بوتين في القرم.. واشنطن تعترض وشرق أوكرانيا يشتعل
موقع العهد الإخباري:
اثار فلاديمير بوتين غضب حكومة كييف بتوجهه الى القرم في عرض جديد للقوة الروسية في البحر الأسود، في وقت تغرق اوكرانيا في العنف مع سقوط اكثر من عشرين قتيلا في صدامات في “ماريوبول” جنوب شرق البلاد.
فقد أحيا الرئيس الروسي في “سيباستوبول”، المرفأ التاريخي للاسطول الروسي في البحر الاسود، احتفالات ذكرى الانتصار على المانيا النازية في 1945، واستعرض على متن زورق سفن الاسطول الروسي في ميناء المدينة. ووقف مرتديا سترة سوداء الى جانب وزير دفاعه سيرغي شويغو على متن زورق ابيض مر بالتوالي امام عشرات السفن العسكرية الروسية.
ووجه بوتين التهاني عبر مكبر للصوت لطواقم السفن التي وقف عناصرها متأهبين ببزات العرض وردوا عليه بهتاف البحرية بصوت واحد، بحسب صور التلفزيون الروسي.
وامام الآلاف من سكان “سيباستوبول” في شبه الجزيرة الاوكرانية التي أُلحقت بروسيا في آذار/مارس الماضي، رأى بوتين ان عودة القرم الى روسيا مطابق “للحقيقة التاريخية”. وقال ان “العام 2014 سيبقى السنة التي شهدت قرار الشعوب التي تعيش هنا البقاء مع روسيا مؤكدة بذلك وفاءها للحقيقة التاريخية ولذكرى اجدادنا”.
وعبرت الحكومة الاوكرانية عن “الاحتجاج الحازم” على زيارة بوتين الى شبه جزيرة القرم، بحسب بيان لوزارة الخارجية قال ان هذه الزيارة الى اراض “محتلة بشكل مؤقت” تشكل “انتهاكا فاضحا للسيادة الاوكرانية”. واشار الى ان “هذا الاستفزاز يؤكد مجددا على عدم سعي روسيا الى حلول دبلوماسية” للتوتر بين البلدين.
البيت الابيض ينتقد زيارة بوتين: لن تؤدي إلا الى تصعيد التوتر
كما انتقد البيت الابيض زيارة بوتين. وصرحت لورا لوكاس ماغنسن، المتحدثة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما: “لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم. وهذه الزيارة لن تؤدي الا الى تصعيد التوتر”.
وكان الرئيس الروسي ألقى قبل ذلك خطابا في الساحة الحمراء امام الجنود والمقاتلين القدامى. وقال ان تاريخ التاسع من ايار/مايو “هو عيد انتصار القوة العظمى للوطنية، حيث نشعر بطريقة خاصة بما يعني ان نكون اوفياء للوطن، وبأهمية ان ندافع عن مصالحنا”.
واضاف ان “الارادة الصلبة للشعب السوفياتي وشجاعته وصرامته انقذت اوروبا من العبودية”، مضيفا ان “بلادنا هي التي لاحقت الفاشيين في وكرهم، واوصلت الى خسارتهم الكاملة والمؤكدة”.
وتحتفل روسيا في التاسع من ايار/مايو من كل عام بانتصار الحلفاء على المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن للاحتفالات العام الحالي طعما آخر لتزامنها مع التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الازمة الاوكرانية.
قتلى بمعارك في ماريوبول شرق أوكرانيا
وأظهر فيديو تم بثه بشكل مباشر عبر الانترنت من مدينة “ماريوبول”، وضعاً متوتراً وإطلاق نار، فيما بدا الدخان الأسود يتصاعد في خلفية المشهد بالشارع، حيث ذكر ناشطون موالون لروسيا، أن القوات الحكومية اشتبكت مع أنصار الفيدرالية.
قتلى بمعارك في ماريوبول جنوبي أوكرانيا
وأبلغ المكتب الصحفي لوزير الداخلية الأوكرانية أرسين أفاكوف بأن قتالاً يدور في “ماريبول”، وأن الحرس الوطني دخل المدينة، مشيراً إلى أن عشرين متمردا وشرطيا قتلوا في المواجهات. وأوضح أن خمسة شرطيين جرحوا وأسر أربعة متمردين. لافتاً إلى أن قسما من المهاجمين اختبأوا في المدينة تاركين وراءهم أسلحتهم بينما ترك مبنى الشرطة المحلية وهو يحترق.
وكتب أحد أعضاء البرلمان على صفحته على موقع “فيسبوك”، بأن “الانفاصليين تحصنوا في داخل مركز قيادة الشرطة، وأحاطت بهم القوات الأوكرانية. وقال إن هناك 3 إصابات بين الانفصاليين، وبعض الضباط الأوكرانيين تعرضوا للإصابة”.
لقاء هولاند وميركل
وفي تطور ذي صلة، يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى ألمانيا، لإجراء محادثات تستغرق يومين مع ميركل، وستتصدر الأزمة الأوكرانية جدول المباحثات.
هذا وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (أو.إس.سي.إي.) أنها لن تعترف بشرعية استفتاء ينظمه متمردون موالون لروسيا والذي يتوقع أن يجرى في “سلوفيانسك” الأحد المقبل.