الوجه الحقيقي للديمقراطية الأمريكية!
في مشهد يصفه مراقبون أنه “ذبح لديمقراطية أمريكا وقتل لحريتها وسقوط لقيم طالما سعت واشنطن إلى تصديرها إلى شعوب العالم، واتخاذها ذريعة للتدخل في شؤون الدول”، جاء اقتحام الكونجرس الأمريكي الأربعاء، من آلاف المتظاهرين لمنع التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وما صاحب المشهد من عمليات تخريب وفوضى في مبنى يمثل في رمزيته وهيبته وقداسته حصن الديمقراطية والحرية لأمريكا ، وأن يكون هذا المشهد من صنع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، فإن الأمر يضع سابقة تاريخية لم تحدث في الولايات المتحدة؛ بل إنه بات يهدد مستقبل الديمقراطية في هذا البلد.
لقد تابع مئات الملايين في العالم مشاهد تفجير أمريكا من الداخل عبر ما تم من عنف وتطرف وإطلاق نار وتكسير وعمليات سلب وتخريب ب الكونجرس لم يألفها هذا المجتمع.
ما حدث، كشف عن أن المجتمع الأمريكي يضم شريحة ” ترامباوية ” واسعة تؤمن بفكر ترامب ولا تعترف بالصندوق وسيلة للتغيير وانتقال السلطة، ولعل ذلك ما جسده نحو 73 مليون مواطن أمريكي صوتوا لترامب في الانتخابات الرئاسية وهو عدد ليس بالقليل.
ويرى محللون أن الأمر لم ينتهِ في الولايات المتحدة عند هذا الحد؛ بل سيؤدي إلى انقسامات واستقطابات واسعة في هذا المجتمع الذي يعاني من مشكلات في تركيبته العرقية والحزبية، وإذا ما نظرنا أيضًا إلى أن دعوات التظاهر وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، كانت مدعومة من قيادات وأعضاء كثيرين من الحزب الجمهوري، بل ومؤسسات كبرى؛ و اللوبي اليهودي الذي وجد في استمرار ترامب ما يحقق مصالحه ومصالح إسرائيل.
أمريكا بعد اليوم لن تكون أمريكا ما قبل، هذا اليوم هو تاريخ فاصل في دولة “الديمقراطية” فهو يوم سقوط الحرية وتمثالها الذي اتخذته واشنطن رمزًا لديمقراطيتها وأبرز معالمها على مر التاريخ، وفق المحللين.