بعد يبرود ..ماذا عن عرسال!
صابرين الموسوي –
موقع صحيفة الديار:
كان تحرير يبرود من قبل الجيش السوري وحزب الله اول أمس بمثابة ضربة قاضية لمطامع المجموعات الارهابية في مشروعهم للسيطرة على جبال القلمون، إذ أن هذه المنطقة تشكل صلة الوصل بين حمص ودمشق، وبالتالي تعتبر البوابة الكبرى للعبور من سوريا الى لبنان، وقد تم في ذلك القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين المرتزقة الذين تحصنوا داخل المدينة واتخذوا منها معبراً لإدخال السلاح والإرهابيين إلى الداخل السوري.
والجميع يعلم ان أغلب السيارات المفخخة التي كانت تدخل الاراضي اللبنانية كانت قد خرجت من يبرود الا ان هذا الامر لا يعني ان هذه المعركة حسمت دخول هذه السيارات لتفجيرها في لبنان بل إنها خففت من وطئتها، من خلال تفكيك عدد من الشبكات الإرهابية في لبنان التي رافقتها الاجراءات الامنية في الجرود الشرقية لمنطقتي بعلبك والهرمل، حيث ان هذه العوامل ساهمت في إضعاف قدرة المجموعات الإرهابية على تنفيذ عمليات في لبنان.
الا انه لا يمكننا القول أن مسلسل الارهاب توقف او سيتوقف، بل إن هذا الخطر لا يزال موجوداً واكبر دليل على ذلك عملية النبي عثمان الذي لم يكد يمر يوماً على سقوط يبرود حتى عبر الارهاب عند غضبه وهزيمته بالانتقام المعبود الا وهو استخدام السيارة المفخخة عبر تفجير انتحاري لنفسه مما اسفر عن سقوط شهيدين وعدد من الجرحى، ولم يلبث في اليوم التالي صباح الاثنين، حيث أقدم الجيش اللبناني على تفجير سيارة مفخخة عثر عليها على طريق فرعية بين الفاكهة ورأس بعلبك وعلى أثره عزز الجيش تواجده في جرود راس بعلبك وعرسال واللبوة، كما نشر الفوج المجوقل في هذه المناطق منعا لتهريب السيارات والمسلحين الى الداخل اللبناني.
وفي ظل هذا الامر، تبدأ التساؤلات عن مصير المسلحين اللذين فروا الى مدينة عرسال ومكثوا في جرودها، البلدة التي تعاني من أزمة أمنية وإقتصادية حادة بسبب إستقبالها أعداد لا تحصى من النازحين منذ بداية الازمة السورية، هذا وقد شهدت على مدى اليومين الماضيين حركة نزوح كبيرة زادت من تخمة البلدة بالعائلات النازحة، حيث أن هذا النزوح حصل في غياب وجود لمفوضية أو أية جهات مانحة لتقديم المساعدة لهم، الامر الذي من شأنه تفجير الوضع الداخلي نظراً للعادات والتقليد والاحكام الاسلامية التي يتبعها هؤلاء المسلحين في تمركزهم في الجرود ذات الطبيعة الوعرة الذي من شأنه ان يضفي على المشهد العام المزيد من القلق.
والآن لا يبقى أمام المسلحين سوى خيارين: إما نقل الصراع الى الاراضي اللبنانية ذلك من خلال الاعداد الكبيرة التي فرّت من يبرود حاملة معها معنويات قتالية مهزومة تريد اشباعها في لبنان، واما تفضيل العودة الى سوريا واستكمال المعارك في الوقت الذي يلتف الغموض حول مصير مفاوضات جنيف السوري التي لم يحدد موعد لها الى حد الآن.
وعليه ، فإن الايام القادمة وحدها التي ستحدد مجريات الاحداث والصمود فقط يقف امام هذه التحديات، فالارهاب عقيدته واحدة والتفجيرات وقتل الابرياء بالنسبة له أسهل ما لديه حيث اثبت أنه فعلاً أضعف من المواجهة، وبعد هذه الهزائم المتتالية من الممكن ان تسعى هذه المجموعات الإرهابية الى إيجاد مناطق لها داخل لبنان لتفخيخ السيارات وبليلة الاوضاع الامنية، الامر الذي سيُغيّر حتماً من طبيعة المعارك بينها وبين الأجهزة الامنية اللبنانية.