بلاغة فلسفة الجحود!.. من دعمنا في الحق لا ندعمه في الباطل!
موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبّير:
عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة، وهو سن حالم، حيث يريد أن يشعر باستقلاليته وشخصيته، بعد طول الإعتمادية على الآخر، والآخر في الغالب هما الوالدان، لذا قد يثور عليهما وقد يتمرد، ويحاول إيجاد الذرائع للإنقلاب عليهما!
من هنا جاءت لغة القرآن في هذا الصدد واضحة وضوحاً لا لبس فيه!
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا
ليس فقط لو كان الوالدان مشركين كافرين،
بل لو ذهبوا خطوة أبعد وهي إجبارك على الشرك!
صحيح أن لا تطعهما،
لكن عليك أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً!
لا تتنصل من التزاماتك الأخلاقية تجاه من تعب عليك وضحى من أجلك ..
لا تقل إنتم كفار لتتهرب من مسؤوليتك الأخلاقية نحوهما.
هذا هو الوفاء ..
ونقيضه الجحود!
وهو أن تقول لهما:
أنتما كافران، وأنا مؤمن، ولا أستطيع التعايش معكما!
أليس هذا ما توصلت إليه بلاغة خالد مشعل في فلسفة الجحود!
من دعمنا في الحق لا ندعمه في الباطل!
ألم يكن حمل سوريا بالقضية الفلسطينية وهناًعلى وهن؟!
ألم تحمل سوريا حماس كرهاً؟!
أليست كل الحملة ضد سوريا بسبب إعطائها مأوى للإرهابيين؟!
أليس المعني بالإرهابيين حماس وحزب الله؟!
أليس هذا الحمل الكره هو أساس حقوق الوالدين؟!
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا
ألا يقتضي ذلك وجوب الإحسان؟!
أم أن هذا التحالف ضد النظام المقاوم بسبب توقهم لرؤية حرية الشعب السوري تتحقق؟!
هل يعتقد حالد مشعل في قرارة نفسه ذلك؟!
أم أن هذا مسوغ لركوب الموجة؟!
ثم من قال إن سوريا المقاومة تريد دعماً منك؟!
لكن لماذا لم تعترف قبل هذا بأن سوريا ساعدتك!
صمت!
أليس هذا الصمت كتم شهادة؟!
أم أن منطقكم كان “وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون”.
فلا تريدون أن يستفيد النظام في سوريا من أي كلمة إيجابية تقال من طرفكم بحقه؟!
ومن هذا المنطلق لم تذهبوا إلى مقر الأستاذ حمدين صباحي الذي دخل من الأنفاق إلى قطاع غزة ليظهر دعمه ومساندته لحماس والقضية الفلسطينية، وهويعرف سلفا أنه سيعتقل بسببها؟!
أليس هذا لؤما في الطبع؟!
من قال لكم إن سوريا المقاومة تريد دعماً منكم؟!
فقط كف شرك!
لماذا ذهبت إلى استنبول لدعم المتآمرين على سوريا المقاومة؟!
لماذا لم تقف على الحياد؟!
هل قتل الصحابي عبدالله بن عبدالله ابن أبي بن سلول رضي الله عنه أباه عبدالله بن أبي بن سلول؟!
مع أنه كان رأس النفاق في المدينة!
بل أكثر من ذلك كفّنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببردته إكراما لابنه!
أم أنكم أحرص وأغير من رسول الله على رسالته؟!
وهل اكتشفت قطر الآن أنك على حق فقررت مساعدتك؟!
أم أنك أنت الذي ذهبت إلى باطلها؟!
نحن نقدر للرئيس بشار تبنّيه القضية الفلسطينية ..
لأن وقوفه مع حماس أساسه الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته ..
وليس مع جماعة الإخوان!
والحمد لله الذي منّ علينا برجل مثله
ووقف معنا وساندنا
وإلا لما كان انتصار 2006
أو أنتصار 2008
وسيسطر التاريخ هذا الموقف له بأحرف من نور ..
وأوجه خطابي للرئيس بشار وأقول له:
إن الشعب الفلسطيني الوفي ممتن لكم يا سيادة الرئيس..
فبارك الله فيكم ..
وجزاكم الله عنا كل خير ..
وأدعو الله عز وجل أن يزيل هذه الغمة عن الشقيقة سوريا ..
وأن يحفظ ويرعى سوريا المقاومة ..
وبالله التوفيق.