باحث أميرکي: الإرهاب ذريعة يتشبث بها البيت الأبيض لمعاقبة الشعب الإيراني
أكد الخبير الاميركي في الشؤون السياسية، كيفين باريت، أن الولايات المتحدة قد اتخذت الإرهاب وسيلة لمعاقبة الشعب الإيراني بعد إطاحته بنظام الشاه في ثورته الإسلامية عام 1979م.
اجرت وكالة انباء فارس لقاءً مع البروفسور الاميركي كيفين باريت الاستاذ السابق في الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة فيسكانسن الامريكية والباحث في حقائق أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي وقعت في نيويورك كما له العديد من المؤلفات واسس الاتحاد الاسلامي المسيحي اليهودي ( MUJCA ).
يذكر انه اعتنق الاسلام ومن ابرز الشخصيات المناهضة للحركة الصهيونية في الولايات المتحدة حيث كانت له محاضرات وخطابات القاها في مؤتمرات عديدة فضح فيها حقائق اللوبي الصهيوني ونشاطاته المشبوهة في هذا البلد كما انه تواصل مع شخصيات علمية وسياسية رفيعة تعارض الصهاينة التقى معهم في برنامجه الاذاعي الذي يبث ثلاثة مرات في الاسبوع في اذاعة امريكا الحرة، كذلك زار طهران عام 2012م لحضور المؤتمر الدولي الثالث لـ ( هوليووديسم ).
اما السؤال الاول الذي وجه له فهو: كما تعلم فان ايران قد قدمت 17 الف شهيد سقطوا في احداث ارهابية وبمن فيهم اربعة شهداء من علماء الذرة الذين اغتالهم الموساد الاسرائيلي، ولكن رغم ذلك نلاحظ ان الانظمة الاستكبارية والصهاينة دائماً ما تتهمنا بالارهاب، لذا كيف يمكنك ان توضح للمواطن الغربي بان الجمهورية الاسلامية هي اكبر ضحية للارهاب؟
– كتابي الذي الفته تحت عنوان ” التشكيك في الحرب على الارهاب ” ناقشت فيه مختلف التعاريف التي طرحت حول مصطلح الارهاب واستنتجت ان الكثيرين يقيدونه بالعنف السياسي ولكن التعريف الحقيقي له هو انه العنف ضد المدنيين لادخال الرعب بينهم بداعي اهداف سياسية، لذا فان هذا التعريف يشمل جميع الحركات الارهابية المدعومة دولياً سواء بشكل مباشر او غير مباشر وعلى هذا الاساس فان الولايات المتحدة الامريكية تعتبر اكبر البلدان الراعية للارهاب.
واضاف هذا الخبير: الشعب الامريكي يدهش عندما يسمع هذا الكلام لانه لا يعرف الكثير عن واقع السياسة الخارجية لحكومته، ومنذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها هجمة ارهابية شرسة ضد الشعب الايراني لان سقوط الشاه كان فاجعة بالنسبة لها، لذا فان عملاء امريكا هم الذين اوجدوا الارهاب الذي استهدف ايران لمعاقبة الشعب الايراني بسبب اطاحته لنظام الشاه ومن المخجل بمكان اننا نلاحظ البيت الابيض ما زال حتى يومنا هذا يدعم زمرة مجاهدي خلق الارهابية رغم ادعاء الساسة الامريكان بانهم يحاربون الارهاب ويناهضون التطرف والشيوعية.
واكد باريت على ان واشنطن تحاول الاطاحة بنظام الحكومة الاسلامية في ايران واعقام الثورة التي اندلعت ضد الحاكم الجائر والمسؤولون الامريكان لا يكتمون هذا الامر بل يصرحون به علناً بغية تاسيس نظام عميل لامريكا لكن الكثيرين منهم توصلوا الى ان هذا الامر شبه مستحيل ولا بد من التعامل مع الجمهورية الاسلامية وتطبيع العلاقات معها.
واشار الى مسالة مؤسفة للغاية وهي ان الصهاينة هم الذين يديرون دفة السياسية الامريكية في الشرق الاوسط وهم الرعاة للارهاب الذي يستهدف ايران كما انهم يبذلون قصارى جهودهم لعدم حصول تقارب بين الادارة الامريكية وطهران ويؤلبون الراي العام ضد الجمهورية الاسلامية خدمة للمصالح الاسرائيلية وما يساعد على ذلك هو ان الصهاينة يمتلكون زمام الامور في الاعلام الامريكي وليس هناك الا القليل من القنوات ووسائل الاعلام الحرة لذلك نلاحظ ان معظم المواضيع التي تطرح للراي العام الامريكي يشوبها الكذب والتزييف وبما في ذلك زعم ان ايران تهدد السلام العالمي والامريكي وهذه وقاحة لا ينكرها احد.
ومن الاسئلة التي طرحها مراسل ” فارس ” على هذا الخبير هو: هل سمعت باسم الشهيد بهشتي؟
– انا لا اعرف الكثير عنه ولكنني اعلم انه احد المؤسسين للجمهورية الاسلامية وانه شخصية محبوبة لدى الشعب الايراني.
س: هل توجد في الولايات المتحدة احزاب على غرار الحزب الشيوعي وزمرة “خلق” الارهابية؟ هل هناك مواطن امريكي يقتل ابن بلده لاجل معتقداته وتوجهاته؟ لماذا حذف الاتحاد الاوروبي وكندا حركة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب؟ لماذا ادرجوا حزب الله اللبناني وحركة حماس في هذه القائمة السوداء؟ كيف تصفون هذا التصرف الازدواجي؟
– هناك العديد من الحركات الارهابية في الولايات المتحدة وقد دونت مقالة حول ذلك وقلت ان الحركة المسماة بـ ” منظمة الدفاع عن اليهودية ” هي احدى هذه الحركات الارهابية الموجودة في بلدنا حيث اغتالت العديد من الشخصيات التي تعارض الفكر الصهيوني كما هناك حركات ارهابية اخرى لها نشاطات دموية تفوق ما يقوم به المسلمون في الولايات المتحدة لكننا نلاحظ ان وسائل الاعلام الامريكية تركز النشاط الارهابي على المسلمين فحسب.
واضاف هذا الخبير: ان السياسة الامريكية المزعومة في مواجهة الارهاب هي في واقعها مزيفة وما شهدناه من هجمة على العراق في عام 2003م بذرائع عديدة منها دعم نظام صدام لزمرة “خلق” هي كذبة صريحة لان واشنطن نفسها تدعم الحركات الارهابية دعماً كبيراً.
وبالنسبة الى زمرة “خلق” الارهابية فقد اكد انه تم شطبها من قائمة الارهاب اثر الضغوط الصهيونية والامريكية التي دفعت اموالاً طائلة بغية تحقيق هذا الهدف، والولايات المتحدة تعتبر حزب الله والمقاومة الاسلامية في فلسطين حركات ارهابية لانهما يناهضان الفكر الصهيوني الذي يسيطر على اروقة السياسة الامريكية بالكامل والذي يدير دفة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط بشكل علني.
واكد ان الارهاب العالمي لا يمكن ان يواصل حياته دون دعم دولي وان القاعدة وبن لادن هما صنيعة الامريكان والصهاينة لذلك فان الادارة الامريكية وبامر من اللوبي الصهيوني ما زالت حتى اليوم تدافع عن بعض الحركات الارهابية وتصفها بالتحررية وتدعم سراً تنظيم القاعدة ومن لف لفه بالتعاون مع اجهزة المخابرات الباكستانية والسعودية والمصرية بغية زعزعة اوضاع المنطقة وضرب محور المقاومة والحفاظ على الامن الاسرائيلي، وما دام العالم يجهل المصدر الاساسي للارهاب فلا يمكنه مقارعته مطلقاً.