ايران في زمن الحصار على حدود الاطلسي!
‘السفن الحربية الايرانية عبرت سواحل جنوب افريقيا في طريقها الى المحيط الاطلسي …. ‘ ! هذا ما اعلنه قائد اسطول الشمال الايراني افشين رضائي مضيفا: ‘ان بحريتنا تقترب بذلك من الحدود البحرية الامريكية …. ‘ !
يذكر ان ادميرال البحر الايراني حبيب الله سياري سبق له ان اعلن عن نية بلاده ‘ارسال سفن حربية الى الحدود البحرية الامريكية ردا على انتشار سفن امريكية في منطقة الخليج الفارسي…..’!
غداة عيد استقلال بلادهم الخامس والثلاثين يؤكد الايرانيون من جديد بان اهم ما يميز ثورتهم هو ‘استقلالية القرار والحرية ….’!
كما جاء على لسان ربان سفينتهم وسفينة جبهة المقاومة التي باتت ممتدة طولا وعرضا في عالمنا العربي والاسلامي قالها يوم السبت العاشر من شباط/فبراير وهو يستقبل الحشود من الناس اصحاب الثورة الحقيقيين!
انهم سادة البحر وسلاطينه الجدد من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي مرورا بالبحر الابيض المتوسط عنيت بهم الامام القائد السيد علي خامنئي والقائد المناضل بشار حافظ الاسد وسيد المقاومة وقائدها السيد حسن عبد الكريم نصر الله!
لم ينتبه الكثيرون لما حصل ويحصل لامتنا العربية والاسلامية منذ انتصار العام 2000م الشهير حتى اليوم!
في ذلك العام المجيد هزمت الروم وهزم التتار والمغول وهزم ابن الاصفر على حدود اصبع الجليل الفلسطيني في معركة اليابسة ما اضطره لسحب جحافله مسرعا ومهرولا لينكفئ على عقبيه امام عمليات رجال الله الاستنزافية على مدى عقدين من الزمان وكانت نهاية تفوقه على الارض وفي معركة ارادة الرجال!
احتاج العدو لست سنوات عجاف وهو يعد لحرب جديدة ولكنها هذه المرة من نوع جديد ظن انها ستكون القاضية!
نعم في تموز/يوليو من العام 2006 م ارادها ابن الاصفر ان تكون الحرب الجوية الفاصلة والقاضية على المقاومة وجبهتها العريضة، واستعمل ما لا تتحمله طاقة قادة جيوش ودول مدججة بالرجال والاسلحة الفتاكة المضادة، لكنه فوجئ بمعادلتين لم يكن يتوقعهما مطلقا!
صانعوها في ذلك الحين رجال من نوع جديد من امثال قائدي الانتصارين الشهيد القائد عماد مغنية من لبنان والشهيد القائد العميد محمد سليمان من سوريا واللذان فاجآه بمعادلة الردع الصاروخية التي اذهلته وجعلته يظل فاتحا فاهه ومسربلا جفنيه حتى هذه اللحظة (تذكروا منظر اولمرت جيدا)!
ومعادلة شعب المقاومة الكبير على امتداد محور المقاومة العريض من ابناء جبل عاملة الصابرين الاطهار الى اهلنا الاوفياء والاحبة الاخيار في سوريا الحبيبة الى اهلنا السادة الاشراف وجمهور شعبها الوفي من المهاجرين والانصار في الجمهورية الاسلامية الايرانية!
واما ليلة القبض على اوباما متلبسا ثوب الخداع والزيف ولكن الترقب والخوف ايضا عنيت بها ليلة الثالث من ايلول/ سبتمبر من العام المنصرم اي العام 2013م المشؤوم، فكانت بداية هزيمة ابن الروم والتتار والمغول وابن الاصفر على سواحل طرطوس واللاذقية وصولا الى سفوح جبل قاسيون، بعد ان سلمت الادارة الامريكية بانها اعجز من ان تشن حربا امام ثلاثي المشهد الدمشقي الشهير الذي استطاع بثلاثية الصمت القاتل لقيادة المقاومة الاسلامية اللبنانية والديبلوماسية السورية المحنكة لطبيب العيون الاغلى في العالم والعصا الايرانية الغليظة التي رفعتها قيادة طهران بوجه واشنطن، ان تقول لاوباما كش ملك!
وهكذا بدأ افول امبراطورية البحر الامريكية منذ ذلك الحين في منحنى السقوط!
ان يصل الايرانيون الى شرق المتوسط يعد بحد ذاته تحولا جيو استراتيجيا يخيف الامريكيون ويقلقهم باعتراف كبار المحللين والمراقبين ومنهم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كما اكده لي اكثر من مرة!
فكيف بهم اذا جاءوا واوتي معهم الروس والصينيون؟!
انها معادلة الردع الجديدة الحاضرة القوية في جنيف 3 الايرانية وهي نفسها الحاضرة في جنيف 2 السورية وهي التي تفرض قواعد الاشتباك الخاصة مع الاعداء والخصوم وهي التي توجه دفة المفاوضات!
لذلك ولغيره من الاسباب مما قد يأتي ذكره في الوقت المناسب نقول: لا يظنن احد اي احد من الايرانيين او السوريين مهما علا شأنه بانه هو بذاته وبعبقريته او قدراته الفنية او الحسية او اللغوية او الديبلوماسية من صنع او سيصنع النصر الديبلوماسي او السياسي الكبير على ابن الاصفر في سويسرا!
ان من صنع ويصنع النصر هو دم الشهداء النقي الصافي والاحمر القاني من جنود وضباط وضباط صف من جيوش نظامية ومن رجال الله في الميدان وشعب مقاوم عريق ومحتسب اولا ومن ثم من سبقكم من القادة والساسة وجيش من الكوادر المقاتلين معكم على اكثر من جبهة ومن ثم انتم ايضا نعم انتم الساسة والقادة والحكماء والنبهاء والمحترفون نعم، ولكن شرط ان تكونوا الاوفياء بحق الى دماء الشهداء اولا وامتدادا الى من سبقوكم ثانيا وغير مسموح لكم ابدا نقض اي من هذين الشرطين لانه ليس فقط سيسلبكم ذلك شرف المشاركة بصنع الانتصار الجديد بل وربما سيعيد بنا جميعا خطوة الى الوراء لا سمح الله!
من جهة اخرى ونحن في اوج معركة البحار والمضائق لابد لنا ان نقف وقفة اجلال واكبار لاهلنا واحبتنا من انصار الله في اليمن الجديد الذين استطاعوا وربما للمرة الاولى في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ان يضعوا حدا لهيمنة وسلطة وتغول الوهابية المقيتة على ارضهم الطاهرة من خلال اسقاط رموز الوهبنة ممن ساهم في مسخ هوية اليمن الحقيقية عندما اطاحوا برموز آل الاحمر في مقدمة للاطاحة بامراء الجيش من عملاء آل سعود ملقنين بذلك درسا قاسيا لحكم الرياض ومنتقمين بذلك ايضا لدماء شهداء الارهاب والتكفير في كل من العراق وسوريا ولبنان!
وهنا لابد من التنويه ايضا بثورة اهلنا في البحرين العربية المظلومة والمحاصرة لكنها المشاركة حتما لثورة اهلنا في اليمن من خلال الدخول قريبا في معركة تغيير خارطة البحار والمضائق الجديدة!
واما في مصر عبد الناصر وتحالف العروبة والاسلام الحقيقي المحمدي الاصيل وليس الاسلام الامريكي فان العيون لترقب تحولات الثورة المصرية الشعبية الحقيقية في اقرب مدى متاح لنراها مطلة علينا في المشرق العربي ملتحقة بذلك بمحور المقاومة والممانعة لتشارك في التحولات الجيو استراتيجية التي لطالما انتظرها المفكر المصري الراحل الشهيد جمال حمدان قبل ان تصعد روحه الى السماء ضحية عمليات الموساد الغادرة!
قبل خمسة وثلاثين عاما شبه احد ملوك الصهيونية الارهابي مناحيم بيغن، شبه الثورة الاسلامية الايرانية بالزلزال الذي سيظل يهز المنطقة لعقود من الزمان!
وها نحن نحتفل بعيد ثورة المستضعفين الخمينية الثائرة على الاستبداد والتبعية والظلم والجهل والظلامية الوهابية القاتلة والزلزال لازال يهز الجهات الاربع من الكرة الارضية وليس منطقتنا العربية والاسلامية فحسب!
والاهم ربما من كل ذلك اننا ربحنا عليهم في البر والجو وها نحن نكمل انتصاراتنا عليهم في البحر بعدما وصلنا الى حدود المدى الحيوي لامنهم القومي اي المحيط الاطلسي، فيما هم خائفون يترقبون لا يجرأون على النيل من اي من ثلاثية المشهد الدمشقي الشهير بالرغم من شهيتهم اللامتناهية للقضاء عليها واسقاطها واحدة واحدة او ثلاثتها معا بالضربة القاضية او بالنقاط، ولكن هيهات لهم ذلك وامة هيهات منا الذلة لهم بالمرصاد!
محمد صادق الحسيني – صحيفة القدس العربي