اهالي التبانة لن ينسوا ما اقترفه المستقبل بحقهم
صحيفة الديار اللبنانية ـ
دموع الأسمر:
في 13 نيسان من كل عام يطوي اللبنانيون عاما جديدا من الحرب الاهلية تحت عنوان «تنذكر وما تنعاد» لكن اهالي التبانة مع جبل محسن لم ينسوا بعد…
«كيف ننسى جولات العنف التي استمرت ما يقارب خمس سنوات»، سؤال يطرحه ابناء التبانة وجبل محسن وشواهد الحرب ما زالت ماثلة امامهم وروائح الحرب العبثية تعبق في المكان، الابنية المدمرة والبيوت المحترقة ما زالت شاهدة على قساوة الحرب التي ازهقت ارواح ما يقارب الـ 200 شهيد بين اطفال ونساء وشيوخ ومئات الجرحى وعشرات المعاقين، كما يعاني العديد من سكان التبانة كما سكان جبل محسن من حالات اكتئاب واضطرابات نفسية ناتجة من القلق والتوتر الذي سيطر على معظم الاهالي خوفا من عودة التوترات بين القوى السياسية اللبنانية المتنازعة على حصص هنا وهناك في الدولة الامر الذي قد يؤدي الى جولة جديدة من العنف. اضافة الى التوقيفات المستمرة لأبناء التبانة الذين غررت بهم قوى سياسية شاركت في سفك دماء ابناء طرابلس، كما لم تثمر كل احتجاجات اهالي الموقوفين في سجن رومية اخلاء سبيل ابنائهم الذين شاركوا في الاقتتال الدموي، ما زاد من تردي اوضاع عائلاتهم الاقتصادية والاجتماعية من كافة النواحي خصوصا وان هذه العائلات تعيش خط الفقر فكيف لها ان تؤمن مطالب اولادها التي تقبع في السجون؟
اضافة الى ما خلفته الحرب من ازمة اقتصادية خانقة في المنطقة فتراجعت الحركة التجارية في اسواق التبانة وتخلت عن لقب «باب الدهب» وبات يصح فيها لقب جديد هو «احزمة البؤس والحرمان» حيث اقفلت معظم محلاتها التجارية ومن بقي في مؤسسته يواجه كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
لكن اين اصبحت الخطة الاقتصادية التي وعد بها ابناء التبانة غداة تطبيق الخطة الامنية؟مضت سنتان واهالي التبانة يعيشون على أمل ان تفي الحكومة اللبنانية بوعودها، ابرز هذه الوعود اطلاق الخطة الاقتصادية التي تسهم في تخفيف البطالة في صفوف الشباب والتي بلغت ذروتها في الاونة الاخيرة، ومن نتائج هذه البطالة الهجرة غير الشرعية عبر مراكب الموت الى اوروبا بحثا عن لقمة عيش نحو تأمين مستقبل يمحو من اذهان المهاجرين سياسة الاهمال والحرمان تجاه مناطقهم واحيائهم وحرمانهم ادنى حقوقهم المحقة.ويرى احد فاعليات التبانة انه رغم محاولات بعض الجمعيات المحلية والدولية والاممية تشكيل هيئة انقاذ لمنطقة التبانة، الا انها لم تثمر حتى الان في تحقيق اي نتيجة في العناوين التي وضعت من اجلها خلال جولاتها في التبانة بل كل ما تم تحقيقه حتى اللحظة بعض الانشطة الاجتماعية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ويرى المصدر نفسه ان هذه الظاهرة المتمثلة بالجمعيات لها اهداف وغايات سياسية ربما تتكشف في الايام المقبلة.
وكشف المصدر ان نقمة اهالي التبانة على تيار المستقبل ارتفعت نسبتها خصوصا ان هذا التيار يرى فيه شريحة كبيرة من الاهالي انه السبب في تدمير منطقتهم التجارية التي كانت محطة لكل اهالي الشمال وبسبب سياساته الكيدية كانت النتيجة تدمير الحجر والبشر في التبانة، وسببا لزج شباب التبانة في السجون.
يقول المصدر ان اهالي التبانة لن ينسوا ما اقترفه التيار الازرق ضدهم وضد منطقتهم واكد ان رئيس التيار الازرق ادرك هذه النقمة على تياره في الاشهر الاخيرة وخاصة خلال زيارته الاخيرة الى طرابلس التي لم تلق تجاوبا شعبيا، واكد ان اهالي التبانة وكل من لحق به الضرر في مدينة طرابلس من سياسة التيار الازرق لن يرتاح لهم بال قبل ان يستعيدوا ما خسروه خاصة استعادة التبانة دورها الاقتصادي ودورها المؤثر في سياسة المدينة بمعزل عن التيار الازرق الذي استثمر عواطفهم في سياساته الكيدية وزاد من فقرهم ومن اتساع رقعة البطالة بدلا من ايجاد الحلول السريعة للشباب بل ويسأل الكثير من ابناء التبانة عن الهبة التي بشرهم بها الحريري ولم يتلمسوها نهوضا في الشوارع والاحياء.
يقول احد مرجعيات التبانة ان من يريد الغوص في العمل السياسي في طرابلس من الآن وصاعدا عليه أن يتحلى بالمصداقية تجاه الناس وأن يزيد من تحصين الساحة الطرابلسية ومن منعتها حيال اي محاولات جديدة لبث الفتنة او التحريض المذهبي والطائفي كي لا تتكرر المأساة وكي يتجذر السلم الاهلي في المدينة وتتوسخ بصمات الامن والاستقرار حيث تعيش طرابلس نعمة الامن في ظل الخطة الامنية التي ينفذها الجيش اللبناني الذي يرتاح الطرابلسيون ويطمئنون لتدابيره ويمحضونه الثقة المطلقة بما يتركه من انعكاسات ايجابية في الساحة الطرابلسية.