بعد “سرفال” في مالي و”أرماتان” في ليبيا…”سنغاري” تحط بجناحيها في بانغي
كيف تختار الدول الكبرى أسماء حروبها؟
سرفال، إبرفييه، أرماتان، هي أسماء العمليات العسكرية أو الحروب التي خاضتها فرنسا خلال السنوات القليلة الماضية في أكثر من بلد أفريقي.. أما اليوم فتحط “سنغاري” في بانغي. وإذا كانت تسمية “سنغاري” مستوحاة من نوع من الفراشات حمراء اللون التي تنتشر في غابات أفريقيا الوسطى فما هي المعايير أو الخلفيات التي تدفع إلى اختيار تسمية دون أخرى ومن يملك هذا القرار؟
في حالة فرنسا تعود مهمة اختيار اسم أي عملية عسكرية إلى مركز التخطيط وسير العمليات التابع لهيئة الأركان العامة المسلحة. وبحسب توصيف وزارة الدفاع الفرنسية فإن هذا المركز يعدّ العصب الرئيسي لسلسلة قيادة العمليات الفرنسية. المعيار الأساسي في الاختيار يجب أن يحترم مبدأ أساسياً وهو “الحياد” بحيث لا تكون التسمية صادمة أو مستفزة. ولكن جرت العادة في فرنسا أن يكون للإسم علاقة بالبلد التي تقود فيه عمليتها العسكرية. فـ”سرفال” هو اسم حيوان صحراوي في مالي، و”أرماتان” هي الرياح الساخنة القادمة من أفريقيا الغربية إلى ليبيا، و”بامير” هي سلسلة جبال في أفغانستان. أما أفريقيا الوسطى الوجهة الجديدة للقوات الفرنسية فتوصف بـ”جنة الفراشات”.
هذا في فرنسا، أمّا في بريطانيا فالإختيار يتم بطريقة عشوائية عن طريق الكمبيوتر لكي لا تكون هناك أي علاقة للتسمية مع العملية العسكرية بما يجعل من الصعب التنبؤ بمجريات الميدان أو حتى النتائج المتوقعة.
بدورها عملت الولايات المتحدة الأميركية على تطوير طريقتها في اختيار أسماء الحروب بعد سيل الإنتقادات التي طالتها نتيجة اختيارات عديدة غير موفقة من بينها “عملية القاتل” خلال الحرب الكورية.
ويتم الاختيار اليوم في أميركا إما عشوائياً عن طريق الكمبيوتر أو وفقاً لإجراءات صارمة. أما في العمليات العسكرية الكبيرة فالمنطق السائد هو اختيار اسم يمكن من خلاله تبرير خطوة الذهاب إلى الحرب أمام الرأي العام الأميركي. كما جرى في حرب أفغانستان التي أسمتها واشنطن “الحرية المستدامة” بعد إستبعاد تسمية “عدالة بلا حدود” التي يمكن أن ينظر إليها على أنها انتقام بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وكان الألمان أول من بادر إلى تسمية الحروب خلال الحرب العالمية الأولى. أما اليوم فلكلّ عملية عسكرية مهما كان حجمها اسم بما يسهل تحديدها وتصنيفها.
المصدر: صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية