باكو ألعوبة بيد تل أبيب
صحيفة الوفاق الإيرانية-
حسين فاطمي نيا:
يبدو أنه بالتوازي مع التطورات في جنوب القوقاز واستمرار الحرب في أوكرانيا، شرعت باكو في تحول سياسي ودبلوماسي. في أحدث مقالة، كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” حول إمكانية إنشاء سفارة لأذربيجان في إسرائيل حيث أن وسائل الإعلام لجمهورية أذربيجان أبلغت عن نية باكو فتح سفارتها في إسرائيل.و قد اتخذت أذربيجان هذا القرار بعد ثلاثة عقود من العلاقات بين الجانبين.
في هذا الصدد، قال أرزو نقي اف، وهو مشرع وعضو في مجموعة الصداقة الإسرائيلية الأذربيجانية في برلمان هذا البلد، لموقع “برافدا” الإخباري: “لقد تم اتخاذ هذا القرار، وتأخير افتتاح السفارة الأذربيجانية في إسرائيل لا يحصل الّا لأسباب فنية”.
وأضاف انه بالرغم من عدم وجود سفارة الا ان العلاقات بين اذربيجان واسرائيل على مستوى عال.
وواصل العضو في مجموعة الصداقة الإسرائيلية الأذربيجانية في برلمان جمهورية أذربيجان: “إسرائيل هي شريكنا السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي ولها أهمية استراتيجية”. كما أشار هذا النائب في خطابه إلى افتتاح قنصلية إيرانية جديدة في أرمينيا وتأكيد طهران على العلاقات مع يريفان.
لماذا الآن؟
بعد أنباء عن قرار باكو فتح سفارتها في الأراضي المحتلة، أصبح السؤال أكثر بروزاً، لماذا حاول علييف الآن القيام بذلك بعد ثلاثة عقود من الرفض؟
رداً على هذا السؤال كتبت صحيفة “إندبندنت الامريكية”: “لجمهورية أذربيجان مكاتب تجارية وسياحية في إسرائيل، لكنها لم تفتح سفارتها هناك بعد، لانها لا تريد اثارة غضب الدول الاسلامية الاخرى “.
وتضيف هذه الصحيفة: “إن وجود ميثاق إبراهيم وتقارب العلاقات بين إسرائيل وتركيا قد مهد الطريق أمام باكو”.
على الرغم من الرفض السياسي والدبلوماسي لجمهورية أذربيجان لفتح سفارة في الأراضي المحتلة، فان لإسرائيل سفارة في باكو منذ عام 1993، وكما ذكرت وسائل الإعلام الدولية، خلال حرب 44 يومًا مع أرمينيا في خريف عام 2020، أعطت (اسرائيل) أذربيجان طائرة بدون طيار.
وفقًا للمعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، فإن 69٪ من واردات أذربيجان من الأسلحة في الفترة من 2016 إلى 2020 جاءت من إسرائيل، وهو ما يعادل 17٪ من صادرات الأسلحة الإسرائيلية في ذلك الوقت. وتحصل إسرائيل على 40٪ من نفطها من أذربيجان.
وافق رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، الأربعاء الماضي، على اتفاقية الاتصالات الجوية بين باكو وتل أبيب. بالإضافة إلى ذلك، التقى رئيس جمهورية أذربيجان مؤخرًا وتحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في باكو. خلال هذه الرحلة، التقى غانتس بوزير دفاع جمهورية أذربيجان وقائد حرس الحدود في هذا البلد.
نظرة شبه جادة من تل أبيب إلى باكو!
بسبب بعض الشروط والمتطلبات لجمهورية أذربيجان، لا سيما المزايا الجيوسياسية لهذا البلد وقربه من إيران، قامت إسرائيل، في العامين الماضيين (بعد حرب الـ44 يومًا)، بتحويل جهودها وخطواتها الدبلوماسية لكي تتوائم معها اكثر من ذي قبل وتتساوق أذربيجان.
في هذا الصدد، بعث رئيس إسرائيل، إسحاق هرتسوغ، رسالة قبل فترة إلى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، بمناسبة مرور 30 عامًا على العلاقات الإسرائيلية الأذربيجانية، دعاه إلى زيارة إسرائيل وفتح سفارة فيها.
وكتب هرتسوغ في الرسالة المذكورة: “في هذه المناسبة الهامة في علاقاتنا، آمل أن نتخذ خطوة أخرى بفتح السفارة الأذربيجانية في إسرائيل”.
وسبق أن ترددت أنباء عن الاتفاق بين باكو وتل أبيب على إقامة معسكرات في جمهورية أذربيجان لإيواء اليهود الروس الفارين من الحرب في أوكرانيا. وقبل شهر تقريبًا (2 أكتوبر)، أعلنت الحكومة المؤقتة برئاسة لبيد أنها تخطط لإنشاء معسكرات مؤقتة في أذربيجان لنقل اليهود الروس الذين ينوون الهجرة إلى فلسطين المحتلة بعد الحرب في أوكرانيا.
نشر هذا الخبر لأول مرة في صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية ، التي ذكرت أن الحكومة الإسرائيلية المؤقتة خصصت أيضا 25 مليون دولار لهذا الغرض.
صرحت تل أبيب أن الغرض الرئيسي من إنشاء معسكرات مؤقتة في أذربيجان هو نقل المهاجرين اليهود من أصل روسي الذين لا يريدون الدخول في حرب مع أوكرانيا بزي الجيش الروسي و ينوون الهجرة إلى الأراضي المحتلة. لكن هذا ليس سوى جانب واحد من القصة وهناك أهداف خفية غير واضحة للجميع وراء هذا القرار الصهيوني. في سيناريو متشائم، هناك إمكانية لتوطين دائم لليهود من أصل روسي في كاراباخ وبالقرب من الحدود الإيرانية بهدف تغيير النسيج والتركيب السكاني لهذه المنطقة.