بعد فشل مشروع الحرب الدينية… سلمان زار الدولة التي صنّفها شيوخُهُ بالصليبية!
صحيفة البناء اللبنانية ـ
معن حمية:
قبل عامين، فوّض مجلس الاتحاد الروسي الدوما الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام قوات روسية خارج البلاد، وأعلن بوتين إثر هذا التفويض أنّ بلاده ستدعم الجيش السوري في كفاحه الشرعي ضدّ التنظيمات الإرهابية، ونفّذت روسيا أولى ضرباتها الجوية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في 30 أيلول 2015، فردّت الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر وتركيا ببيان مشترك في 1 تشرين الأول 2015 تحدّث عن سقوط مدنيّين جراء الغارات الروسية، وأنّ هذه الإجراءات الروسية تؤجّج التطرف والتشدّد!
وفي حين خرجت دول غربية تطالب روسيا بتوضيح مسبق للأهداف التي تنوي ضربها في سورية. فإنّ السعودية وتركيا عملتا على إلباس الدعم الروسي لسورية لبوساً دينياً، ففي 4 تشرين الأول 2015 سارعت السعودية إلى إصدار بيان وقعه 55 شيخ دين سعودياً يدعو المجموعات المتطرفة في سورية إلى توحيد الصفوف والوقوف بوجه «التدخل الروسي في سورية»، ويصنّف روسيا دولة صليبية زاعماً أنّ «الدولة الصليبية الكافرة تشنّ حرباً على دولة مسلمة، وهذا الأمر يستوجب تدخل الدول الإسلامية!». وفي اليوم ذاته أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ «الضربات الجوية الروسية والخطوات الأخيرة لموسكو غير مقبولة بأيّ شكل من الأشكال، وقال إنّ روسيا ترتكب خطأ جسيماً».
قبل عامين صوّرت السعودية قصف روسيا معاقل تنظيم «داعش» في سورية أنه حرب على الإسلام، وهي استهدفت من خلال هذا العنوان تحشيد العناصر للقتال في صفوف «داعش» وسائر المجموعات الإرهابية، بعدما شعرت أنّ المخطط الذي تسير في ركبه لإسقاط الدولة السورية قد فشل.
بعد عامين على المحاولة السعودية بتحويل التنظيمات الإرهابية جماعات تدافع عن الإسلام، وإشعال المنطقة في أتون حروب دينية، ها هو الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يحطّ في مضارب الدولة التي صنّفها شيوخُه «صليبية»، في مؤشر واضح على التوقف عن قرع طبول الحرب الدينية، والبدء بقرع أبواب العلاقات مع روسيا الاتحادية. وقد سبقه إلى ذلك رجب طيب أردوغان. وهذا إنْ دلّ على شيء، فإنما يدلّ على فشل السعودية وتركيا في تحقيق أهدافهما.
وعليه، فإنّ زيارة الملك السعودي إلى روسيا، وبرغم الهالة التي أحيطت بها، تبقى مجرد زيارة اعتذار عما بدر من السعودية تجاه روسيا.
وإذا كان هناك من توصيف لمثل هذه المشهديات، فيجدر التذكير بأنّ الذين يحاربون سورية، أشباه دول وأنصاف رجال.
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي
[ad_2]