بايدن وخداع الأميركيين.. برنامج إعفاء ديون الطلاب ليس أولها
موقع العهد الإخباري-
عبير بسّام:
في بداية شهر شباط/ فبراير 2023، أجرت مؤسسة غالوب الأميركية للأبحاث والدراسات الإحصائية استطلاعًا للرأي حول أداء الرئيس الأميركي جو بايدن، نشرته كل من “واشنطن بوست” وقناة “أي بي سي، ABC” وهي وسائل تعتبر من حصة الحزب الديمقراطي. وتناولت تقييم أداء بايدن في مجالات الاقتصاد والتعامل مع الهجرة غير الشرعية وتراجع شعبيته، فجاءت النتائج أن هناك ما بين 58 و59% من المستطلعين رفضوا تصرفات بايدن، وأن هناك 58% من مؤيدي الحزب الذين رفضوا سياساته، حتى في أوكرانيا بنسبة 44%، ويرفضون مشاركته في انتخابات 2024، وأن على الحزب اختيار مرشح بديل.
نتائج تدل على تراجع شعبية رجل أمريكا الأول وتحميله مسؤوليات كبيرة، ومن أهم ما نشر خلال الأسبوع الماضي هي التحذيرات التي أطلقتها إحدى الصحف المناوئة للحزب الديمقراطي وتتعلق ببرنامج بايدن الرئاسي، وطلبت من الأميركيين الانتباه إلى أن المحكمة لن تمرر طلب بايدن الغاء الديون الطلابية. وتصر مجلة “ناشونال ريفيو” أن الجميع يعلمون أنه ليس بإمكان بايدن فعل أمر كهذا دون تمريره في الكونغرس والموافقة عليه، واليوم الكونغرس ذو أغلبية جمهورية ومن المستحيل أن يقوم هؤلاء بالعمل لمصلحة بايدن ورفع حظوظه في انتخابات 2024. وتعلق المجلة بأن ما يدّعيه بايدن من قدرته على فعل ذلك دون موافقة الكونغرس يمثل “حنثاً بيمين المنصب”. وأكدت أن لا أحد يمكنه أن يمرر القرار في المحكمة، لا محامي بايدن ولا حتى الديمقراطيون في الكونغرس.
وتعتمد المجلة على تقريرها هذا بموجب سابقة لمحكمة تكساس، التي رفضت قرار بايدن بإعفاء الطلاب من دفع ديون القروض التعليمية في تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي. وللتوضيح رفض القاضي مارك بيتمان حجج الحكومة في هذه المحاكمة لأن المدعين الذين رفعوا الدعوى يفتقرون للصفة القانونية، فكل من ميرا براون وألكسندر تايلور غير مؤهلين للإعفاء لأن قروض براون مملوكة لشركة وتايلور غير مؤهل للحصول على مبلغ 20 ألف دولار لأنه لا يتلقى منحة بيل. وتحذر المجلة الطلاب أن التأخر بدفع أقساطهم قد يزيد من المخاطر، أي أن بايدن في هذه الحالة يكون قد أدخلهم في مستنقع وأغرقهم فيه حتى أذنيهم.
وبحسب الراديو الوطني العام [NPR]، فإن الاقتصاديين الأميركيين يشعرون بالقلق إذا ما توقف المستدينون عن دفع الاستحقاقات، وذلك سيجعلهم يتخلفون عن السداد في حال رد طلبهم كما حدث في تكساس. ولم يرد البيت الأبيض على الحكم. وقال قاضي المحكمة الجزائية مارك بيتمان إن الخطة اغتصبت سلطة الكونغرس. فالقانون الأميركي يسمح لوزير التعليم بتعديل أية أحكام قانونية أو تنظيمية على برامج المساعدات الطلابية والتي يراها الوزير مناسبة في حال الحرب أو أية طوارئ وطنية، وقد تم تأجيل هذه الديون فعلياً خلال جائحة كوفيد 2019، خلال حكم دونالد ترامب، ويبدو أن بايدن يريد أن يفعل اكثر بإلغائها وهو غير قادر على فعل ذلك.
إذًا التحذير يأتي من كل حدب وصوب، وهناك معطيات قانونية تتعلق بهذا الأمر. وحتى أن “ناشونال ريفيو” استشهدت بكلام نانسي بيلوسي الرئيسة السابقة للكونغرس، والتي قالت بصوتها مندهشة من قرار بايدن: “لا يعرف الجميع ذلك، ولكن الرئيس لا يمكنه إلا تأجيل القروض ولكن لا يمكنه الإعفاء منها، والأمر يتطلب إجراءً من الكونغرس لإلغاء قروض الطلاب، وهو ليس أمراً تنفيذياً [أي أنه يتعلق بالسلطة التنفذية التي بيد الرئيس والحكومة]”.
أي أن بايدن وللمرة الألف يفقد مصداقيته، ولذلك فإن المجلة عددت في مقال بداية هذا الشهر الكذبات التي أطلقها وإدارته وسوء إدارته الملفات التي تتعلق بوعوده الانتخابية، ومنها قانون الهجرة وطرق التعامل مع المهاجرين المتسللين عبر الحدود، وحتى نقل بعضهم في السنة الماضية بالطائرات من الولايات الجنوبية إلى ولايات الشمال الغربي وإسكانهم وإعادة تفعيل قانون “عناية اوباما” [Obama Care]، مما كلف الدولة الكثير في زمن الانكماش السياسي، إن لم نقل الانهيار في الولايات المتحدة والتضخم الذي لحق أسعار السلع.
وأهم ما يعدده المقال من بين الكذبات قدرته على العمل لساعات طويلة، حتى أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كاترين جان بيبر زعمت أن بايدن لديه الكثير من الطاقة لدرجة أنها لا تستطيع مجاراته في العمل. فيسألها كاتب المقال فيما إذا كان على الجميع تكذيب آذانهم وأعينهم. أو حينما تفاخر بايدن بأن إدارته قد خفضت الدين الفيدرالي إلى النصف بمقدار 1.4 تريليون دولار، فيما تؤكد التقارير أنه لم يفعل ذلك لا حرفياً ولا إيجازاً، وأن الدين هو 24.6 تريليون دولار. أو حينما زعم بايدن أن هتافات 6 كانون الثاني / يناير هي التي حفزت المجنون الذي هاجم بول بيلوسي زوج نانسي بيلوسي، بدلاً من العمل على عواقب العديد من الإخفاقات التي تتعلق بقوانين الجنون المؤقت.
هناك العديد من الكذبات التي تحتاج فصلاً خاصاً بها ولكن كان أكثرها إثارة للسخرية هو ادعاء بايدن أن عمه فرانك حاز على ميدالية “القلب البنفسجي” خلال عمله كنائب للرئيس بطلب من والده كمفاجأة سارّة له، في حين أن عمه كان قد توفي قبلها بزمن طويل. ومن ثم قضية سرقة كمبيوتر ابنه هانتر، والذي تضمن وثائق خطيرة، والتي حاول التقليل من أهميتها، وأخيراً وليس آخراً قضية الوثائق السرية التي وجدت مبعثرة في كراج بيته في ديلاوير وفي مكتبه في واشنطن. ما أرادت المجلة قوله عبر مقالين ليس فقط التحذير من عدم أهلية الرئيس، وإنما من الكذبات المتلاحقة التي يرويها وتتستر عليها إدارته.