برّي للأخبار: خريطة طريق للخروج من المستنقع
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الأخبار» إن مبادرته الأخيرة اشتملت على عناصر جديدة «ورسمت خريطة طريق للخروج من المستنقع الراكد الذي نغرق فيه».
وفي أول حديث له حول مبادرته بعد إطلاقها، قال بري لـ«الأخبار» إنه لا يزال الآن في مرحلة انتظار ردود فعل القوى السياسية على مبادرته التي اشتملت على خريطة طريق واضحة. لكنه أكد أنه «في هذه اللحظة المبكرة، أريد أن أؤكد أنني راضٍ جداً عن ردود الفعل الشعبية الإيجابية التي عقبت عليها». وأضاف: «أنا اهتممت بمتابعة هذا الجانب، وجرت من جانبنا بعض استطلاعات الرأي الأولية حول رأي الشارع بما احتوت عليه مبادرتي. وكانت النتائج أكثر من جيدة، وأظهرت أن هناك انطباعاً شعبياً واسعاً يرى أنه من دون الاستجابة إليها، فإن البديل هو المجهول وترك البلد في مستنقع الغرق».
أما بخصوص ردود فعل القوى السياسية على مبادرته، فرأى «أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم عليها، فالمبادرة ما صار لها في القصر إلا من مبارح العصر. لكنني ألاحظ أن فريق ١٤ آذار قارب مبادرتي بحذر حتى الآن. وهناك أصوات داخله أبدت ارتياحها لها، رغم أنها ختمت تعليقاتها عليها بعبارة ولكن. وهناك جهات عكستها في إعلامها على نحو يبدي اهتماماً، مع أنها لم تورد في تغطيتها لها النقاط التي تحنّن فيها، بل أبرزت النقاط التي تجنّن».
أضاف بري: «لقد أوضحت ضمن مبادرتي ما هي المقاومة بالنسبة إلينا، وطرحت ما عندي. طبعاً الجميع يتحدث عن إنتاج حكومة جديدة وعقد طاولة حوار … إلخ. ولكن أهمية مبادرتي، من وجهة نظري على الأقل وحسب آخرين أيضاً، أنها اشتملت على ثلاثة عناصر جديدة: أولاً، الدعوة الى حوار مفتوح يتيح لنا أن نطرح كل النقاط التي هي موضع سجال، فنثبّت ما نحن متوافقون عليه، وننظّم خلافاتنا بخصوص النقاط التي هي موضع خلاف بيننا. وثانياً، مبادرتي طرحت رزنامة وقت محدد لمدة طاولة الحوار (خمسة أيام)، وهذا يقطع الطريق على أية أصوات تتهم الدعوة بأنها محاولة لتمييع الوقت أو شراء الوقت الصعب أو تضييعه، أو أي كلام من هذا النوع يقال عادة في كل مرة تتم فيها الدعوة الى عقد حوار وطني. وثالثاً، الجديد في مبادرتي أنها وضعت خريطة طريق، ولا أوافق على استخدام كلمة آلية عمل. لقد تضمنت خريطة طريق تغطي كل المشاكل الخلافية والقضايا الكبرى».
وأكّد رئيس المجلس أنه لم يتكلم قبل إعلان مبادرته مع أحد، «فدائماً يثار السؤال بإزاء طرح كل مبادرة عما إذا كانت منسقة مع جهة ما، وكأنه حرام أن يتم تنسيق المبادرات. ولكن في كل الأحوال، أؤكد أنني لم أتكلم مع أية جهة حول ما طرحته». وشدد على أنه «يجب على اللبنانيين عدم الرهان على أحد في العالم. فدوله كلها مشغولة بأوضاعها ومشاكلها. في حين أن لبنان ينقّب عن إبرة سلامه ضمن كومة القش الملتهبة. أنا قلت ما عندي، وقلت تعالوا نتحاور بكل شيء، ووضعت مهلة كي لا يقول أحد إنني أضيّع الوقت. وأعتقد أنني درست مبادرتي جيداً وبشكل كاف من المسؤولية».
وعن تطورات الأزمة السورية، وعما إذا كان شبح العدوان الأميركي على سوريا قد تبدّد، قال بري إنه «يجب الرهان على إيجابية الموقف الشعبي العالمي، وليس على الموقف الرسمي الدولي، من أجل منع حصول العدوان على سوريا». وكشف أنه «بحسب معلومات سادت الأسبوع الماضي، فإن الإدارة الأميركية كانت قد اتخذت قراراً نهائياً بتوجيه الضربة العسكرية لسوريا فجر الخميس الماضي، ولكن ما قصم ظهر هذه الضربة وأفشل توقيتها وألغاه هو موقف مجلس العموم البريطاني الذي رفض مشاركة بريطانيا في الضربة. وهذا الموقف جاء بعد تعاظم الرفض الشعبي البريطاني للمغامرة العسكرية الغربية في سوريا. وأتوقع أن تظهر البيئة الشعبية في الدول الغربية تململها ضد الحرب، وهذا الأمر هو الضمانة الأساسية لتجميد الضربة التي كانت متوقعة، بل ومحتمة، قبل أيام ضد سوريا. ونحن في لبنان، أيضاً، يجب أن نراهن على الرغبة الشعبية اللبنانية بإنتاج الحلول لمشاكلنا وخروجنا من المستنقع الخطر الذي نغرق فيه. ومن هنا كان اهتمامي بمتابعة الصدى الذي تركته مبادرتي في الوسط الشعبي».