بعد مجزرة مدرسة أطفال “نيوتاون” ـ لوبي الأسلحة الأمريكي: نفوذ يواجه الضغوط
وكالة الصحافة الفرنسية:
تجد “الجمعية الوطنية الأمريكية للبنادق”، لوبي الأسلحة واسع النفوذ، نفسها مجدداً في دائرة الاستهداف من الناشطين الذين يكافحون انتشار الأسلحة في الولايات المتحدة، وهو وضع تحسن عادة إدارته، غير أنه يبدو في غاية الدقة هذه المرة بعد الصدمة التي أثارتها مجزرة نيوتاون التي قضى فيها 28 شخصاً أغلبيتهم أطفال في مدرسة ابتدائية .
وعند وقوع كل حادث إطلاق نار دامٍ في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى الجمعية الوطنية للبنادق التي يلغ عدد أعضائها أربعة ملايين، وتجسد بحد ذاتها التعديل الثاني في الدستور الذي يمنح كل أمريكي الحق في حمل سلاح . ولزمت الجمعية الصمت أربعة أيام طويلة قبل أن تصدر بياناً مقتضباً تعلن فيه أنها “مستعدة لتقديم مساهمتها للمساعدة على عدم تكرار هذا الأمر بعد الآن” . وأعلنت عن مؤتمر صحفي ينتظر بترقب شديد اليوم الجمعة في واشنطن .
وعند كل حادث إطلاق نار، تقدم الجمعية تعازيها، لكنها تبقى متمسكة بموقفها، الذي يؤكد حق الأمريكيين في حمل أسلحة والذي يرى أن الوضع لو كانوا يحملون أسلحتهم طوال الوقت لكان أفضل، حتى في مواقع عملهم والمراكز التجارية .
وجعلت الجمعية التي ترأسها لفترة نجم هوليوود شارلتون هيوستون، من هذا الموضوع مبرر وجودها، وهي تعلن على موقعها أنها “المدافع الرئيس عن الحقوق المتأتية من التعديل الثاني” . والجمعية التي “تم الاعتراف بها بشكل واسع على أنها قوة سياسية كبرى” تعرف عن نفسها، أنها “منذ تأسيسها المنظمة الأولى في العالم التي تدرب على استخدام الأسلحة” .
وأوضحت جيني كارلسون عالمة الاجتماع في جامعة بيركلي في كاليفورنيا أن “الجمعية الوطنية للبنادق تأسست عام 1871 كمنظمة عسكرية بعد الحرب الأهلية الأمريكية”، مضيفة أنها “تلقت حتى مساعدات من الحكومة في تلك الفترة” لأنه كان يترتب تدريب الناس على استخدام السلاح بعدما كشفت الحرب عن قلة كفاءتهم في هذا المجال . وتابعت أن الجمعية “لم تتعاط السياسة حتى العام ،1975 التاريخ الذي أسست فيه فرعها الجمعية الوطنية للبنادق – معهد العمل التشريعي .
فالجمعية متشعبة إلى فروع تقوم بنشاطات مختلفة بين تنظيم دروس وجمع الصيادين معا ونشر مجلات وجمع التبرعات وبث برامجها التلفزيونية الخاصة، وقد فتحت متحفاً في مقرها العام في فيرفاكس بولاية فرجينيا وتقوم بتثقيف وتوعية الشبان والنساء من ضمن أنشطة عديدة شديدة التنوع . وقالت كارلسون إن الجمعية “تدرب 750 ألف أمريكي كل سنة، إنها أكبر مدرب على أمن الأسلحة، تقدم العديد من الخدمات للجمهور العريض . لذلك لا يفهم الذين لا يعيشون في العالم ذاته لماذا تحظى بدعمنا إلى هذا الحد” .
وبنظر الذين يدعون إلى تشريعات أكثر تشدداً حول الأسلحة، فإن الجمعية هي لوبي الضغط الأقوى الذي ينشط في أروقة الكونغرس في واشنطن ومختلف الولايات . ونجحت في عرقلة جميع المبادرات الرامية إلى ضبط وتنظيم استخدام الأسلحة، كما أسهمت في فرض قوانين متساهلة حول الأسلحة النارية في 41 ولاية (بعدما كان عدد هذه الولايات ثلاثاً فقط) وإقرار العفو عن مرتكبي جرائم القتل في حال الدفاع المشروع عن النفس في 25 ولاية، لكن دوغلاس كيلنر من جامعة كاليفورنيا يرى أنه سيتحتم على الجمعية أن تعتدل في مواقفها إذا ما أرادت الاستمرار لأن “حتى أشد هواة الأسلحة النارية يعتبرون أن الوضع يتدهور” .
أوباما يكلف بايدن رئاسة فريق عمل لمواجهة العنف المسلح بأمريكا
وكالة يونايتد برس إنترناشونال:
كلف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نائبه جو بايدن ترؤس فريق عمل مهمته السعي لمواجهة العنف المسلح في الولايات المتحدة الأمريكية الذي كان آخر ضحاياه 20 طفلاً و6 راشدين قتلوا بالرصاص في مدرسة ابتدائية بمدينة نيوتاون في ولاية كونيكتيكت .
وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة قبل الماضية، إنه “صحيح أن ما من قانون أو مجموعة قوانين يمكنها أن تحول دون وقوع كل أعمال العنف في مجتمعنا . . لكن حقيقة كون هذه المشكلة معقدة لا يمكن أن يكون عذراً حتى لا نقوم بأي شيء” .
وأضاف “حقيقة أنه لا يمكننا تفادي كل أعمال العنف لا يعني عدم العمل للتقليل منها وتفادي أسوأ أعمال العنف” . وتابع “لهذا السبب طلبت من نائب الرئيس قيادة جهد يشارك فيه أعضاء من حكومتي ومن منظمات أخرى للتوصل إلى مجموعة اقتراحات ملموسة خلال مدة لا تتعدى يناير/ كانون الثاني المقبل، اقتراحات أعتزم دفعها قدماً من دون أي تأخير” .
وأوضح أن فريق العمل هذا سيدرس الوضع خلال 6 أسابيع وينشر تقريراً، ولدى هذا الفريق مهمة محددة وهي دفع إصلاحات حقيقية .
ورأى أن الأخبار السارة هي أن ثمة اجماعاً متنامياً وأغلبية من الأمريكيين تدعم حظر بيع الأسلحة الهجومية، والذخائر “حتى لا يتمكن المجرمون من استغلال الثغرات القانونية لشراء سلاح من شخص لا يتحمل مسؤولية التأكد من كل شيء” .
وحث الكونغرس الجديد على التصويت على هذه الإجراءات في السنة المقبلة . وأكد أوباما انه سيستخدم سلطته للمساعدة على الجهود التي تساعد على تفادي وقوع مآس كالتي شهدتها نيوتاون .