بداية النهاية
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
هي يبرود، مدينة الموت ومصنع الإرهاب، وبوابة العبور التي يمر منها ظلام يهوه لينتشر عبوات موقوتة في جسد الوطن.
هي يبرود أحد أهم معاقل الصهيونية الإسلامية من حيث طبيعة المنطقة الجغرافية ومن حيث أهميتها الإستراتيجية لإشرافها على الطريق الرئيسي الذي يربط حمص بالعاصمة دمشق، إضافة الى محاذاتها للحدود اللبنانية ( عرسال ) التي تعتبر أخطر المنافذ التي يُصدر منها الموت الى المدن والقرى اللبنانية.
هي يبرود، تحت خط المعركة، فإن التكتيك العسكري المتّبع من قِبل الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة والذي عمِل على تقسيم يبرود المدينة والقرى المحيطة بها إلى مربعات محاصَرة قاطعاً كل سبل التواصل اللوجستي فيما بينها، قد أدى إلى رسم صورة واضحة لسير المعركة، وبالتالي صورة أوضح لنتيجتها ، فإن الحصار الذي فرضته قوى الإنتصار على هذه المدن قد حدد عنوان المعركة تحت شعارين: الموت او الإستسلام. وفي الحالتين، فإن القضاء على هذه المجموعات الصهيونية وتحرير الأرض من أرذال يهوه بات مسألة وقت لا أكثر، وبالتالي فإن تطهير هذه المنطقة من مجموعات الموت الأسود سيؤدي إلى القضاء على معابر الموت المتدفق إلى لبنان وسيقضي على آخر المعاقل التي تهدد الرئة الأساسية للمقاومة مع الشام عرين المقاومة الأول.
وبالتالي ومن خلال هذه المعطيات يمكننا أن نذهب في الحديث عن المعلومات التي تحدثت عن حصول غارات يهودية على سلسلة جبال لبنان الشرقية، والتي تشكل منطقة الدعم اللوجستي للمقاومة في أرض المعركة.
وهنا لا بد لنا أن نحلل هذه المعلومات في حالتيها ما بين الحقيقة أو الإشاعة، فإن كانت هذه المعلومات لا تتعدى حدود الإشاعة، فإنما هي تأتي لرفع معنويات المحاصرين من المجموعات الإرهابية، ولتحثهم على السير قدماً نحو طريق الموت. أما إن صحت هذه المعلومات، فهذا إنما يعني بأن الدولة اليهودية قد أدركت أن المعركة قد وصلت إلى مراحلها النهائية، وإن تحرير يبرود والمناطق المحيطة بها سيؤدي الى وصول المقاومة الى مرحلة الراحة التامة من حيث تأمين حدودها، بالإضافة إلى ما ستحققه المقاومة من انتصار معنوي نتيجة الإنتصار العسكري، والذي سيجعل المواجهة المقبلة بين اليهود وأبطال المقاومة هي معركة الفصل في الصراع العربي اليهودي.
وهنا نسأل:
هل دخلت الدولة اليهودية في الحرب بشكل فعلي، وهل أنها تستطيع تحمل نتائج الدخول في معركة مباشرة مع المقاومة، خاصة بعد أن أصبحت المقاومة هي الطرف الأقوى في أي صراع محتمل؟
أم أنها حركة جس للنبض تقوم بها الدولة اليهودية للوقوف على القدرات العسكرية لدى المقاومة؟
وفي الحالتين فإن للمقاومة حساباتها التي ما خذلتنا يوماً على الصعيد العسكري، فقد أثبتت المقاومة بكل حركاتها بأنها جاهزة للتصدي على أكثر من جبهة واحدة في الوقت نفسه، كما أنها أثبتت أيضاً بأنها قادرة على تحديد سير المعركة بإتجاه البوصلة التي تحددها هي، وكما رأينا النصر يكتب في القصير يوماً، فها نحن اليوم على أبواب نصر جديد سيكتب قريباً في يبرود وضواحيها، وعلى أبواب نصر آخر ستكتبه رصاصات المقاومين الأبطال في كل مكان في أمتنا، إلى أن نصل الى النصر الأكبر وهو نصرنا في فلسطين. فما بين الشام والقدس يقبع جنوب المقاومة، وإن النصر الذي أهداه الجنوب الى أمه الشام، هو ذات النصر الذي سيهديه الى شقيقته فلسطين.
هي حقاً بداية النهاية، وما بين النصر في الشام المقاومة والنصر في فلسطين الأبية لا يوجد إلا طريق واحد هو طريق البندقية وطريق المقاومة، وإن طريق المقاومة لا عنوان له سوى النصر، ولا بوصلة له سوى القدس.
هي بداية النهاية، ونحن ملاقون لأعظم انتصار في التاريخ، لأننا أهل الحق وأصحاب الإنتصار.
هي بداية النهاية، نهاية الدولة اليهودية بكل مفرداتها وخواصها وأعوانها، وهي قيامة الأمة من جديد على وقع هتاف أبطالنا المقاومين الذين سطروا ببطولاتهم أجمل لوحات الإنتصار، والذين لطالما هتفوا بأنه فينا قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ، وقد فعلت.