الوهابية ونبي الإسلام

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

وأنت تطوف بعينيك في الحرم المكي تلاحظ العمارات الشاهقة التي تحيط بالكعبة المشرفة والحرم، عمارات صاعدة نحو السماء تشد أعناق الحجيج إلى فوق، فارضة سطوة إسمنتية قبيحة شديدة، حتى لتكاد تنطق: أنا الأصل.

هكذا حوصرت الكعبة، حتى كأنها سجين في قفص، تبكي عليها مع بكائك طالباً عفو ربك، وربما تبكي لغربتها أكثر من بكائك لنفسك.

ثم تنتقل إلى المدينة المنورة، بعد إنهاء مناسك الحج، لتشعر هناك بغربة الرسول (ص) في ضريحه الطاهر، وبغربة الأئمة والصحابة المدفونين في مقبرة البقيع، بل المسجونين فيها، لأن بعض أصحاب الوجوه القبيحة يمنعونك من التحدث معها ومع أصحابها، فذلك شركٌ من عمل الشيطان كما تشرح اللوحة المنصوبة عند المدخل متحدثةً بعدد من لغات العالم.

ثم تسمع وتقرأ أن السعودية بصدد تدمير المسجد النبوي، حيث ضريح الرسول، من أجل بناء أكبر جامع في العالم يمكن أن يؤوي مليوناً ونصف مليون من المصلين.

وتسأل نفسك: أعظم نبيّ في العالم أشرف وأعظم أم إنشاء الجامع الأكبر في العالم؟ ثم تسأل نفسك: ما سبب كل هذا الحقد العظيم على النبي والإسلام الذي يمارسه هؤلاء الوهابيون؟