“النشرة” تكشف حراكا داخليا في عرسال من أجل تحرير البلدة من الخطف
تأزم الحال بين عرسال ومحيطها بعد الاحداث التي حصلت في الايام الماضية، فيبرود التي انهارت بأيام قليلة صدّرت الى عرسال وجرودها حسب المعلومات عددا من المسلحين تجاوز الالف، اضافة الى عدد من السيارات المفخخة. وما زاد “الطين بلة” هو الهجوم الانتحاري الاخير الذي اصاب بلدة النبي عثمان، واستمرار سقوط الصواريخ على بلدات اللبوة وغيرها من بلدات البقاع.
أُغلقت الطريق الدولية التي تربط عرسال باللبوة بظل تزايد المخاوف من السيارات المفخخة التي قيل انها نُقلت من يبرود الى عرسال، اضافة الى القلق الذي سببه دخول اعداد كبيرة من المسلحين من سوريا الى لبنان، مع لفت النظر الى ان هذه الأعداد مرشحة للتزايد مع بدء المرحلة الثانية من معركة القلمون.
140 الف نازح سوري في عرسال
وفي هذا الاطار يشير أحد وجهاء عرسال وعضو بلديتها المستقيل عبد الوهاب الحجيري الى ان الامور في عرسال سيئة جدا بسبب التطورات الاخيرة مع قطع الطريق الدولية التي تربط عرسال باللبوة، اضافة الى وصول اعداد النازحين السوريين في البلدة الى حوالي 140 الف نازح.
ويؤكد الحجيري في حديثه لـ”النشرة” رفض اهالي عرسال لكل ما يجري من تفجيرات انتحارية وعمليات اطلاق صواريخ باتجاه مناطق بقاعية. ويضيف: “اهل عرسال ضد اي شخص يطلق الصواريخ، ومع ان تستلم الدولة زمام الامور وتلقي القبض على جميع المتورطين والمرتكبين”، مشيرا الى ان اهل عرسال بأغلبيتهم الساحقة مستعدون للتعاون مع الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية. ويتابع: “الصواريخ تطلق من مناطق حدودية بين لبنان وسوريا”.
ويكشف الحجيري ان طريقة ادارة الامور في عرسال من قبل رئيس البلدية علي الحجيري ونائبه، غير مقبولة. وقال: “قدمت استقالتي الى جانب 5 اعضاء بسبب اعتراضنا على كيفية الادارة ولكننا اليوم لن ندخل في مناوشات لان الوضع الداخلي لا يحتمل مشاكل اضافية، خصوصا بظل التقسيم العشائري الموجود في البلدة.
عرسال مخطوفة وتحريرها عبر حراك داخلي
وبظل تصاعد الحديث عن المسلحين المتواجدين في عرسال يكشف مختار عرسال عبد الحميد عز الدين ان داخل البلدة خالٍ من مظاهر السلاح، وان نطاق انتشار المسلحين السوريين هو الجرود، مؤكدا ان قسماً قليلاً منهم استطاع الوصول الى مخيمات النازحين السوريين الموجودة في المنطقة. ويؤكّد في حديث لـ”النشرة”: “الوضع الحالي يخيفنا، الا ان خوفنا لا يأتي من جيراننا الذين عشنا معهم لسنين طويلة بأمان وسلام، بل ممن يريد ان يورط عرسال وأهلها في معارك لا علاقة لهم بها”. ويضيف عز الدين: “عرسال بأكملها تعاني من الوضع الحالي فمصالح الناس متوقفة تماما وحتى مدارسها مغلقة وخصوصا في اليومين الماضيين”.
ويكشف عز الدين عن وجود مجموعة قليلة جدا من أهل عرسال تسهّل وجود المسلحين ومطلقي الصواريخ الا ان الوقوف بوجه هؤلاء صعب حاليا لان قرار عرسال مُصادر ومسروق، مستشهداً في هذا الاطار بقول للامام علي: “لا رأي لمن لا يُطاع”. واذ يرفض عز الدين تسمية الاشخاص الذين يغطون المسلحين ووجودهم في البلدة، يُعلن عن وجود حراك داخلي يمكن ان يُعيد التوازنات داخل البلدة ومنع استمرار التفرد في قرارها.
اللبوة تطالب عرسال بموقف شجاع
من جهته يطالب رئيس بلدية اللبوة رامز امهز اهل عرسال الشرفاء والذين يشكلون 90 بالمئة من مجمل سكانها، برفع الصوت عاليا من اجل طرد المسلحين من بلدتهم، اضافة الى المتآمرين من اهلها امثال مصطفى “ابو طاقية” وابنه وسامي الاطرش، متوعدا بتسمية شخص جديد كل يوم من الاشخاص المتورطين بما يجري.
ويوضح أمهز في حديث لـ”النشرة”: “لن نختبىء خلف اصبعنا، واهل عرسال لديهم احراج من رفع الصوت لانه مغلوب على امرهم بظل وجود 15 الف مسلح سوري داخلها وفي جرودها”، لافتا الى ان هذا الامر يعني ان على اهل البلدة إفساح المجال امام الدولة للدخول وتخليصها ممن يسيء اليها ولاهل المنطقة. ويضيف بما يتعلق بطريق عرسال-اللبوة: “حصلت بعض المساعي الخجولة لفتح الطريق ولكن كيف افعل هذا الامر دون وجود اي مبادرة جدية استطيع عبرها ان اقنع الناس بأن أمرا جديا حصل في عرسال؟”، كاشفا انه حتى الساعة لا يوجد اي مبادرة جدية. ويشير أمهز أخيراً الى ان عرسال ليست محاصرة وكل ما يتعلق بالامور الانسانية والغذاء يمر اليها بشكل طبيعي الا ان القلق هو من السيارات المفخخة، خصوصا بظل معلومات عن وجود 16 سيارة مفخخة بالجرود.
اصبحت الدولة اللبنانية اليوم بأجهزتها كافة امام مسؤولية تاريخية بمنع انفلات الامور في البقاع اللبناني، خصوصا بعد تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية في كل قرى البقاع، مما يُنذر بنتائج سيئة قد تحصل اذا لم يتم تدارك الامور سريعاً.