باسيل: اقتصادنا ليس على شفير الانهيار.. وماذا قال حول ان كان سيصبح رئيسا للجمهورية؟ | Al Joumhouria | الجمهورية | Newspaper
اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في حديث إلى قناة “العربية”، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الجولان المحتل “يعزز سورية الجولان”. وأكّد أنّ “مزارع شبعا، بالنسبة لنا، هي أرض لبنانية، حقوقها لبنانية، وسنعمل كل ما يلزم لاستعادتها”.
ورأى أنّ “لبنان بعلاقاته مع سوريا، ذهب إلى مزيد من التأكيد على استقلاله وسيادته وعلى أرضه والعلاقات المبنية مع سوريا، وهذه العلاقات لا يمكن أن تكون مميزة، إن لم تكن مبنية على ما سبق من تأكيدات. عشنا مشاكل عدة بين لبنان وسوريا، إلى أن وصلنا لمرحلة من القبول المتبادل في السفارات وبهذه العلاقة المبنية، وعلى هذا الأساس من واجبنا أن نرسم الحدود مع سوريا، وخاصة بما يتعلق بمزارع شبعا، والتأكيد على لبنانيتها واستمرارنا بالمطالبة بها، ولا ننسى أن أكثر فصيل يطالب ويجاهد في هذا الموضوع، هو حزب الله، الذي لديه علاقة مميزة مع سوريا”.
وعن صفقة القرن، قال: “ما يتسرب عن هذه الصفقة لا يوحي بأنها قادرة على السلام أو حتى العيش”.
ولدى سؤاله عن أنّ هناك من يقول إنه بحكم الحقول النفطية المشتركة بين لبنان وإسرائيل، فحكما على لبنان يوما ما، أن يعقد صفقة سلام مع إسرائيل. هل لبنان جاهز، وهل أصبح بحاجة إلى هذا الموضوع، أجاب: “كلا، فصفقة السلام مع إسرائيل أبعد من موضوع حقول نفطية، فهي بالنهاية من حقنا، إذا كانت في منطقتنا، وإذا كانت خارج منطقتنا فهي ليست من حقنا”.
وأشار إلى أنّ “بين التيار وحزب الله تفاهم منذ 2006، على حماية لبنان، وعلى الدفاع عن أرض لبنان، ضمن استراتيجية دفاعية. نحن مفهومنا الدولة اللبنانية”، ورفض قول أنّ “حزب الله يسأل التيار الوطني الحر، قبل أي عملية عسكرية على الحدود”، قائلا: “هو قال أكثر من مرة إنه لم ينسق مع أي من اللبنانيين، قبل أي عملية، ولكن ليس هنا الموضوع، بل موضوع الحدود هو مسؤولية الدولة اللبنانية، الذي جزء منها فيه حزب الله في الحكومة”.
وقال: “هذا ليس قرارا يأخذه حزب الله، هذا قرار يعود للدولة اللبنانية، ولهذا السبب بموضوع ترسيم الحدود، نحن لدينا موقف مع وجوب الوصول إلى اتفاق، لأنه بهذا الاتفاق عبر الأمم المتحدة، أو عبر وساطة أميركية فإننا نحقق ونستعيد أراضي من حق اللبنانيين، فعندما نحقق شيئا بالديبلوماسية أو بالاتفاق، نتيجته نفس الشيء، وهذا مكسب للبنان”.
وعن قرار السلم والحرب اليوم بيد “حزب الله” أو الحكومة، لفت إلى أنّه “ولا مرة لبنان قام بحرب على إسرائيل، ليكون بالأصل عند لبنان قرار بالحرب”.
وأكد أنّ “لبنان اليوم، بحكومته ودولته وشعبه لا يريدون الحرب على إسرائيل، هم يريدون حماية أرضهم وحدودهم ومواردهم من الاعتداءات الإسرائيلية، إذا فرضت الحرب على لبنان، فهذا الأخير يرد ويحمي نفسه”.
واعتبر أن ” لا مصلحة للبنان أن يكون في محور أو مع دولة ضد دولة، لبنان يختار بكل موقف مصلحته، ويقوم بها”.
وعن العلاقات مع السعودية، قال:”نريدها أن تكون جيدة جدا، لأسباب كثيرة من مصلحة لبنان ومصلحة دول الخليج، والعلاقة بدأت بالتحسن والعودة كما كانت، مثلا برفع الحظر، ولكننا نطمح إلى أكثر من ذلك”.
وأضاف: “نحن نطمح إلى علاقات متطورة وأفضل مما هي عليه اليوم، ولهذا نعمل على توقيع اتفاقية، لتكون المملكة العربية السعودية، وكل دول الخليج معنيين بلبنان، وبمساعدته بحمايته”.
وتطرّق إلى الملف الإقتصادي، مؤكّدا أنّه “ليس على شفير الانهيار، فنحن قمنا بالاجراءات المعروفة، وصفة طبية اقتصادية صحية معروفة لا تخطئ، ولا نستطيع اذا اعتمدناها ان ننقذ فقط الاقتصاد بل بسرعة قياسية يستعيد حيويته ونشاطه، وإذا لم نقم بها فنحن أمام خطر الانزلاق المتمادي”.
وعن الالتزامات التي قدمها لبنان لمؤتمر “سيدر”، قال باسيل: “هي ليست التزامات بقدر ما انها اصلاحات يجب ان نقوم بها، ولسنا بحاجة لمن يفرضها علينا، فنحن اخترناها وفرضناها، لذا انا لا اقبل ان يتكلموا بمنطق ان مقررات مؤتمر سيدر الزام دولي علينا وقد يصبح مقابل شيء آخر وليس من مصلحتنا، هذه الاصلاحات يجب ان نقوم بها، اذا هناك دول تربط مساعدتها لنا بتحقيقها فعظيم، فليكن حافزا اضافيا للبعض ليقوم بهذه الاصلاحات، ولكن كم لنا من الوقت ونحن نطالب بهذه الاصلاحات، بالموازنة، بالاقتصاد، بالتهرب الضريبي، بالهدر، بالفساد”.
وأضاف متحدثا عن السياسة المالية حيث “نعيش بدوامة: إذا تركنا الليرة تنهار كارثة، ودعمنا لليرة تكلفته كبيرة، في الوقت الذي نستطيع ان نعتمد سياسة مالية تحفظ الاستقرار وتخفض الفوائد وارباح المصارف والبنك المركزي والمنظومة المصرفية التي هي عصب اساسي من اقتصادنا، ولكي نبقى محافظين عليها وليكون ربحها مقبولا امام انعاش الاقتصاد ودفشه الى المزيد من الانتاجية”.
ولدى سؤاله عن طموحه بأن يصبح رئيسا للجمهورية، قال: “طالب الشيء فاقده، خاصة بهذه المرحلة، وهذا الموضوع لا احب ان اتكلم به طالما العماد عون بما يمثل لي هو على سدة الرئاسة”.
وعبّر عن قلقه على المسيحيين في لبنان وفي الشرق، مشيرا إلى “ما يحصل في فلسطين والعراق والأردن وسوريا مؤخرا، والى ما يتعرض له لبنان، أنا قلق على كل التنوع اللبناني وعلى كل التنوع المشرقي، وقلقي عليهم يساوي قلقي على المسلمين”.
أمّا عن النازحين السوريين، فأكّد أنّ “لحد اليوم، شعبنا لم يظهر أي مظهر عدائي للنازحين وأنا أدعوه أن يبقى على محبته وإنسانيته وأخويته لضيوفنا، ولا مرة لحد اليوم، دولتنا طردت مواطنا واحدا، ولا أعتقد أوروبا الأكبر من لبنان، التي اقتصادها أحسن من اقتصادنا بآلاف المرات، لم تتحمل عدد النازحين الذين تحملناه نحن”.
وأشار باسيل إلى أنه “ولا مرة ربط موضوع النازحين فقط بالعلاقة مع سوريا، دائما أقول إن هناك قسما يعود بالعلاقة مع سوريا، وقسما يعود بالعلاقة مع المجتمع الدولي، والقسم الأكبر يرجع لعلاقة اللبنانيين بين بعضهم، باتفاقهم بأن يطبقوا القانون اللبناني، فليس من الضرورة أن نذهب إلى روسيا بخصوص موضوع النازحين، أصلا الروس قاموا بمبادرتهم، ولم يسألوا أحدا، ونحن أيدنا هذه المبادرة، لأنها تناسبنا واللبنانيين أيدوها لهذا السبب. تناسبنا المبادرة الروسية، أولا لأنها من دولة كبرى، تعطي غطاء سياسيا للعودة. ثانيا لأن اللبنانيين متفقون عليها، إنما هذه المبادرة، يقول الروس إنها لا تقام بمعزل عن الجانب السوري، بغض النظر عن هذا الشيء، أنا أعتبر أن الأمر الأساسي، الذي يقام لعودة السوريين إلى بلادهم تدريجيا، وليس مرة واحدة، ولا حتى غدا، ولكن بالتدريج، وبشكل آمن وسليم، هو أن يعطى لهم مساعدات، لعودتهم وليس مساعدات لبقائهم”.
وأوضح أنّه يريد أن يردّ سوريا إلى الحضن العربي، لأنه “من مصلحة لبنان ومصلحة سوريا ومصلحة الجامعة العربية، وأنا أؤكد أنه لم يحصل أي اتصال بيني على الأقل وبين السوريين بموضوع عودتهم، أنا رأيت أنه من مصلحتنا أن تعود سوريا”.
وعما إذا كان لبنان سيشهد ثورة اجتماعية تتخطى الأحزاب، وإمكانية إمساك الأرض إذا حصلت، قال باسيل: “أنا ولا أي يوم استطيع ان افكر انني جزء من سلطة او تركيبة ونظام، نحن من كنا ندعو الناس إلى الثورة ورفض الفساد والانقلاب على طبقة سياسية اوصلت البلد الى ما هو عليه، انما ان لا يكون خاضعا لا لفوضوية ولا لأجندات خارجية، وأن تكون نقمة محقة من الناس ورشيدة وواعية، أكيد فنحن دائما نطالب المجتمع المدني بالتحرك وما هو المجتمع المدني سوى الناس، فليس هناك اي مجتمع بالعالم يكون فقط حزبيا، الأحزاب والتيارات السياسية تأخذ حصصها بلبنان للاسف اكثر لانها تلحق الطوائف”.