الى سعد الحريري .. الوهابية ليست سلاحاً!!
قبل ايام شن سعد الحريري هجوما على سيد المقاومة وعنوانها سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ، لان سماحته اتهم السعودية ومجامعيها الوهابية التكفيرية السائبة في ارض المسلمين ، بانها وراء الويلات التي تقع في اكثر من مكان في منطقتنا ، معتبرا هذا الاتهام غير صحيح ومشيدا بالدور الايجابي والبناء للسعودية في لبنان والمنطقة!!.
صحيح ان هناك من اعتبر رد الحريري على سماحة السيد ، لم يكن رده بل هو رد كتبه بندر بن سلطان ، لانه كتب بلغة سعودية وليست مسعدنة ، الا اننا سنعتبر الرد رده ، وعلى اساس ذلك نبني ردنا عليه ونقول: لماذا اذن لايخلو اي مسرح جريمة طائفية وتكفيرية و وحشية في منطقتنا والعالم اجمع من عنصر سعودي على مستويات التحريض والتفكير والتخطيط والاعداد والتنفيذ والتغطية؟.
ساعات قليلة مرت على محاولة الدفاع المستمية للحريري عن السعودية والوهابية وقطعانها التكفيرية السلفية السائبة ، حتى قُتل اكثر من خمسين شخصا من ابناء اليمن الابرياء من منتسبي الجيش في هجوم ارهابي وحشي على وزارة الدفاع اليمنية ، تبين بعدها ، وباعتراف السلطات اليمنية ان غالبية المهاجمين كانوا من السعوديين!!.
هذا في اليمن ، اما في سوريا حيث الحرب التي تفرضها السعودية على السوريين هناك منذ اكثر من عامين ونصف العام ، سقط الالاف من السعوديين الوهابيين التكفيريين ، قتلى على يد الجيش السوري بينهم ضباط كبار ، فيما تحتفظ الحكومة السورية بمئات الاسرى منهم وبالاسماء.
في العراق يكفي ان تطلب من الاجهزة الامنية العراقية قوائم باسماء الارهابيين الذي ينهشون بالجسد العراقي ، لترى اسماء بالمئات وحتى الالاف من السعوديين هناك منهم من قُتل ومنهم من اُعتقل ومنهم مازال يجاهد الكفرة والمشركين!! ، ماذا كان يفعل هؤلاء السعوديون في العراق؟ ، وهل يحسن هؤلاء فعلا الا القتل والذبح والتفجير ؟ ام تَرى انهم كانوا هناك لشق الطرق وبناء المعاهد العلمية؟!!.
انا اخشى ان تفعل الاموال السعودية التي ذهبت الى مصر فعلها هناك ، فنحن واياك ، نعرف انها ستتحول الى كارثة تحل بمصر واهلها ، رغم اننا لا نتمنى ذلك ، ولكن هذه هي الحقيقة ، فالوهابية والسلفية والتكفير لا تطير الى ارض الله الا على اجنجة دولارات النفط ، وهذه للاسف حقيقة تاريخية ، وان ظهور السلفية في مصر ، وهي افكار تتناقض بالمرة مع الروح المصرية ، الا دليلا على ما نقول.
اليست الوهابية التي ضربت في لندن مدريد وروسيا وافريقا وتضرب الان في ليبيا وتونس والصومال وافغانستان وباكستان هي صناعة سعودية ؟ , هل نحن نتجنى على السعوديين عندما نقول ان الوهابية هي صناعة سعودية مائة بالمائة وان العالم يدفع الان ، وفي مقدمته العالم الاسلامي ، ثمن هذه البضاعة الكاسدة؟ ماذا تقول انت في ذلك؟.
اذا كنا نتجنى على السعوديين في كل ما قلناه ، ماذا تقول في هوية 15 قرصانا من مجموعة 19 قرصانا نفذوا اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر في امريكا ، هل كانوا ايرانيين ام من حزب الله ؟ وهل قرات كما قرانا نحن ان القراصنة كانوا يتلقون مساعادت مالية وعناية خاصة من زوجة السفير السعودي في واشنطن ، وجميعنا يعرف من كان السفير حينها؟.
هل تعلم كم هو عدد المعتقلين في غوانتانامو ؟ كم منهم يحمل الجنسية السعودية ؟ الم يكونوا جميعهم يحملون الفكر الوهابي السعودي؟ هل هذا القول فيه تجن ام انه الحقيقة بعينها؟
لماذا تعتبر الوهابية التي نشأت وترعرعت في كنف الحكم السعودي على مدى عقود ، هي الام الشرعية للمجاميع الارهابية التي تسفك دماء المسلمين وتصفهم بالكفرة والمشركين ، وفي مقدمتها القاعدة؟
لماذا لم تفكر العائلة السعودية الحاكمة ، بعد ان رات ماذا جنت الوهابية واجرمت بحق العالم اجمع ، ان تضع حدا للوهابية وتمنع عنها المصادر المالية التي تغذيها لتنتشر في ارض الله لاسيما في الاماكن التي يستوطنها الجهل والفقر ، اذا كانت هذه العائلة غير راضية حقا على افعال الوهابية ؟.
لقد كبرت الان ، ونرجو ان تتجاوز مرحلة المراهقة ، وان كان البعض كما يقول علماء النفس ، لايتجاوزون هذه المرحلة مهما طال بهم الزمن ، ونرجو الا تكون منهم ، وان تختلي بنفسك ولو للحظات ، لتعرف مدى خطورة ما تقوم به الان ، ومدى حجم الجريمة التي تركتبها بحق وطن اجدادك ، لبنان، وانت تنقل اليه طاعون الوهابية وتحرض ، بدفع من السعوديين ، على كل ما يرفض دخول هذا الطاعون لبنان وفي مقدمتهم المقاومة الاسلامية وعلى راسها حزب الله والقوى الوطنية الخيرة في لبنان ، فلا تتصور ان بامكانك القضاء على خصومك وخصوم السعودية واسرائيل في لبنان عبر نقل طاعون الوهابية اليه ، فاذا افترضنا ، وهو فرض محال ، انك تمكنت بطاعون الوهابية ان تُركع خصومك ، فهذا الطاعون سيبتلعك انت ايضا ، ويكفي ان تلقى نظرة سريعة ، الى المشهد السياسي القائم في ليبيا وتونس والصومال هل هناك شيعة ؟ هل هناك حزب الله ؟ الا انك ستجد الوهابية تذبح وتفجر وتقتل وتدمر ، لان هذا ديدنها ، فهي تأكل نفسها ان لم تجد ما تاكله ، حاول ان تتجاوز مرحلة المراهقة السياسية والفكرية .. حاول .. قبل ان يحرق بندر لبنان بالوهابية ، كما يحرق الله العراق واليمن وليبيا وتونس والصومال بهذا الطاعون الخبيت.
منيب السائح – موقع قناة العالم