اليمن: أي الحلول تجد طريقها إلى النور؟!
موقع إنباء الإخباري ـ
زينب حمود:
ما قبل الثورة اليمنية ليس كما بعدها. حقيقة تؤكدها مجريات الأحداث السياسية والميدانية.
حركة أنصار الله عازمة على تثبيت موطئ قدم لها في اللعبة السياسية، تحت ضغط قوتها العسكرية والشعبية. وكل من راهن على سيناريوهات الإلتفاف على الثورة على غرار ما حدث عام ألفين وإحدى عشر، خسر.
أما حزب الإصلاح اليمني فتتنصل الخيوط من يده خيطا خيطا وتتسلل إلى يد الحوثيين، فهل يلقى إخوان اليمن مصير إخوان مصر نفسه؟ وهل سحبت السعودية يدها منهم، حتى لو لم تمدها إلى أنصار الله؟. فكيف تمدها والمملكة تدرك تماما أن الحركة لن ترضى أن تكون طرفا في خططها التدميرية اتجاه اليمن. هكذا تخوض أنصار الله غمار المعركة سياسيا وميدانيا، وان إقتضى الأمر عسكريا، بعيدا عن التسويات التي تطبخ خلف الكواليس.
لم تعد الحقائب الوزارية كافية لإرضاء أنصار الله. طموح الحركة تعدى ذلك بأشواط. خاصة في ظل التأييد الشعبي الذي تحظى به. لذا، لا يمكن لأي جائزة ترضية أن تحل الأزمة. على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن يدرك ذلك، للبدء بطرح مبادرات جدية قد تؤدي إلى الإنفراج. أما أن يعول على إرضاء طرفي الأزمة الأساسيين، أنصار الله والإصلاح، فهذا لم يعد ممكنا.
وعلى هذا الأساس، قدم الرئيس هادي مبادرته الرئاسية، والتي تضمنت تخفيض سعر المشتقات النفطية، وإقالة حكومة باسندوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الأطراف السياسيون. أنصار الله أعلنت رفضها المبادرة، وإقترحت زيادة في تخفيض السعر، مؤكدة أنها لن تشارك في الحكومة في هذه الظروف. إلا أن هادي لا يزال متمسكا بموقفه الرافض لإلغاء الجرعة السعرية خوفا على الإقتصاد اليمني من الإنهيار، على حد زعمه.
أما حزب الإصلاح فلم يكن ليّنا في طرحه. وأعلن رفضه تشكيل حكومة يشارك فيها الحوثيون، وأكد تمسكه بأن تشكل الحكومة الجديدة وفقاً للمبادرة الخليجية، والتي نصت على تشكيل حكومة مناصفة بين اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي على أن يكون رئيس الحكومة من تكتّل اللقاء المشترك”.
ورغم عدم التوصل إلى حلول، لا تزال المفاوضات جارية بين هادي والحوثي، وآخر خطواتها إرسال أمين العاصمة عبد القادر هلال إلى صعدة للقاء السيد الحوثي، وعودته إلى صنعاء برؤية جديدة لحل الأزمة. غير أن الحلول العسكرية لا زالت قائمة. في اكثر من مناسبة قال الرئيس هادي انه لن يقف مكتوفي الأيدي، وقد هدد وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد باستخدام القوة لفرض الأمن والاستقرار في صنعاء، وأكد أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام كل ما يهدد الأمن والاستقرار وستتصدى بكل قوة للارهاب والتخريب، على حد تعبيره
ودعا الوزير، في كلمة له أمام قوات عسكرية، إلى رفع الجاهزية القتالية والتحلي بيقظة عالية، وإلى تحكيم العقل والمنطق وتغليب مصالح الوطن العليا ونبذ أشكال العنف وتجريم أي لجوء الى السلاح، كما أكد أن القوات المسلحة ستحمي التجربة الديمقراطية وسيادة اليمن وستستميت دفاعاً عن الأمن والاستقرار.
وفي هذا السياق، أقدمت قوات مكافحة الشغب على الاقتراب من مخيم الاعتصام أمام حديقة الثورة، وكانت عدة عربات تتبع الداخلية قد اصطدمت بالمعتصمين الذين منعوها من التقدم اكثر، الأمر الذي أدى إلى قطع شارع المطار.
كما كشفت معلومات صحافية عن دخول الآلاف من مسلحي القاعدة إلى العاصمة خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذه المعلومات، إن صحت، تعني أن الإصلاحيين يستعدون لمواجهة عسكرية ضد الحوثيين في العاصمة، مع زج الجيش في أتون هذه الحرب. كما أن اشتداد المعارك في الجوف ومأرب وما يحكى عن إرتكاب الإصلاحيين ومن يساندهم مجازر بحق الأهالي هناك، دليل على سعيهم إلى إشعال المعارك في كل أنحاء البلاد. وإذا ما نجحت تلك الخطط، قد لا تكون نتائج المعركة في صالح الحزب الإخواني هذه المرة.