الاردني الفلسطيني” ما يثير غضب الاسرائيلي بعد تيقن نتنياهو ان الروسي والايراني يتحضران قريبا لإنهاء وجود القاعدة في المثلث المذكور.

التحالف مع ايران أصبح حيويا بالنسبة لروسيا في السنوات القادمة، وذلك للانتهاء من تدمير الجماعات التكفيرية المتطرفة وحتى الوصل لتسوية سلمية للحرب في سوريا وهذا لا يعني عدم وجود تعارض مصالح في العلاقات الايرانية الروسية، لكن كما قال نائب وزير الخارجية ابراهيم رحيمبور يوم السبت الماضي في طهران “نحن مستعدون للتعاون مع روسيا بالمقدار الذي تتعاون فيه معنا ولن نكون على استعداد للتعاون عندما لا يكونون مستعدين له”.

التحالف مع ايران أصبح حيويا بالنسبة لروسيا في السنوات القادمة

التحالف مع ايران أصبح حيويا بالنسبة لروسيا في السنوات القادمة

المصادر قالت روسيا تعرف أنها بدون وجود إيران وآلاف المقاتلين من حلفائها لا يمكن لها الاستمرار في سوريا، وإيران تعرف ان الوجود الروسي في سوريا حيوي لها على الصعيدين المحلي والعالمي، خصوصا مع التواجد العسكري الامريكي المتصاعد في المنطقتين الواقعتين تحت سيطرة الاكراد شرق الفرات، وتعرف موسكو وطهران جيدا ان أمريكا تريد الابقاء على القاعدتين لوقت طويل وذلك بهدف حماية منطقة الادارة الذاتية الكردية على طول الحدود السورية مع تركيا، كما تعلم إيران وروسيا أن الولايات المتحدة تعمل جديا على سوريا فدرالية، وهذا ما تعارضه تركيا التي بدأت منذ أشهر تحوير بندقية الفصائل التابعة لها في الشمال السوري من الحرب على الدولة السورية إلى الحرب على الأكراد وتنظيم “داعش”..

وبالتالي نحن أمام خلط للتوازنات ومراكز النفوذ المستجدة في سوريا يجعل  التحالف الروسي الإيراني أكثر تماسكا بفعل حاجة الطرفين لبعضهما ولفترة طويلة، ما يجعل روسيا أكثر تشددا اتجاه التعديات الإسرائيلية المتكررة في سوريا، ولعل عملية اطلاق الصورايخ ضد الطائرات الإسرائيلية والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ أربع سنوات، واستدعاء وزارة الخارجية الروسية السفير الاسرائيلي في موسكو للسؤال عن الغارة الاسرائيلية الاخيرة في سوريا، فضلا عن المفاوضات الروسية الاردنية لفتح معركة في المثلث الحدودي تكون فيه ايران وحلفاؤها القوة البرية الاولى إشارات أقلقت الاسرائيلي الذي عاد من موسكو متيقنا من استمرار الحلف الايراني الروسي في سوريا، وعدم قدرته على تغير مسار هذا الحلف حتى عبر ميزة القيام بغارات متفرقة ومتباعدة زمنيا في سوريا، والتي أظهرت نتائج زيارة نتنياهو لموسكو ان إسرائيل سوف تفقد هذه الميزة قريبا..

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.