بعد “نفق الحرية”…انتزاع للمطالب من داخل السجون
موقع الخنادق:
قد يعتقد كيان الاحتلال انه مع إعادة اعتقال الاسرى الـ 6 الذين كانوا قد نجحوا بالتحرّر من سجن “جلبوع”، انه سينهي مفاعيل هذه العملية، لكنها أسست لمرحلة وقواعد جديدة من المقاومة والمواجهة لا يمكن العودة فيها للوراء. فكما نجح الـ 6 بانتزاع حرّيتهم، نجح الاسرى بانتزاع مطالبهم من مصلحة السجون الإسرائيلية.
الانتفاضة مسار سيستمر
كانت العملية دافع كبير للأسرى نحو انتفاضة على “القوانين” التعسفيّة للسجون وللسجّانين والهجمة الشرسة الانتقامية لوحدات مصلحة السجون وتشديدها للإجراءات القمعيّة بعد عملية التحرّر، فواجه الأسرى هذه الإجراءات الظالمة بالاعتصام في باحات السجون وأعمال شغب خاصة في القسم 3 من سجن “جلبوع”، واضرام النار بالزنازين كما حصل في سجن “عوفر” و”النقب” وبالتهديد بالإضراب المفتوح عن الطعام، حيث كانت الحركة الأسيرة قد أعلنت عن 1350 أسير مستعدون لخوض معركة “الأمعاء الخاوية”، وهي معركة كان يخوضها كل اسير فُرادةً وفي أغلبها لمواجهة الاعتقال الإداري، لكن قرارها الجماعي هذه المرة شكّل ضغطاً واسعاً على الاحتلال ما أجبره على إعادة الحد الأدنى “المعقول” من الحياة الإنسانية الذي كان يُعمل به قبل تاريخ السادس من أيلول.
كما أن العملية استنهضت هِمم الأسرى لتحسين ظروفهم، فلن يقصر هذا التصعيد فقط من أجل ردع الأعمال “العقابية” الجماعية للاحتلال على خلفية العملية، اذ ان مطالب أخرى قد يتحرّك الاسرى لأجلها في جولات جديدة مثل رفع عقوبات 2014 التي تمنع زيارة الأهل الا مرة كل شهرين، وتخفيض المبلغ المسموح به من 1000 شيكل الى 400 شيكل، وتركيب أجهزة تفتيش على مدخل ساحة الفورة عند كل دخول وخروج، ووقف ادخال الصحف الى الاسرى ومعظم القنوات التلفزيونية، وكان الاحتلال قد ادعى انها ضد أسرى حركة حماس، لكنها طالت الاسرى من كل الحركات والفصائل لأنهم يعيشون في أقسام موحدة، بالإضافة الى المطالبة بزيادة مدّة الاتصال وتحسين التلفون العمومي وتحسين ظروف الأسيرات أيضاً.
ومنعت انتفاضة الاسرى من تفكيك تنظيم حركة الجهاد الإسلامي داخل السجون، فخمسة من الذين حرّروا نفسهم كانوا من الجهاد الإسلامي ومنهم قائد العملية ورأسها المدبّر محمود العارضة وكان الاحتلال يصنّفهم بالأمنيين والخطرين، فحاول بعد العملية ان يعزل أسرى هذه الحركة في أقسام فردية.
كذلك نجحت العملية بتوحيد صفوف الأسرى من كل الفصائل الفلسطينية والتنظيمات داخل السجون من كل المناطق المحتّلة حيث ساروا في خطة واحدة بالتزامن، وتوحدّوا في المطالب، فصار كلّ أسير يتحدّث باسم الجميع.
إذا تؤسس هذه التحركات الكبيرة للأسرى داخل السجون لمسار طويل ومستمر من انتزاع المطالب الرئيسة ومن صد كلّ هجمات الاحتلال عند كل حادثة تقع، وكان الاحتلال قد شدّد الحراسة في سجن “جلبوع” وأضاف ساعات العمل لسجانيه، وزاد مرّات التفتيش في اليوم لتصل الى “مرة كل ربع ساعة”، انتقاماً من الاسرى على خلفية إعادة اعتقال المحرّرين الأخيرين أيهم كممجي ومناضل نفعيات في جنين