بلا سياسة: عجقة فهم…
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
هيي عجقة الفهم، بتشبه عجقة السير بالزبط، لدرجة إنك بتخربط بيناتن يا رجل، يعني بعجقة السير بتلاقي كل شي فايت ببعضو وكل شوفير عم يصرخ عالتاني وبيقلو ولي مين عطاك الدفتر… وعطول بيكون الحق عالتاني، غريبة إنو ولا مرة كان الحق عالأول، والتاني كمان بيحط الحق عالتاني، وهيدي صعبة نفهمها إنو بس بلبنان ما في أول وتاني في تاني وتاني.
وعجقة الفهم، هيي ذاتها، نفس الخبرية، بتمشي بالطرقات بتتعركش بالفهم، يعني عشوي ما فيك تمشي من كتر الفهم. ومن كتر الفهم، فايتة الناس ببعضها، ما عم يقدروا يفهموا عبعضن، وكمان بتلاقي التاني حاطط الحق عالتاني، وبتجي بتسألو إنو ريس لشو هالعجقة خير في شي، شوي إلا بتلاقي سردلك شي عشر دقايق بالسما وبينقرك وحدة هيك، إنو بس لو حدا بيفهم عليي، العمى إنتَ هون بتذبهلّ، إيه بتذبهلّ، إنو معقول أربعة مليون مواطن وما حدا فهمان عليه للزلمة. بس للصراحة، وما في أحلا من الصراحة، للصراحة إنو اللبناني خطير، كيف يعني خطير، يعني بيفهم بالطب وبيتعاطى بالهندسة وخبير بالتاريخ وضليع بالجغرافيا وملم بالأدب وناقد فني ومحلل سياسي وحتى إنو عندو نظرة بطب الأعشاب وعشوي بتحسو مجبّر عربي، ولما تسألو شو بتشتغل ريس، بيقلّك ليش في شغل بالبلد…
قصة كبيرة، والله لبنان قصة كبيرة، الكل فهمان شو عم يصير بلبنان والكل بيعرف لوين رايح البلد بس بسبب عجقة الفهم ما حدا قادر يوصل فكرتو للتاني، وهون لا شعورياً بنرجع لقصة التاني يلي عطول الحق عليه لإنو ما عم يفهم عالأول يلي مش موجود أصلاً.
وأصلاً أنا كنت مفكر إنو بس لبنان هو ضحية عجقة الفهم، هيك كنت مفكر، إلى أن سمعت كلمة صاحب الغبطة لما وصف العملاء اللحديين بالضحايا، إيه صباحو غبطتك، عن جد إنك بتنغبط عأفكارك النيّرة. شو يا رجل، شو هيدي خبرية ضحايا ما ضحايا، إنو شو رأيك كمان ندفعلن تعويضات وبدل غربة مثلاً، وشو رأيك نطلب من أهل الخيام وعيتا وبنت جبيل يقدموا إعتذار خطي للعملاء عن يلي عملوا معن، ليك ريس فايق إنتَ أو شو وضعك، دخلك ما سمعتو لهيدا يلي قلك ما بدي إرجع ع لبنان، إيه هو ذاتو يلي مفتخر بإبنو يلي بيخدم بالجيش اليهودي، بعدين يا زلمة إنو حسيتك مبسوط بخبرية الجالية اللبنانية بإسرائيل، ما هيي المشكلة إنو نحن فهمانينك منيح، صحيح فهماتنا ع أدنا بس إنو يعني فهمانينك، بس العترة عالسياسيين يلي عاجقينها علينا بالفهم وتاركينك تسرح وتمرح بخبرياتك، يعني غريبة إنو ما حدا يلاحظ إنك بكل زيارتك المشبوهة ما قلت ولا مرة فلسطين المحتلة، هو مش غريبة عليك بس غريبة إنو يضلوا ساكتين عليك، وغريب كمان إنو يسمحولك تلتقي بناس مجرمين، الدم بعدو عإيديهن ولليوم بعدو ما نشف، ومتل ما بنعرف إنو يلي بيوقف مع المجرم هو مجرم غبطتك، ولا كيف يعني.
إنو إنتو جماعة عجقة الفهم بدكن ترسموا القانون متل ما بدكن، اصطفلوا هيدا شي مش جديد، بس الجديد إنو إنتو إلكن قانونكم ونحن إلنا قانوننا، وكيف ما كان القانون تبعكن، هيدا ما بيعنينا، نحن يلي بيعنينا هو قانو الحق، وقانون الحق بيقول إنو الأرض أرضنا، وإسمها فلسطين، وإنو اليهودي مجرم ومحتل وقتالو واجب وطني، وقانون الحق كمان بيقول إنو العميل مجرم وعقوبتو الإعدام، وإنو الضحايا هني أهل الوطن، أهل عيتا ومارون وبنت جبيل، هودي هني الضحايا يلي غبطتك ولا مرة تذكرتن، أصلاً هني ما كانوا ناطرينك، هودي هني الضحايا يلي حولوا دمن لرصاص قدر يطرد اليهودي من لبنان وقريباً رح يطردوا من فلسطين، وهون أنا بحزن عليك يا صاحب الغبطة لإن العملاء يلي رحت ترعاهم بفلسطين، الله وأعلم وين بدك تروح ترعاهم لما نحرر فلسطين…
صاحب الغبطة ما تزعل منا، بس هيدا نحن، هيك راسنا راكب، بنحكي كلمة الحق ولو على قطع راسنا، كرمال هيك ما تزعل، وخود كلامنا على إنو ضرب من ضروب عجقة الفهم، ولا قلك شغلة، كرمال الحلال والحرام، خود كلامنا على إنو كلام طالع هيك بلا سياسة.