بدعة الأسلحة الكيماوية: فبركات وفشل ذريع للمعارضة السورية
موقع إنباء الإخباري ـ
علي مطر:
مجدداً يتم فتح ملف الاسلحة الكيماوية في سورية، من أجل إدانة النظام السوري، واتهامه باستخدام الاسلحة السامة، لتحويل هذا الملف الى مجلس الامن، لعل لأمور تصل إلى حد التدخل العسكري في سورية.
لقد نظمت المعارضة السورية بروباغندا إعلامية واسعة عن استخدام الجيش السوري لغاز السارين السام في الغوطة الشرقية. وسارعت مجموعات المعارضة لبث صور لضحايا بهذه الغازات، واستنفرت كل ما لديها من وسائل إعلام، ومن أصدقاء دوليين وإقليميين، لإدانة النظام السوري بقتل المواطنين.
نتيجة الفبركات الإعلامية التي بثتها قنوات المعارضة، سارعت الدول الغربية والعربية المعادية لسورية، إلى إدانة استخدام الكيمائي، دون تحقق فيما إذا كان تم استخدامه فعلاً من قبل النظام. حتى في لبنان قام بعض الجهابذة من قيادات البلد الرسمية، بإدانة النظام، دون التأكد أيضاً من ذلك.
ولكن لماذا كل هذه الحملة “الكيميائية” ضد النظام؟ وهل هي صحيحة؟ وهل نجحت؟
إخترعت المعارضة السورية قصة استخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية من قبل النظام السوري لأمور هي:
ـ إفشال مؤتمر جنيف 2 الذي من المقرر عقده في الشهر الجاري.
ـ إدانة النظام السوري من قبل مجلس الامن، وطرح إحتمال الوصول إلى تدخل عسكري ضده، أو على الأقل فرض حظر جوي.
ـ إبعاد الشكوك عن المعارضة السورية باستخدام هذا النوع من الاسلحة.
ـ تزامن زيارة المحققين الدوليين إلى سورية مع بث فبركة استخدام الكيميائي.
ـ استنفار دولي ضد النظام، لعل الأمور تصل إلى حد التهور من قبل الدول الداعمة للمعارضة للتدخل العسكري ضد النظام.
لكن، يمكن تكذيب ادعاءات المعارضة، باستخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية، بكل بساطة. وحتى الآن ليس هناك دليل قاطع تقدمه هذه المعارضة، عن استخدام النظام هذا السلاح.
فغاز السارين هو سائل لا لون له، تؤدي الإصابة به إلى غشاوة البصر، وصعوبة التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيّؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشنجات، وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.
وإذا تعرض أحد الأشخاص لبخار السارين فقد تستمر ملابسه في إطلاق السارين لمدة حوالي 30 دقيقة بعد هذا التعرض، وهو ما قد يؤدي إلى تعرض أشخاص آخرين. يصاب الناس بهذا الغاز السام خلال فترة تتراوح ما بين دقائق معدودة إلى 18 ساعة بعد التعرض له في صورته السائلة.
إذاً، كيف قام مسلحو المعارضة بتصوير جثث الموتى إذا كانو مصابين بالسارين، فهذا الغاز معدٍ؟ لماذا لم تظهر في الصور معالم تؤكد أن ما حصل هو في الغوطة الشرقية؟ كيف توفي 635 شخصاً بهذه الغازات مباشرة، علماً أنها لا تقتل بشكل مباشر؟ في حال أن النظام هو من أطلق الصاروخ، لماذا لم يظهر أي اثر لصاروخ أُطلق على هذه المنطقة؟ أضف الى ذلك أن أشكال الضحايا لا تؤكد أن ما حصل هو قصف بالغازات السامة.
كل هذه الأسئلة تفضح إجاباتها الكثير من الدس والفبركة الإعلامية، ويبدو أن الأمور باتت تتجه نحو كشف الحقائق وظهور ما كان مخفياً في هذا الموضوع.