بنكي فينيئي
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
بقلم ضحى شمس (جدار الصوت):
أنا: عفواً، بس شو هاو؟
البنك: هدول فواتير “الكريديت كارد” مدام.
أنا: بس أنا ما استعملت “الكريديت كارد” من شي سنة!
البنك: والله؟
أنا: ايه والله..
البنك: أكيد غلطانة!
أنا: صعبة.. الأرجح إنكم إنتو الغلطانين..
البنك: (تدقق المديرة بالفواتير) آه هدول متراكمين من مبلغ زغير تبقى عليكي من شي سنة ..
أنا: معقولة؟ كيف هاي؟ وليه ما حكيتوني بدل ما تتركوا الفواتير تتراكم على سنة وأنا ما معي خبر؟
البنك: مبلى مدام. عم نبعتلك دايماً..
أنا: إنت متأكدة؟ لأني ما استلمت ولا فاتورة! يعني هدول الفواتير كان لازم تبعتوهن ع عنواني! ولا أنا غلطانة؟
البنك: كنا عم نبعتلك مدام. بعتنالك “اس ام اس” (رسالة نصية على الهاتف) شهرياً لنذكرك..
أنا: أهه! هوي كان يوصلني منكن «شي» بالإنكليزي.. بس كنت فكر إنو دعايات لأني ما بفهم إنكليزي .. بعدين كيف هيك شي بتبعتو بالانكليزي؟ يعني شو هوي دليل الإستلام؟
البنك: هيدي تنبيهات كنا عم نبعتلك نقلّك إنو عندك تراكمات ..
أنا: على راسي، بدكن توفروا سعاة بريد وطوابع وإنو يابا أسرع.. بس إنو ليه بالإنكليزي؟
البنك: هيدي لغة البنوكة…
أنا: ما فهمت. ليه يعني؟ لما كنت بفرنسا كانت توصلني فواتير البنك ع البيت وبالفرنساوي.. إنو البنوكة حتى بالعربي ما بينفهم عليكم بدون وجود محامي، فكيف بالإنكليزي.(المديرة صامتة) يا إختي أنا بريطانية شي؟ أميركية شي؟ نحنا ببلد عربي ولا لأ؟
البنك: (السيدة مستفزة) بس في كتير غيرك مدام ما بيفهموا الا بالإنكليزي.
أنا: بس انو هدول قاعدة ولا استثناء ببلد عربي؟
البنك: أنا مثلا مدام ما بعرف عربي منيح.. يعني بدي بالإنكليزي.
أنا: حياتي (بلئمنة) لما بتكوني مواطنة اصلية ببلد عربي، بتصير المشكلة، عفواً يعني، مشكلتك. أصلا ما لازم يوظفوك بالأساس اذا ما بتعرفي عربي!. شفتي شي بريطاني موظف ببنك وما بيعرف انكليزي ببريطانيا مثلا؟ شفتي شي بريطاني بتوصلو فاتورة البنك بالعربي او بالفرنساوي لأنو ما بيعرف إنكليزي؟ شفتي شي فرنساوي بتوصلو فاتورتو بالإنكليزي لأنو ما بيعرف فرنساوي؟
البنك: إنتي بتعتبري حالك عربية.. بس انا وكتير غيري ما بعتبر حالي عربية. انا لبنانية..نحنا اصلنا فينيئي.
أنا: أهه!! طيب على راسي.. أسسي حزب فينيئي، وساعتها فيكي تبعتيلي فواتير بالفينيئي. بتعرفي تبعتي “اس ام اس” بالفينيئي؟ معليش، بقدر أجزملك انو نفس الشي إذا بتعرفيها واذا ما بتعرفيها: يعني أكيد بدك تحتاجي لغة تانية للتواصل بلبنان. وإذا حضرتك لبنانية بمعنى مش عربية،ابعتيلي باللبناني اللي هوي عربي ما هيك؟ الا اذا كان القصد ما نفهم.. يعني بتصير القصة متل البند اللي ما لازم نشوفو بالعقود، بتصغروا خطو وبتكتبوا على آخر الورقة «ما عدا السهو والغلط».. مع شوية قصر نظر مع العمر؟ هيك بتوصلوا لشريحة ممتازة من اللي ما فهموا عليكن شي.. وخذي ع تراكم فواتير ممكن يكتشفوا الواحد هوي ورايح ع التقاعد. بعدين شو بيقول الدستور مدام؟ يعني الكونستيتيشن بالإنكليزي؟ بيقول إنو اللغة العربية هي لغتنا الأم. فشو رأيك؟ هلق آخر همي إنتي شو بتفكري، ويمكن اهتم، بس بنهار تاني، لأنو اليوم متراكمة علي فواتير بالإنكليزي وبدي ركّز، لأنو شو ما كان الغلط منكن بيطلع الزبون عم يدفع ثمنو.. كيف دايما بتزبط معكم هيك؟ عن جد..
البنك:(تنظر الى الفواتير) آآآآه ..لحظة لحظة تشوف؟ صحيح بس هودي الفواتير ملغيين..
أنا: كمان؟! كيف عم يتراكموا وملغيين وآخر واحدة بتاريخ هيدا الشهر؟
البنك: غلطة كومبيوتر..
أنا: هلق صرلي ساعة ماسكتلك ريقك وماسكتيلي ريقي تتقولي بالآخر انو ملغيين وغلطة كومبيوتر؟ يعني كان ممكن أدفعهن وما “نكتشف” أنو غلطة كومبيوتر. يا عمي عن جد بدنا شي دورة تدريب عندكن بالإستكراد..
البنك: إستكراد؟ شو يعني؟
أنا: ايه ايه.. كانت الناس تفكر أنها كلمة عنصرية مشتقة من كردي، بمعنى إستغلال الكردي لأنو معتر .. بس بعد هالفاصل الحواري بيناتنا؟ بظن انو “الإستكراد” اللي على اصولو ما بيجي إلا من عندكن مدام.. من “الكريديت كارد”.
البنك: (لا تعليق)
أنا: هيدا مقص ما هيك؟ ..فيني إستعملو؟ وهيك منقص “الكريديت كارد”، وبردلك اياه مقطّع موصّل، وبتكون نهاية علاقتنا. منيح هيك؟ وقبل ما امشي مدام، معليش، وبالعربي: جتكو نيلة.