بعد تحريضه على إقتحام المسجد الأقصى هل ينجح بينيت في فرض واقع جديد على الفلسطينيين؟
صحيفة الوفاق الإيرانية-
فيروز بغدادي:
المعروف عن رئيس الوزرء الاسرائيلي الحالي نفتالي بينيت، انه من اكثر السياسيين الاسرائيليين يمينية وتطرفا منذ ان كان في المعارضة، الا انه يحاول الان ان يؤكد وبشكل عملي هذا التطرف، وان يثبت انه اكثر يمينية من سلفه بنيامين نتنياهو، من خلال تصريحات ومواقف مستفزة للفلسطينيين وللمقاومة الفلسطينية.
بينيت هذا ومنذ اليوم الاول استخدم لغة عنيفة ومتطرفة مع الفلسطينيين، حيث اعلن انه سيتعامل مع البالونات الحارقة التي يتم اطلاقها من غزة، معاملة الصواريخ وسيقوم بقصف اهداف في غزة ردا عليها ونفذ تهديده على ارض الواقع وقام بقصف اهداف في غزة.
واكثر تهديدات بينيت خطورة، هي تهديده بانه قد يجتاح قطاع غزة في اي حرب قادمة وفي حال دعت الحاجة الى ذلك، وهي تهديدات لم يسبقه اليها سلفه الليكودي نتنياهو، الذي حصر اغلب حروبه على غزة في اطار القصف الصاروخي والمدفعي، وحاول الا يتورط في حرب برية مع غزة.
اليوم يكثف بينيت من تصريحاته التي يتعمد من خلالها استفزاز الفلسطينيين، وذلك عندما شجع المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى ذكرى خراب الهيكل المزعوم، والذي صادف يوم الاحد 18 تموز/ يوليو، ودعا قوات الشرطة الى توفير الحماية لهم وبشكل كامل.
ماتم التخطيط له حصل ، فقد اقتحم أكثر من 2000 مستوطن المسجد الاقصى يوم الاحد، تحت حماية جنود مدججين بالسلاح والعتاد، وقاموا بجولات استفزازية في ساحاته وباحاته. وفي المقابل قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المصلين والمرابطين وإخلائهم بالقوة، قبل أن تعتقل عددا منهم، وتغلق المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية وتطلق قنابل الصوت باتجاه المصلين.
ردا على استفزازت بينيت ومستوطنيه، دعت الاحزاب الفلسطينية الى الحج للمسجد الأقصى والرباط فيه لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تدنيسه، كما حذرت حركتا حماس والجهاد، الكيان الاسرائيلي من التمادي في انتهاك المسجد الأقصى واستفزاز الفلسطينيين.
بات واضحا ان الاحتلال الإسرائيلي والجماعات المتطرفة يستغلون المناسبات اليهودية لتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، بهدف فرض واقع جديد فيه، ومحاولة السيطرة الكاملة عليه، وحرمان المسلمين من الوصول للمسجد بالقوة.
يرى المراقبون للشأن الفلسطيني، ان استفزازات بينيت، لن يوقفها الا الفلسطينيين أنفسهم، فالفلسطينيون لا يملكون من خيار الا الرد، بعد ان تركهم العرب والمسلمون وحدهم، وبعد ان تمادي بينيت في استفزازاته، وهي استفزازات لا يرى فيها الفلسطينيون اي مظاهر للقوة ، بل هي على العكس تماما، استفزازات المراد منها ان يظهر بينيت بمظهر القوي والاكثر تطرفا من نتنياهو، لذلك يعتقد انه لو ظهر بمظهر من لا يبالي بالحروب، وانه على استعداد لخوضها لاتفه الاسباب ، وانه قد يجتاح غزة اذا شعر ان هناك حاجة لذلك، كل ذلك سيجعل الفلسطينيين، يرضخون للواقع الجديد الذي يحاول فرضه عليهم، وهو واقع لن يرى النور ما دام الفلسطينيون، متمسكين بقدسهم ومقدساتهم، وعلى اهبة الاستعداد للتضحية من اجلها، كما اثبتوا ذلك للعالم اجمع في معركة “سيف القدس”.