بصمات الاسير حضرت في انفجار داريا: المعلومات تشير الى تخطيط خلية لتنفيذ اغتيالات وتفجيرات
صحف لبنانية (الجمهورية والسفير)
وقع انفجار في احد المنازل بلدة داريا ـ اقليم الخروب، تبين انه ناجم عن عبوة ناسفة كان يعدها بعض الاشخاص، أدى الى مقتل المصري عبد اللطيف الدخاخني وجرح شقيقه محمد (والدهما امام مسجد داريا احمد عبداللطيف الدخاخني المقيم وعائلته في لبنان منذ سنيين طويلة)، واصابة السوري محمد حسن مسعود بحروق بالغة.
وعلى الاثر حضرت الى المكان دورية منقوى الامن الداخلي ثم دورية من مخابرات الجيش اللبناني لتكتشفا ان المنزل تقطنه خلية إرهابية وقبضت على أفرادها، وهم سوريّان والدخاخني الجريح وشقيقه القتيل عبد اللطيف الذي تبيّن من التحقيقات الأولية أنّه من الرؤوس المدبّرة الكبيرة والخطيرة للتنظيمات الأصولية الإرهابيّة، وقد عثرت الدوريتان على عبوات ناسفة ومواد متفجّرة مخصّصة لتنفيذ اغتيالات، إضافةً إلى خرائط طبوغرافية وصور مسح جغرافية للمنطقة.
كذلك أظهرت التحقيقات ان مهمّة هذه الخلية تنفيذ أعمال إرهابيّة إجراميّة لضرب الأمن والاستقرار، ويخضع عناصرها للتحقيق لدى مخابرات الجيش التي قبضت عليهما بعد عمليات رصد ومتابعة دقيقة. وقد ادّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس على هؤلاء، وأحال الملف الى المحكمة العسكرية، بحيث يجري التحقيق حاليّاً لدى مخابرات الجيش.
اذن، قفز ملف داريا في إقليم الخروب الى الواجهة الأمنية مساء أمس بعد العثور على نحو 20 عبوة معدة للتفجير وخريطة لثلاثة مواقع مستهدفة في السعديات ووادي الزينة والحدت. وقد تسلم القضاء العسكري التحقيق في الملف بعدما أدى انفجار داخل احد منازل البلدة الى مقتل كلٍ من المصري المطلوب لدى القضاء عبد اللطيف الدخاخني (مواليد 1989) وشقيقه محمد لاحقاً بعد اصابته بجروح بالغة، وإصابة السوري محمد حسن مسعود بحروق في كل جسمه. وقد حضرت الأجهزة الأمنية والأدلة الجنائية وخبراء المتفجرات للتحقيق في الحادث، وعثر على كميات من السلاح والعبوات في مخزن للمنزل وتبيّن أن إحداها انفجرت أثناء تحضيرها استناداً الى معلومات أولية.
من جهتها ذكرت صحيفة السفير ان ما جعل حادثة داريا تكتسب حساسية زائدة هو قرب البلدة من الطريق الساحلية المؤدية الى الجنوب، الامر الذي يترك باب الاحتمالات مفتوحاً، وفق مصدر أمني أبلغ «السفير» ان الفرضيات الأمنية تأخذ بالاعتبار إمكانية ان تكون «اليونيفيل» او شخصية حزبية او أمنية تسلك الطريق الساحلية في دائرة الاستهداف، وذلك في انتظار انتهاء التحقيقات وجلاء كل الصورة.
وفي المعلومات، انه خلال وجود إمام مسجد داريا الشيخ أحمد عبد اللطيف الدخاخني (وهو مصري الجنسية ومتزوج من لبنانية، ويقيم في بلدة داريا منذ مدة طويلة، ولديه ثلاثة أولاد) خارج المنزل، عمد اثنان من أبنائه هما عبد اللطيف ومحمد الى تحضير عبوة ناسفة، بمشاركة السوري محمد نجيب مسعود، عن طريق خلط البارود مع مادتي البن والسكر ضمن قساطل حديدية، ويبدو ان خللاً حصل وأدى الى حصول انفجار تسبب بإصابة الاشخاص الثلاثة، وما لبث عبد اللطيف ان فارق الحياة اثناء خضوعه لعملية جراحية في المستشفى، كما ان إصابة شقيقه محمد بليغة أيضاً، وقد بترت إحدى ساقيه، وهو لا يزال في غرفة العناية الفائقة.
وقال مصدر أمني كبير لـ«السفير» إن المعطيات المتوافرة تفيد بان عبد اللطيف الدخاخني الذي قتل هو من جماعة أحمد الأسير.
وكشف المصدر عن ان الشيخ أحمد الدخاخني موقوف حالياً ويجري التحقيق معه، لمعرفة ملابسات حادثة التفجير وحقيقة ما كان يحضر في منزله الذي أُكتشفت فيه خرائط بنقاط للاستهداف وأعلام لـ«جبهة النصرة» وكمية من المواد المتفجرة تضم قنبلتين دفاعيتين روسيتين.
وأوضح المصدر ان الأهداف المنوي تفجيرها او السيطرة عليها، والمدرجة ضمن الخرائط، جرى وضعها ضمن دوائر حمراء، تحوي منازل وتجمعات أبنية. وأشار المصدر الى ان الشيخ أحمد كان يجند مقاتلين للذهاب الى العراق والقتال فيه، كاشفاً عن انه أنكر خلال التحقيق الأولي معه أي صلة له بما حصل في منزله.
وقال وزير الداخلية مروان شربل لـ«السفير» إن ما جرى في داريا أتاح ضبط خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ اعتداءات في أكثر من منطقة، لافتاً الانتباه الى ان المصادفة هي التي تحمي لبنان في هذه الايام، ولو لم يحصل خطأ تسبب بانفجار العبوة بين ايدي معديها، لكان قد وقع الأسوأ لاحقاً.
الى ذلك، قالت مصادر امنية واسعة الإطلاع لـ “الجمهورية” انّ الإنفجار في داريا ـ الشوف وقع داخل منزل إمام مسجد داريا الشيخ أحمد عبد اللطيف الدخاخني (وهو مصري متزوج من لبنانية ومقيم في البلدة منذ عقود).
وتبيّن من التحقيقات الجارية انه فيما كانت مجموعة تضم نجلي الشيخ، عبد اللطيف ومحمد، وشخصاً ثالثاً سورياً يدعى محمد حسن مسعود تعمل على تجهيز عبوة ناسفة داخل المنزل انفجرت حشوتها فقتل عبد اللطيف فوراً وأصيب شقيقه محمد بحروق بالغة وخطيرة كذلك اصيب مسعود بحروق مختلفة، ونقل الجميع الى المستشفى المركزي في مزبود وفرضت عليهم حراسة أمنية وقضائية مشددة.
وبعد الإنفجار حضرت قوة من الأمن الداخلي وأخرى من مخابرات الجيش اللبناني وبدأتا التحقيق، فتبيّن ان المنزل يحتوي على كميات من المتفجّرات وخرائط تشير الى تحديد ثلاثة مواقع يُحتمل أنها مواقع لتنفيذ عمليات تفجير وإغتيال فيها، وهي وادي الزينة والسعديات والحدث وقد اشير اليها بدوائر خُطّت بحبر أحمر.
إلى ذلك قالت المصادر انّ الأجهزة الأمنية والقضائية التي وضعت يدها على التحقيق اوقفت ليلاً امام مسجد داريا. وتبيّن من التحقيقات انّ القتيل كان من مرافقي الشيخ أحمد الأسير ومطلوباً بمذكرات توقيف عدة.