اليمن: 16 مليون شخص نحو المجاعة وبايدن ينكث بوعده
وكالة أنباء آسيا-
رؤى خضور:
حذر مدير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أن نحو 16 مليون شخص في اليمن “يسيرون نحو المجاعة”، وقالت هنريتا فور، رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن 11.3 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة، “يعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، ويعاني ما يقرب من 400 ألف منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم وهم معرضون لخطر الموت الوشيك”.
مضيفة “في اليمن، يموت طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها، بما في ذلك سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات”.
وفي هذا السياق، كتب وليام لامبرز، مؤلف مشارك في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، في صحيفة Newsweek، أن على الرئيس جو بايدن أن يعمل كصانع سلام ويساعد في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.
وأضاف يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في اليمن، وأن يعلن بايدن أن القوة ليست وسيلة مقبولة لحل النزاعات، فلا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، وأن وقف إطلاق النار سيسمح بتدفق المساعدات الإنسانية بأمان وعدم انقطاع الدبلوماسية.
ويجب على المانحين الدوليين أيضاً تمويل العمليات الإنسانية في اليمن بالكامل، فالقتال المستمر لسبعة أعوام أدى إلى تفاقم الفقر في البلاد، وسبّب أزمة جوع حادة، ويمكن للكونغرس أن يساعد من خلال زيادة التمويل لبرنامج الغذاء مقابل السلام الأمريكي، إذ بدون مساعدات إنسانية كافية، سيصبح السلام بعيد المنال.
كذلك على جميع الدول وقف مبيعات الأسلحة للمقاتلين في اليمن، ويجب أن يقود بايدن ومبعوثه إلى اليمن صياغة معاهدة سلام لإنهاء القتال بشكل نهائي.
وأضاف لامبرز أن هذا لن يكون سهلاً، لكن يجب على بايدن أن يجعل السلام في اليمن أولوية في الأمم المتحدة، وإلا فإن الأزمة ستستمر وتزداد سوءاً.
كذلك علقت صحيفة Brookings بأن تصريح بايدن القائل “إننا نعمل على تكثيف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن” هو تصريح ساذج يتغافل عن التأثير الفعلي الذي يمكن أن تحدثه الولايات المتحدة، وحتى في حال عدم قدرة بايدن على إنهاء الحرب، إلا أنه يمكنه إنهاء تواطؤ أمريكا فيها.
وأضافت الصحيفة أن نهج بايدن معيب، فقد وعد منذ بداية توليه السلطة أنه “سينهي دعم الولايات المتحدة للعمليات الهجومية في اليمن”، لكن ذلك لم يُنفذ حتى الآن، وما زالت السعودية تشن غارات جوية أسفرت عن مقتل وجرح 18616 مدنياً، وطالما أن الولايات المتحدة تدعم مادياً وخطابياً حرب السعوديين، فإن تأكيد بايدن على أن بلاده ستنهي دعمها للعمليات الهجومية هو كذبة.
والعيب الجسيم الثاني في نهج بايدن هو أنه لم يدعو إلى إنهاء فوري للحصار السعودي على اليمن، ولا يمكن أن تكون عمليات الحصار دفاعية فهي عمليات هجومية، بالتالي كان يجب أن ينتهي التدخل الأمريكي بعد إعلان بايدن في شباط/فبراير، وبدلاً من ذلك تعاونت واشنطن ضمنياً مع الحصار بعدم الوقوف ضده ومحاولة إيقافه، بل أشارت إلى أن الحصار يشكل وضعاً مناسباً للتفاوض.
في كافة الأحوال، وفي ظل الأحوال الكارثية في البلاد، يبقى اليمن يستجدي قادة العالم للتحرك، ويبقى الأطفال المتضورون جوعاً بحاجة إلى فعل حقيقي لا إلى خطابات طنانة.