بدء العد العكسي لإكتشاف حجم الغاز في البلوك 9.. وهذا موعد الحفر
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
هل دقت ساعة الصفر لفتح صفحة جديدة في كتاب الاقتصاد اللبناني، من خلال العمليات الاستكشافية لحجم الثروة النفطية في البلوك رقم 9؟.
ففي خطوة رسمية هي الأولى من نوعها بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أعلنت شركة TotalEnergies الفرنسية، توقيعها وشريكتها ENI الإيطالية للهيدروكربونات إتفاقية مع إسرائيل تطبيقاً للإتفاق.
وتبعاً لهذه الاتفاقية، ستبدأ الشركتان عمليّات الاستكشاف في البلوك رقم 9 لتقييم حجم الموارد وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة، حيث يتم الآن التحضير لأنشطة الإستكشاف من خلال تجهيز الفِرَق وشراء المعدّات المطلوبة والإستحصال على سفينة الحفر، تمهيداً لانطلاق الاعمال.
بدوره، أكد المدير العام لمجموعة “توتال إنيرجيز” باتريك بوياني أنه سيستجيب “لطلب البلدَين لتقييم الأهمية المادية للموارد الهيدروكربونية وإمكانياتها الإنتاجية في هذه المنطقة”.
ماذا يعني اذاً اعلان “توتال” إطلاق أنشطة استكشافية في البلوك رقم 9؟.
هذا الاعلان وبحسب الخبير الاقتصادي منير يونس يعني أن العد العكسي بدأ لتكوين لبنان فكرة أولية عن حجم احتياطات الغاز والنفط التي يمتلكها في تلك المنطقة، لافتاً الى ان هذا الاعلان يمكن أن يساهم أيضاً في تشجيع الشركات الأجنبية الأخرى على القدوم للتنقيب في باقي البلوكات، مشيراً إلى أن لبنان يمتلك 10 بلوكات، حيث يفترض عليه الاستعجال باستدراج عقود لطرحها للاستكشاف، خصوصاً أن اتفاق اترسيم ساهم بتذليل مخاوف شركات التنقيب الأجنبية، وهذا ما يفتح الباب أمام إمكانية ترسية عقود جديدة، بحسب تعبيره.
لبنان لا يملك حتى اللحظة تأكيداً على امتلاكه كميات تجارية من النفط والغاز في البلوك رقم 9، كما ان شركة “توتال” لم تسلمه بعد خطة العمل للبدء باستكشاف النفط الذي يتطلب تجهيز فريق العمل وتعيين مهندسين، بحسب ما كشفت مصادر في وزارة الطاقة، موضحة انه بعد إطلاع وزارة الطاقة اللبنانية على خطة العمل يبدأ بعدها الإعلان عن الوظائف وشراء المعدّات لخوض غمار المرحلة الإستكشافية كما حصل في البلوك رقم 4.
ولفتت المصادر الى أن المرحلة الأولى تتطلّب أن يبدأ الحفر في بئر استكشافي، وإذا تبيّن وجود كميات من الغاز، يقفل البئر لإعداد دراسات أو تقييم لتبنى عليها عملية الحفر مجدداً، كما أنه يتم بعدها دراسة قيمة العائدات وما اذا كانت نسبتها ستغطي قيمة الإستثمارات التي ستتكبّدها الشركة.
أما عن موعد بدء الحفر بعد العمليات الاستكشافية، فقد رجحت مصادر في وزارة الطاقة ان تستغرق العمليات الاستكشافية قرابة السنة والنصف او الثلاث سنوات على أبعد تقدير، مستشهدة بما جرى خلال فترة الاستكشاف في البلوك 4، حيث استغرقت المدّة عامين منذ التوقيع على العقد ووصول الحفّارة.
جديّة الشركات العالمية وحماستها للتنقيب في الحقول اللبنانية والاسرائيلية، تُظهر بحسب مصادر دبلوماسية انه جرى تأمين غطاء قوي لاتفاق الترسيم وللشركات ولعملية الحفر والاستخراج، لافتة الى ان ذلك يعني ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يتمكن من الوقوف في وجهه او عرقلته.
الجدير ذكره، ان لبنان يمتلك 10 مناطق بحرية، تتراوح مساحتها بين 1201 و2374 كم2 للمربع الواحد، وأُسنِدَت عمليات البحث في قطاعين منها (قطاع 4 وقطاع 9) إلى ائتلاف من 3 شركات، هي توتال إنرجي الفرنسية، وإيني الإيطالية، ونوفاتك الروسية، وانسحبت الأخيرة لتؤول حصتها إلى الحكومة اللبنانية.
وكان لبنان قد أعلن في نيسان 2020 أن عمليات الحفر الأولية في منطقة امتياز 4 قد أظهرت آثاراً للغاز، لكنها لم تكن تملك احتياطيات تجارية.
ويعد البلوك رقم 9 إحدى النقاط الشائكة في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وهذا الأمر دفع فرنسا للتدخل لتذليل العقبات، حيث تم الاتفاق على أن تتولى شركة توتال إنرجي الفرنسية مهام تشغيل هذا البلوك.
كما ستقوم الشركة الفرنسية بمنح اسرائيل ما يعود لها من إيرادات يتم تحقيقها من البلوك رقم 9، وذلك بعد أن رفض لبنان تقاسم حصته مع اسرائيل ما عرّض الاتفاق للفشل حينها.
وتملك توتال إنرجي حصة 60 في المئة من البلوك رقم 9، في حين تملك شريكتها ENIحصة 40 في المئة، وقُدّرت حصة الإيرادات التي ستمنحها توتال لإسرائيل من هذا البلوك بـ 17 في المئة.