صورة التقطت في 29 مايو 2020 للبث المباشر لحديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن.
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
اُعتُبر قرار واشنطن بقطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، على نطاق واسع، على أنه قرار غير مسؤول وغير أخلاقي، وأثار غضب العالم مرة أخرى، لسعي إدارة ترامب للبحث عن آخرين وجعلهم كبش فداء، وخاصة الصين ومنظمة الصحة العالمية، ومحاولتها التملص من مسئوليتها وإخفاقها في التعامل مع الأزمة المزدوجة لوباء كوفيد-19 المستعر، والاضطرابات العرقية المنتشرة بقوة في جميع أنحاء البلاد.
لقد سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة مرات لإلقاء اللوم على الصين، فيما يتعلق بالخسائر في الأرواح والكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة، كما اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها “تدور حول الصين”. رغم ذلك، هناك اعتراف على نطاق واسع بأنه لا يوجد دليل على إساءة مزعومة من الصين ومنظمة الصحة العالمية.
إن خبراء ومسؤولي الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، يعارضون عموما، الرئيس الأمريكي، ويصفون تحركاته على أنها “وسيلة لصرف الانتباه” عن محاولات إدارته الفاشلة للتعامل مع المشاكل المحلية، ويدعون إلى تعاون عالمي.
أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية يخرج مريضا من سيارة إسعاف أمام مركز برونكس كير الطبي في حي برونكس بنيويورك، الولايات المتحدة، 11 إبريل 2020.
لقد كشف علماء الأوبئة عن أن 90% من أرواح الأمريكيين، ربما كان بالإمكان إنقاذها وسط الوباء، لو كانت واشنطن قد فرضت إجراءات، ومنها عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، قبل أسبوعين، من الـ2 من مارس الماضي.
إن الضرر الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وهو قرار “غير أخلاقي وربما غير قانوني”، سيتفاقم ضررا وألماً في “ساحات الكفاح ضد كوفيد-19، وفي كل مجتمع فقير يعتمد على وكالات الأمم المتحدة في مساعدات الطوارئ الغذائية، وتطعيم الأطفال، والأدوية الأساسية، والتوجيهات”، وفقا لما قالته لوري غاريت، وهي كاتبة علوم حائزة على جائزة بوليتزر، في مقال نشرته مجلة ((فورين بوليسي)).
وترى غاريت أيضا أن خطوة واشنطن بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية “تشتمل على أكثر الجوانب المثيرة للشكوك في أسلوب قيادة الرئيس، أي ميله إلى إلقاء اللوم على الآخرين لتبرير أخطائه، ورفضه المشاركة على المسرح العالمي، بأدب، مع الجهات الفاعلة الأخرى، وانغماسه في المصلحة الذاتية العمياء، وازدرائه التام للعلوم”.
أما جمعية الأمراض المعدية بالولايات المتحدة “فتقف بقوة ضد قرار الرئيس ترامب”، وفقا لما قاله الدكتور توماس أم فايل، رئيس هذه الجمعية، على تويتر، مضيفا “لن ننجح في مواجهة هذا الوباء أو أي تفش وبائي مستقبلي، ما لم نقف معا ونتشارك المعلومات وننسق الخطوات”.
ووصف أيمي بيرا، وهو مشرع ديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي، عن ولاية كاليفورنيا، قرار ترامب بأنه “مخجل وغير مسؤول”، وقال على تويتر، إن الانسحاب من منظمة الصحة العالمية “سيجعل الولايات المتحدة والعالم أقل أمانا”.
صورة التقطت في 22 يناير 2020 تظهر الواجهة الخارجية لمقر منظمة الصحة العالمية في جنيف بسويسرا.
على الصعيد نفسه، قال شيخار ماندي، المدير العام لمجلس البحوث العلمية والصناعية في الهند، إن قيام الولايات المتحدة بقطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية “علامة غير جيدة”.
وأضاف، وفقا لصحيفة ((مينت)) اليومية بالهند، أن “منظمة الصحة العالمية هيئة ذات قيمة عالية، وظلت تلعب دورا هاما. وقد شاركت في القضاء على الجدري وعلى فيروس شلل الأطفال، وعملت بشكل جيد تماما مع الدول”.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، أيضا، عن معارضته لخطوة واشنطن، مُنتقدا إياها باعتبارها “إشارة خاطئة في وقت خطأ”، وفقا لصحيفة ((فونكه)) الألمانية. ونقلت رويترز عن ماس قوله “لا يمكننا هدم السور، وسط العاصفة.”