باريس تُحرك الجمود الرئاسي بلقاء خماسي الاثنين.. وتحاول تحييد لبنان عن عقوبات “قيصر”
وكالة أنباء آسيا:
بينما كان أهالي بلدة طورا الجنوبية، يقتحمون معمل صور الحراري للكهرباء وغرفة التوزيع فيه، احتجاجا على عدم تزويد البلدة بالتيار الكهربائي اسوة بباقي المناطق، كان السفير المكلّف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، يُحرك ركود ملف استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، فتمويل المشروع من قِبَل البنك الدولي متوقِّف ريثما يجري لبنان الإصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء، وتحديداً التّدقيق في حسابات مؤسسة كهرباء لبنان وتشكيل الهيئة الناظمة للقطاع. وهي مطالب لم تُحقَّق بعد.
وقبل توجّه دوكان إلى الولايات المتحدة الأميركية للبحث مع المسؤولين الأميركيين “السّبل الآيلة إلى تحييد ملف الكهرباء عن عقوبات قانون قيصر، بما يتيح مساعدة لبنان في حلّ أزمة الطاقة”، عقد إجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ولفت “الى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول”.
وشدد “على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي”.
كما أبلغ دوكان ميقاتي أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكنها تجاهل مرور الكهرباء والغاز عبر سوريا إلى لبنان، فيما هي تفرض عقوبات على النظام السوري.
بالتوازي، عقد فيّاض ودوكان جلسة مطوَّلة زادت عن الساعتين.،وحسب وزارة الطاقة “زوَّدَ الوزير فيّاض السفير دوكان بالوثائق التي تثبت التزام الوزارة بكل ما طلبه البنك الدولي، ومنها نُسخ عن العقود الموقعة مع كل من الأردن ومصر وسوريا، وملف التمويل كما حضّره البنك الدولي والذي كان جاهزاً منذ آذار 2022 متضمناً وثيقة تقييم المشروع ومسودة اتفاقية القرض، تمهيداً لإدخالنا في مرحلة المفاوضات قبل أن يعود ويُجّمد البنك الدولي هذا الموضوع، أي التمويل”.
واشاد السفير دوكان بجهود فياض بعد زيارته الاسبوع المنصرم لمصر والاردن، حيث تم ابلاغه بمناقبية وجهود الوزير فياض الجبارة وتمتعه بكفاءة عالية في ادارة المفاوضات والتي افضت الى نجاحها وتوقيع العقود المطلوبة لتأمين الكهرباء من الاردن والغاز من مصر.
ورحب فياض بهذه المبادرة المطلوبة، متمنياً أن تكلل جهوده بالنجاح خصوصاً بعد أن زوّده بكافة الوثائق التي تثبت الكم الهائل من الأعمال التي قامت بها الوزارة تلبيةً لشروط البنك الدولي ومنها نُسخ عن العقود الموقعة مع كل من الاردن ومصر وسوريا، وملف التمويل كما حضّره البنك الدولي والذي كان جاهزاً منذ آذار 2022 متضمناً وثيقة تقييم المشروع ومسودة اتفاقية القرض تمهيداً لإدخالنا في مرحلة المفاوضات قبل أن يعود ويُجّمد البنك الدولي هذا الموضوع أي التمويل.
كما أوصل دوكان لفياض رسالة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد فيها بذل بلاده كل الجهود “من أجل تذليل كل العقبات لتنفيذ اتفاقيات نقل الغاز من مصر والكهرباء من الأردن”.
وكانت السفارة الفرنسية قد ذكرت في بيان لها أن زيارة دوكان إلى بيروت سبقتها زيارة إلى مصر والأردن، لبحث هذا الملف.
وأكّدت أن فرنسا “تحشد جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة”. مشيرة إلى أنّه “تبقى فرنسا على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضاً من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي ونيكسان”.
وفي السياق، تطرّق دوكان إلى عرض شركة كهرباء فرنسا المتمثّل ببناء 3 معامل للكهرباء منفصلة عن المعامل الحالية. أحدها في دير عمار وآخر في الزهراني، وثالث لم يحدد موقعه بعد، وعلى الأغلب إنشاؤه في منطقة سلعاتا. على أن ينتج كل معمل 830 ميغاواط، وستعمد شركة كهرباء فرنسا لإعداد دفتر شروط للمناقصة التي ستتضمّن مناقصة تشغيل وتأمين الفيول، كما ستدرس العروض المقدَّمة وستعطي رأيها بها. ومن المتوقّع أن تعطي المعامل قدرة إنتاج بنحو 12 ساعة كهرباء. لكن العرض الفرنسي لم يُقَر بعد من الجانب اللبناني.
من تذليل العقبات لاستجرار الغاز الى تذليل العقبات بملف الانتخابات الرئاسية، يتنقل الملف اللبناني فرنسياً، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ باريس ستستضيف الإثنين المقبل اجتماعاً مخصّصاً للبنان، يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر، في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم.
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، عن “قلقها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان من الناحية السياسية”، كما قالت المتحدثة باسم الوزارة آن كلير ليجاندر خلال مؤتمر صحافي.
وأضافت، أنّ فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل “تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة”.
والهدف من الاجتماع، حسب المتحدّثة، هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود.
وكانت كولونا قد أكدت أن اللبنانيين “ضحايا نظام مفلس”، وأن هدف باريس الأول الاستمرار في مساعدتهم، ودعم المؤسسات التي تضمن سيادة واستقلال لبنان، مكررةً دعوة بلادها الطبقة السياسية إلى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتسهيل قيام حكومة تعمل على تنفيذ الإصلاحات كخطوة أولى نحو الإنقاذ.