اوساط سليمان لـ”الجمهورية”: لفت منذ البداية الى ضرورة تحصين ايّ تفاهمات
اشارت مصادر مطلعة تواكب الإتصالات الجارية لصحيفة “الجمهورية” الى ان اتصالات نهاية الأسبوع لم تنتج بعد ايّ مخرج للتعقيدات التي برزت امام التشكيلة الحكومية بعدما تجمّدت كل الوساطات وبقيت محصورة بالمواقف التي اعلن عنها باسيل الذي أكّد إصراره على الإحتفاظ بحقيبة وزارة الطاقة.
وقال مصدر يواكب المفاوضات حول هذه الحقيبة بالذات لـ”الجمهورية” إنّ باسيل غالى في ربطه بين بقائه في وزارة الطاقة وحقوق المسيحيّين، ذلك انّ مشكلة الطاقة اكبر من حصرها بحقّ مسيحي او اسلامي، وأنّ ما أدّى الى البحث بوضعها في عهدة فريق آخر لا علاقة له بالتوزيع المسيحي – الإسلامي، بل بمبدأ المداورة التي اقرّها حلفاء باسيل قبل غيرهم من الأطراف المشاركين.
وتحدّثت مصادر أخرى لـ”الجمهورية” عن اتفاق مكتوب كرّس التفاهم حول المداورة وشارك فيه برّي و”حزب الله” وجنبلاط، قبل ان ينضم الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس المكلف الى هذا التفاهم العريض حول المداورة، علماً انّ تراجع الجميع عن هذا المبدأ سينسف كلّ التفاهمات التي بُنيت حتى اللحظة.
موقف سليمان
وأكّدت هذه المصادر انّ رئيس الجمهورية لفت منذ البداية الى ضرورة تحصين ايّ تفاهمات، فلا تتحوّل أحلافاً في مواجهة أطراف بغية تطويقها، وهو من لفت الجميع الى مخاطر الغوص في تفاهمات استراتيجية لا تحظى بالإجماع، معتبراً انّه ضحّى بموجب مبدأ المداورة بحقائب اساسية يجب ان تبقى على حياديتها في مواجهة الإصطفافات الحادة التي تعيشها البلاد وحذّر مسبقاً من انّ هذا الأمر سيكبّل الوزراء الجدد ويضع البعض منهم في قفص الإتهام المباشر بعد تسلّمهم بعض الحقائب وعند اول إستحقاق مهم. كذلك لفت مراراً في مناسبات عدة الى التفاهم مع الرئيس المكلف فهو الذي سينقل اي تشكيلة حكومية الى قصر بعبدا لتناقش، متعهداً بأنه لن يوفّر وسيلة تمنحها إياه صلاحياته الدستورية لتدوير الزوايا ولتكون تشكيلة جامعة، عادلة ومتوازنة شرط ان يبتعد جميع الأطراف عن الأسماء الإستفزازية والتي تشكّل تحدّياً لهذا الفريق أو ذاك، ودعا الى توسيع الأفق في التعاطي مع التشكيلة الحكومية، فلا يبقى البعض اسير مصالح آنيّة وضيقة تسقط الأبعاد الوطنية للمرحلة وحاجة البلاد الى حكومة تدير شؤون الناس ولو لأسبوع، معتبراً أنّ الأهم ان تساهم الحكومة الجديدة بتوفير الأجواء التي تدفع لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.