النشاط الصهيوني وتأثيره على الرأي العام الأميركي
موقع الخنادق-
نسيب شمس:
قبل أن توجد “إسرائيل” ككيان، وُجدت كلوبي سياسي أولاً في عواصم أوروبا ثم في واشنطن. وكانت الصهيونية حلماً رومنطيقياً في خيال نفر من منظري أو ايديولوجي القرن التاسع عشر في أوروبا، اتفقوا على أمر واحد فحسب: هو أنه لكي يعيش اليهود حياة طبيعية في عالم معاد للسامية، لا بد لهم من قيام “دولة يهودية”. وكان موضوع السيطرة و التغلغل اليهودي الصهيوني على كل مناحي الحياة في الولايات المتحدة الاميركية موضوع قديم، ويحضرنا ما قاله الرئيس الاميركي بنجامين فرانكلين (1706-1790) في مؤتمر عقده عام 1789 عندما حذر الشعب الاميركي من هجرة اليهود ودخولهم وتغلغلهم في اميركا حيث قال:”هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الاميركية، ذلك الخطر هو اليهود، اينما يحلون ويستقرون نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب ويزعزعون الخلق التجاري، انهم لا يندمجون بالشعب، لقد كونوا حكومة داخل حكومة انهم يعملون على خنق العالم مالياً كما حدث في البرتغال و إسبانيا”، ويتابع فرانكلين: “اني أحذركم أيها السادة إذا لم يستثنى اليهود من الهجرة إلى الابد فسوف يلعنكم ابناؤكم في قبوركم ، ان عليتهم تختلف عنا حتى لو عاشوا بيننا عشرة اجيال “. بناء على ما تقدم وفي ظل التغلغل الصهيوني الحالي في عمق العالم يبدو مناسبا أن نضيء على اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة مجدداً.
نشاط الجماعات اليهودية
للجماعات اليهودية في الدول والمجتمعات التي يقيمون فيها نشاطات كبيرة وشاملة وأي نشاط يقومون به هو مكرس لخدمة النشاط الصهيوني ودعمه اقتصاديا وسياسيا عسكريا فنراهم يجمعون المال والمساعدات ويطيرون بها إلى “إسرائيل” اضافة إل انهم يستغلون نفوذهم في أي بلد يتواجدون فيها للتاثير على سياسة الدولة لتخدم مصالحهم ومصالح “إسرائيل”.
اما فيما يخص نشاط اليهود الاميركيين ونظرا لطبيعة المجتمع الاميركي المفتوح فقد استطاع اليهود بدهائهم المعروف التعرف على النقاط الحساسة في الولايات المتحدة الاميركية والتي مكنتهم من السيطرة والتغلغل وهي:
التأثير المادي على الساسة والمفكرين وذوي النفوذ عموما إضافة إلى تأثر هؤلاء بالمفاهيم الصهيونية.
الربط التام بين المصالح الاميركية والصهيونية.
التخلص من مناوئي الصهيونية ومعارضي سياسة إسرائيل واسكاتهم بشتى الوسائل ترغيبا وترهيبا.
التغلغل في اوساط النخبة المهيمنة على توجيه الرأي العام والتاثير فيه.
سيطرتهم على وسائل الاعلام.
سيطرتهم على أساتذة الجامعات والمفكرين والأدباء.
وهناك يلعب المال اليهودي دورا كبيرا في تحقيق هذه الوسائل والأدوات، زد على ذلك أن نشاط اليهود في أميركا يخضع لعدة إعتبارات حسبما رُسم وخطط له، وهي كما يلي:
التوزيع الجغرافي
حرصت الصهيونية وبدعم اللوبي اليهودي في أميركا على توزيع اليهود جغرافيا وذلك لخدمة مصالحهم، فنرى أن 99% منهم يتمركزون في المدن الرئيسية، بحيث يجعل هذا التوزع الجعرافي من أصواتهم الانتخابية وزنا وقوة، ويمنحهم ميزة خاصة في التأثير على القرارات وبهذا بات اليهود كفة راجحة في غالبية الانتخابات الاميركية المختلفة.
المستوى الاقتصادي
ان تعاليم التوراة تقول:” ان مال العالم لكم وكل ما تجمعون من مال لا يكفي”، ” قاتل ليكن المال لك وحدك”. فهم يسيطرون على عشرات المصارف والمصانع والشركات الاميركية ويتحكمون بها.