بقرادونيان بعد انتخابه أميناً عاماً للطاشناق: باقون على تحالفاتنا لماذا يجب أن يكون التوافق على رئيس الجمهورية الضعيف وليس القوي؟

bakradonian

صحيفة النهار اللبنانية ـ
ألين فرح:

الأمين العام الجديد لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان مكبّ مع رفاقه في الحزب على ورشة عمل جديدة أقرّها المؤتمر العام الذي يعقد كل سنتين، ويتمثل فيه كل المندوبين. في المؤتمر يجري تقويم عمل اللجنة السابقة، وتطرح الاقتراحات وتتخذ القرارات “الأرمنية” والسياسية للسنتين المقبلتين، ويتمّ انتخاب لجنة مركزية جديدة. يفخر بقرادونيان بأن الطاشناق من الأحزاب القليلة في لبنان التي ما زالت تحافظ على التقاليد التنظيمية والديموقراطية، فالانتخابات أهم شيء، لكن المؤتمر العام غير محصور فيها فقط. مع التوقف عند مصادفة هذه السنة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية من الأتراك ثمة نشاطات في هذا الصدد.

لم يطرأ تعديل على سياسة الطاشناق حيال الداخل اللبناني. فتغيير اللجنة المركزية، أو تغيير القانون العام، لا يؤثران في نمط الحزب وطريقته وسياسته. فالسياسة تتقرر في المؤتمر العام، والأمين العام يطبق المقررات مع اللجان المركزية. يؤكد بقرادونيان في حديثه الى “النهار” أن حزب الطاشناق لديه ثوابت أساسية “لا نحيد عنها، وهي استقلال لبنان والحرية والسيادة والتعايش والاعتدال وضرورة الحوار في حل النزاعات الداخلية، وخصوصاً اننا اليوم في عصر الحوارات، اضافة الى اعتمادنا سياسة التعاون والانفتاح على كل الأطراف السياسية، وهذا أمر معروف عنا”. لذا يرى، في حوار “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، أن عون مرتاح “ولدينا بعض الانطباعات والمعلومات ان القوات ايضاً مرتاحة. لا ننسى انه بعد 30 سنة من البعد، يجب ان يأخذ الحوار وقته للوصول الى نتائج إيجابية راسخة، وألا يكون من اجل الصورة، بل أن يكون عميقاً ويؤثر إيجاباً في الساحتين المسيحية واللبنانية. ثمة قضايا مطروحة على جدول الأعمال لا يستطيعون الاتفاق عليها الآن لذلك وضعوها جانباً، ويمكن أن يشكّل الاتفاق على بنود أخرى مساحة للانطلاق منها للوصول الى اتفاقات أهم”.

كما يعتبر أن حوار “حزب الله” و”المستقبل” مهم لإراحة الشارع الاسلامي، ولإغلاق الباب أمام كل من يفكّر في زرع الفتنة بين طائفتن مهمتين أساسيتين في البلد، كما يؤثر على الحوارات المسيحية واللبنانية.

“نُحترم بسبب تمايزنا”
بقرادونيان، الذي شارك في اجتماع “تكتل التغيير والإصلاح” الأخير للمرة الأولى بصفته أميناً عاماً للحزب، يؤكد انه باق في التكتل “لأني أمثل طرفاً أساسياً في هذا التحالف، وغيابي اذا حصل في بعض الأوقات لن يكون سياسياً بل ناتج من انشغالات معينة”. لذا يشدد على “الابقاء على تحالفاتنا التي نرى اننا مرتاحون لها وأكيدون أن حلفاءنا أيضاً مرتاحون. وهذا لا يمنع ان تكون لنا مواقف تتمايز عن بعض الحلفاء وهذا معروف عنا، ونُحترم بسبب هذا التمايز من حلفائنا وخصوصاً في “تكتل التغيير والاصلاح” أو خارجه. والتاريخ يشهد أن أيدينا دائماً ممدودة الى كل الأطراف”.

لا يغيب التأزم في الوضع الداخلي عن بال بقرادونيان من الفراغ في رئاسة الجمهورية أو الشلل في عمل الحكومة، مع التذكير بان نواب الحزب صوّتوا ضد التمديد لمجلس النواب، لاقتناعهم بضرورة تداول السلطة، واجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخابي عصري وجديد، يؤمن تمثيلاً صحيحاً لكل شرائح المجتمع اللبناني.

لا يرى انتخابات رئاسية قريبة “والسبب ليس لبنانياً. للأسف، عموماً منذ العام 1943 الى اليوم، كان انتخاب الرئيس يحصل على أساس اتفاقات خارجية بين دول اقليمية في وقت من الاوقات او بين دول عربية أو غربية. اليوم الوضع أصعب، فالظروف الاستثنائية المحيطة بلبنان وظروف المنطقة والظروف الدولية كلها لا تساعد على طرح موضوع رئاسة الجمهورية على جدول أعمال هذه القوى المؤثرة في المنطقة، يعني “ما حدا فاضيلنا”. لذا علينا اليوم ان نأخذ المبادرة ونتفق على رئيس الجمهورية، ونكون بذلك على تقاطع المصالح الاقليمية والعالمية، علماً ان المشكلة الاساسية اننا غير قادرين على الاتفاق على رئيس.

وفي رأيي الخاص وليس رأي الحزب، مركز رئاسة الجمهورية أهم بكثير من شخص رئيس الجمهورية. المهم المحافظة على رئاسة الجمهورية، هذا المركز المسيحي الذي أعطي للطائفة المارونية، وهو الوحيد في المنطقة العربية المسلمة ويستطيع المحافظة على ما تبقى من اليقظة المسيحية والحياة المسيحية في المنطقة. فالمركز في ذاته من دون المعطيات الاساسية لتقويته لا يؤثر في مجريات الامور، من هذا المنطلق نقول انه ضروري ومهم جداً أن يصل على رأس هذا المركز رجل قوي، ولسنا ضد رئيس توافقي”. وغامزاً من تأييده للعماد عون، يسأل “لماذا يجب أن يكون التوافق على الضعيف وليس على القوي؟ لماذا عند الطائفة الشيعية يكون التوافق على القوي لرئاسة مجلس النواب وعند الطائفة السنية على القوي لرئاسة الحكومة، ونمنع وصول الشخص المسيحي القوي الى سدة الرئاسة للمحافظة على موقع الرئاسة وعلى الشراكة الوطنية المسيحية الاسلامية وعلى الوجود المسيحي في المنطقة العربية؟”.

شرق أوسطياً، يرى بقرادونيان أن ثمة خطراً على المنطقة “ومخططات كبرى هدفها إسقاط المنطقة وعودة العثمانيين. لذا نرى أن أي طريقة لسدّ هذه الهجمات ومنع هذه الأخطار مشروعة إن كان لبنانياً أو عربياً. مع التمنّي أن نعي كلنا الوضع الخطير في لبنان والمنطقة، لذا علينا أن نعيش معاً شئنا أم أبينا، بتعايش وسلم، ومن دون أن نتقاتل”.

“غبن في حقنا”
يبقى ان الحضور الأرمني في الإدارات اللبنانية موضوع بحث دائم في الحزب. يرى بقرادونيان غبناً تجاه حقوق الطائفة الأرمنية في الإدارات العامة. وبصوت خافت، يقول “من الطرف المسيحي لأن حصتنا من حصة المسيحيين. ما زلنا نصنّف ضمن فئة الأقليات، علماً ان الطائف اعترف بالطائفة الأرمنية كإحدى الطوائف السبع الأساسية في لبنان. مع احترامي لكل طوائف الاقليات، وأنا أدافع عن حقوقهم، مشكلتي ليست معهم بل مع إعادة التقسيمات الادارية”. لا ينفي ان الشباب الارمني لم يكن يطمح في السابق الى مناصب بالدولة بسبب الفساد المستشري بالإدارات العامة. “اليوم بعد جهد من قبلنا، ثمة شباب خضعوا لمباريات في الخدمة المدنية والجيش والخارجية وسواها، ونتمنى أن ينجحوا وأن تتكوّن قناعة لدى شركائنا أن التمثيل الارمني في الإدارات غير صحيح ويجب تصحيحه. وستكون لنا كلمتنا في هذا المجال”

 

 

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.