النصر حليف الشرفاء
جريدة البناء اللبنانية-
العقيد نجيب محمد العنسي:
حتى لو وهبتكم أميركا كُـلَّ ما توفر لديها من عتاد عسكري، وحتى لو تقيأ قرنُ الشيطان في أمعائكم كُـلّ أمواله، فلن تتحقّق أحلامُكم المريضة، ولن يكون النصر حليفَكم؛ لأَنَّكم مُجَـرّد مرتزقة، تتّكئون على وساوس ووعود الشيطان الأكبر، (وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُوراً)
وحيثما كنتم… في اليمن أو العراق أو لبنان أو سورية، لستم سوى نسخ متطابقة لنبتة خبيثة ومهجّنة زرعها أعداء الأمة في الزوايا المتوارية.
تسيرون في غير اتّجاه، وتقاتلون بلا قضية…
باعة متجولون في كُـلّ العواصم، وأمام كُـلّ السفارات، وقد قايضتم بالمال آخرَ كِسْرَةِ شرف تبقَّت لديكم…
هذا كُـلُّ ما أنتم عليه…
تنهضون كُـلَّ صباح مفعمين بالخيانة، تقاتلون في صفوف الغزاة لأجل حفنة من المال، وهو نفس المال الذي مِن أجلِه يضرب بعضُكم رقابَ بعض.
وها هي شعوب اليمنُ وسورية والعراق، تكادُ أن تنجزَ آخرَ معاركها ليرحلَ الغزاة، مضرّجين بوجع الهزيمة وذلّ الانكسار.
وسنشاهدكم ـ من تبقى منكم ـ متناحرين، ومنهكين، مهملين ومنسيّين، يتبرأ منكم الغازي الذي جنّدكم، ويتقاضى أمواله ـ التي أنفقها عليكم ـ من دمائكم.
وتلك هي أوصافُ مَن خان وطنه، وغدر بأهله، وهذه أحواله في كُـلّ مكان وعبر كُـلّ زمان.
يزحف متوارياً في صفحات التاريخ القاتمة، مأفوناً، حائراً، مبعَداً، خائفاً، ومهزوماً.
أما النصرُ فهو حليفُ الأوفياء لدينهم ولأوطانهم، ولشعوبهم، الذين إنْ حاربتهم شياطين الأرض، استعانوا بربهم فساندتهم ملائكة السماء.
فالنصرُ مقرونٌ بالمبادئ.
ومَن يمتلكِ الحقَّ يكسبِ المعركةَ.