انتصار سورية مسألة وقت
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
” انتهى زمن إسقاط الأنظمة بالقوة وعبر التدخلات الخارجية ” هذا الكلام الروسي الواضح منذ أشهر رسم خطا فاصلا في مسار الأحداث السورية وفي زحمة التدخلات الخارجية والأجنبية التي تواظب القيادة الروسية على إدانتها ورفضها والعمل على إبطال مفاعيلها في مجلس الأمن الدولي من غير أن تنتقل إلى اتخاذ تدابير وإجراءات ميدانية تعادل درجة تدخل الولايات المتحدة والحلف الأطلسي والتحالف التركي الخليجي في الشأن السوري.
أولا: بات محسوما أن لا قوة في العالم تستطيع مهاجمة سورية عسكريا بسبب القوة العسكرية الذاتية التي تؤكد فاعليتها يوما بعد يوم بمضمونها الدفاعي الخارجي وبمستوى أدائها داخليا في وجه عصابات التكفير والإرهاب وفرق الموت المرتبطة بالناتو وبحلف الحرب والعدوان.
الخطوط الحمراء الدولية العريضة التي تمنع تمادي التحرش والعدوان التركيين هي خطوط المأزق التي دخلته حكومة اردوغان في ورطتها السورية والأمر بات على كل شفة ولسان داخل تركيا وفي العالم وقد انكشفت حقيقة أهداف التصعيد الأخير بسعي تركيا إلى حجز مقعد على طاولة الخروج من الحرب على سورية التي تستضيف عليها الصين وروسيا لاحقا الولايات المتحدة وسيكون فيها مكان خاص لإيران كلاعب إقليمي قوي.
ثانيا: ما تردد عن قرار المملكة السعودية بالخروج على صيغة الرباعية ورد ذلك القرار إلى خلاف مع مصر بشأن طبيعة الدور الإيراني يعكس ما هو أعمق من حدود الجدل بشأن سورية فحسابات المملكة تبدأ وتنتهي في الخليج وفي داخل الجزيرة العربية وحيث يمثل مبدأ الشراكة مع إيران ومصر وتركيا ولاحقا ربما العراق نواة لنظام إقليمي جديد ستكون سورية شريكا إجباريا فيه بعد انتصارها.
انتبهت القيادة السعودية إلى أن مشاركتها في اللجنة سوف تفرض عليها عمليا الإقرار بالدور الإيراني المحوري الذي يسعى إلى مسايرته كل من قادة الأخوان في مصر وفي تركيا فهم يعرفون حقيقة أن الولايات المتحدة تستعد للخروج من أفغانستان وتريد خفض مستوى التوتر في المنطقة وأنها ذاهبة عاجلا أم آجلا رغم كل العربدة إلى الإقرار بالفشل في سورية والاعتراف بالقوة الإيرانية ، ومن الواضح انه رغم التباينات الهائلة بين الموقف الإيراني والموقفين المصري والتركي من الوضع السوري فان كلا من أنقرة والقاهرة فيهما مؤسسة عسكرية لها نظرتها الخاصة إلى الأوضاع وهما تحذران من التمادي في استفزاز سورية والرهان على استدراج تدخل عسكري أجنبي و تنصحان لاعتبارات إقليمية واقتصادية بمراعاة الدور الإيراني و عدم التصادم به ، بينما السعودية تعتبر الدور الإيراني خصمها المركزي الذي تكافح ضده ليل نهار دون طائل.
ثالثا: تبدو الأمور في الميدان السوري وحدة القياس الأقوى لمسار الأحداث ولآفاقها ومن الواضح أن الجيش السوري يحقق انجازات كبيرة في جميع المحافظات وبخاصة داخل مدينة حلب وريفها وفي مدينة حمص وريفها بينما تترسخ سيطرة القوات العربية السورية في سائر المناطق التي شهدت أحداثا واضطرابات منذ اندلاع الأحداث.
جميع التقارير الأجنبية المتعلقة بسير المعارك تؤكد صلابة القوة السورية المقاتلة التي تواجه عصابات التكفيريين الأجانب الذين يقدرون بالآلاف بينما يسجل المزيد من الفرار والتصدع في صفوف ما يسمى بالجيش الحر والجموع المسلحة الأخرى التي تفيد التقارير أن الآلاف من العناصر يلتجئون إلى بلداتهم وقراهم وعشائرهم بحثا عن تسويات لأوضاعهم الفردية لدى الدولة وأجهزتها.
الشعب السوري الذي يزداد وعيا لحقيقة الحرب وأهدافها يلتف حول جيشه المقاتل ودولته الوطنية والمواطن العادي الذي يجري المقارنة بين سير الحياة الطبيعي في مناطق سيطرة الدولة وبين أهوال العيش تحت سيطرة المسلحين لم يعد يحتاج للسؤال عن خياره الواقعي وبالتالي فانتصار الدولة الوطنية السورية بات مسألة وقت ومعه تنقلب المواقف والخيارات والموازين في المنطقة وفي العالم كذلك.