بغداد تحذر من عواقب ارتداد الإرهاب الذي يتعرض له العراق وسورية على الغرب
جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوته جميع الضباط العراقيين وكل من يريد الرجوع للصف الوطني إلى العودة لحضن العراق الواحد.
وأكد المالكي في بيان صدر عن مكتبه أن الحكومة “تعمل بجد لجمع كلمة كل العراقيين الذين يؤمنون بالعراق ووحدته وسيادته وقوته من عشائر وجماهير ومثقفين وسياسيين” مبينا أن إعلان العفو عن الذين حملوا السلاح من بعض ابناء العشائر أو التنظيمات صدر بناء على هذه “/القاعدة والرؤية والتوجه لحل ازمات البلاد سياسيا وسلميا إلى جانب الجهد الأمني”.
وأشار المالكي إلى أن العفو يشمل الضباط الذين ينبغي أن يكونوا حريصين على تحقيق وحدة بلدهم ومنع محاولات تقسيمه وتجزئته على خلفيات طائفية أو عنصرية والوقوف بوجه المخاطر التي تهدده أو أن يقع تحت هيمنة الإرهابيين من حملة السلاح سواء كانوا أجانب مرتزقة أو عراقيين مضللين مغررا بهم”.
من جهته حذر هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي من عواقب ارتداد الإرهاب الذي يتعرض له العراق وسورية على الغرب والعالم برمته.
ونقل موقع شبكة الإعلام العراقي عن زيباري قوله في حديث لمجلة دير شبيغل الألمانية إنه “طالما أن الإرهابيين ينشطون في صحراء العراق وسورية فإنهم قد يبدون بعيدين عن الغرب لكن تلك هي الطريقة التي تعامل بها الناس من قبل مع أفغانستان وبعدها نجح الإرهابيون في ضرب نيويورك”.
وشدد وزير الخارجية العراقي على أن بلاده ورغم “التهديد المميت” الذي تتعرض له من قوى التطرف والإرهاب فإنها لن تنهار كدولة وكنظام سياسي مستبعدا أن تكون الأوضاع في بلاده تتجه صوب الحرب الأهلية قائلا إن “هذا السيناريو لن يحدث إلا في حالة انهيار كل شيء وأن الدولة العراقية لن تنهار” مؤكدا إيمانه بالوحدة الوطنية العراقية وصلابتها.
إلى ذلك أعلن العراق عزمه مطالبة الأمم المتحدة بمحاسبة الدول التي تدعم إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي بالسلاح والمال.
وقال عادل الخضير مدير عام دائرة العلاقات والتعاون الدولي في وزارة حقوق الإنسان العراقية في بيان اليوم نقله موقع شبكة الإعلام العراقية: إن “العراق يعتزم مطالبة الأمم المتحدة برفع دعوى ضد الدول الداعمة للإرهاب وهي دعوى جاءت بناء على طلب تقدمت به إحدى منظمات المجتمع المدني العراقية إلى الوزارة لأن المجموعات الإرهابية تقتل الأبرياء من الأطفال والعراقيين العزل فضلاً عن قيامها بإعدام 1500 جندي في محافظة الموصل شمال غرب العراق”.
وأكد الخضير أن عمليات الاغتصاب التي اقترفتها تلك العصابات الإرهابية تجاه النساء العراقيات وإعدام الشباب إضافة إلى تهديم العديد من العتبات المقدسة والآثار فضلا عن تهجير آلاف الأسر من مناطق سكناها في المحافظة كفيلة بتجريم الجهات الداعمة لهم.
وكان العراق طالب منذ أيام المجتمع الدولي بتطبيق استراتيجية مكافحة الإرهاب التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة.
يذكر أن العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية كشفت عن تورط نظام آل سعود وأنظمة إقليمية أخرى في الجرائم والتفجيرات الإرهابية التي ترتكبها العصابات الإرهابية في العراق وسورية عبر دعمها للإرهاب والإرهابيين بالمال والسلاح وتحريضهم على ارتكاب المجازر وتدمير البنى التحتية في البلدين وإزهاق أرواح المواطنين الأبرياء متجاهلة أن هذا الإرهاب سيرتد عليها.
إلى ذلك واصلت القوات المسلحة العراقية عملياتها العسكرية للقضاء على الإرهاب والإرهابيين في عدة مناطق عراقية ودمرت سيارات تابعة لهم بمشاركة طائرات سوخوي 25 الحربية الروسية التي دخلت بشكل فعلي في المعارك وتمكنت في أولى مشاركاتها الحربية من قتل 82 من إرهابيي مايسمى /تنظيم دولة العراق والشام/ التابع للقاعدة استهدفتهم في قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين.
ونقل موقع شبكة الإعلام العراقي عن العقيد علي القريشي قائد قوات سوات في صلاح الدين قوله في تصريح صحفي “إن طائرات سوخوي حلقت في سماء المحافظة وتمكنت من قتل 82 إرهابيا أثناء تجمعهم في قضاء الشرقاط” مشيرا إلى أن الطائرات قصفت أهدافا مهمة في الشرقاط ومناطق أخرى من محافظة صلاح الدين العراقية.
إلى ذلك أفاد مصدر أمني عراقي في صلاح الدين اليوم أن القوات الأمنية تمكنت من القضاء على متزعم فيما يسمى /تنظيم دولة العراق والشام/ الإرهابي يشغل منصب ما يسمى والي صلاح الدين خلال العمليات الامنية لتطهير المناطق المحيطة بجامعة تكريت.
وفي محافظة سامراء أكد قائد العمليات اللواء الركن صباح الفتلاوي أن “القوات المسلحة عازمة على إنهاء وجود الإرهابيين في محافظة صلاح الدين لتصل منها إلى تحرير مدينة الموصل”.
من ناحيته أكد قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح في تصريح أدلى به لصحيفة الصباح العراقية أن القطعات العسكرية تواصل عمليات تطهير أوكار الإرهاب في مختلف مدن المحافظة مشيرا إلى القضاء على 40 إرهابيا وتدمير 15 سيارة استخدمها الإرهابيون لاستهداف قوى الأمن والمدنيين العزل.
وفي وقت لاحق دمر سلاح الجو العراقي أربعة صهاريج محملة بالوقود المسروق من انبوب النفط العراقي غرب كركوك بشكل كامل وفقا لما أعلنه مصدر في قيادة عمليات دجلة.
وأشار المصدر في تصريح لمراسلة سانا إلى “أن طائرات مروحية قصفت صباح اليوم أربعة صهاريج محملة بالوقود المسروق من انبوب النفط العراقي وست سيارات ترافق الصهاريج تعود لما يسمى تنظيم دولة العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة الارهابي قرب قرية الصفرة غربي كركوك ما أسفر عن تدميرها تدميرا كاملا” مبينا أن الوقود سرقه عناصر التنظيم الإرهابي من إنبوب لنقل النفط قرب القرية.
وأشار المصدر الى أن خط نقل النفط تعرض لأعمال تخريبية قبل نحو عشرة أيام وأن مجموع ما تم سرقته بلغ 43 صهريجا من النفط الخام.
في سياق متصل أكد مصدر في شرطة محافظة بابل أن نحو أربعين إرهابيا سقطوا قتلى في غارات شنها الطيران العراقي ضد تجمع للإرهابيين في إحدى المناطق الزراعية بمنطقة العبد ويس التابعة لناحية جرف الصخر شمال بابل.
إلى ذلك سقط 82 ارهابيا قتلى في غارات شنها طيران الجو العراقي على مواقعهم في قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين اليوم أغلبهم من جنسيات سعودية وشيشانية.
وذكرت شبكة أخبار العراق نقلا عن مصادر أمنية في محافظة ديالى أن ثلاثة إرهابيين لقوا حتفهم خلال ضربة جوية نفذها سلاح الجو شمالي بعقوبة ضد سيارة تحمل عددا من الإرهابيين في أطراف قرية الصخرة.
وأضافت الشبكة: إن “ستين مسلحا مما يسمى تنظيم (دولة العراق والشام) سقطوا قتلى خلال ضربة لسلاح الجو استهدفت تجمعهم في أحد البساتين بمنطقة العبد التابعة لجرف الصخر شمال غرب الحلة والأغلبية من جنسيات شيشانية وسعودية”.
كما شن سلاح الجو العراقي غارات على الإرهابيين في مناطق عدة بينها قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين ومنطقة جرف الصخر شمال غرب الحلة ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى في صفوفهم.
وأفادت الشبكة بأن الجيش العراقي طهر عدة مناطق في محيط ناحية العظيم بمحافظة ديالى حيث أوقع قتلى وجرحى في صفوف العصابات الإرهابية فيما يواصل زحفه باتجاه محافظة صلاح الدين.
من جهة أخرى أفاد عدد من شيوخ العشائر في محافظة كركوك العراقية بأن ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي “خيرهم بين البيعة لما يسمى بالخليفة أو القتل”.
وأوضح عدد من الشيوخ أن الذين يرفضون البيعة ستتم محاكمتهم وتكفيرهم ومصادرة أملاكهم لصالح التنظيم الإرهابي الأمر الذي دفع العشرات من الشيوخ والوجهاء إلى المغادرة من قراهم ومناطقهم باتجاه مناطق عراقية أخرى أو إلى خارج العراق.
وتفاقمت حدة التوتر الأمني في كركوك بعد سيطرة الإرهابيين على قضاء الحويجة ونواحي الرياض والعباسي والزاب في العاشر من حزيران الماضي.