النبطية تتأهب لإحياء ذكرى عاشوراء وسط إجراءات مشدّدة لتبديد الهواجس!
تبدو ذكرى عاشوراء لهذا العام مختلفة عن السنوات السابقة من حيث أنّها تتزامن مع أجواء سياسية وعسكرية ملبّدة وقاتمة في لبنان والمنطقة، ولذلك كان لا بدّ من إجراءاتٍ أمنية عالية الوتيرة لمواكبتها خصوصًا في مدينة النبطية التي تمتاز عن غيرها من المناطق اللبنانية بإحياء الذكرى بشعائر مختلفة من حيث المسيرات ومجالس العزاء وضرب الحيدر.
خطة أمنية على مدى الأيام العاشورائية
وعلى بُعد أيام من بدء مراسم عاشوراء التي ستبدأ بقراءة مجالس العزاء ليل الاثنين-الثلاثاء في 4 تشرين الثاني، باشرت لجنة عاشوراء في مدينة النبطية، التي يشرف عليها إمام ومفتي النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، الاستعدادات والتحضيرات بوتيرة عالية في رفع اليافطات والرايات السوداء في النبطية وعلى شرفات المباني والساحات وجللت النادي الحسيني في المدينة بالسواد.
ولأنّ المراسم العاشورائية تتزامن مع وضعٍ أمني حسّاس للغاية يعيشه لبنان، فكان لا بدّ من خطة أمنية لمدينة النبطية على مدى الأيام العاشورائية تتضمن إقفال كافة المداخل والطرق المؤدية إلى المدينة لتأمين الحماية للمشاركين في المراسم على أن تبدأ بالتطبيق من السادسة من الليلة الأولى لعاشوراء تحسّبًا من أيّ تطور أمني خصوصًا وأنّ لبنان يعيش في عين العاصفة والمنطقة العربية تموج بالاحداث الجسام من سوريا إلى العراق وما يعانيانه من تفجيرات مذهبية لا تحصد الا الابرياء في الجوامع والحسينيات.
إجراءات أمنية معزّزة ومركّزة
مصدر في لجنة عاشوراء في النبطية أبلغ “النشرة” ان اللجنة جالت على الفاعليات الامنية والرسمية في النبطية ووضعتهم في صورة التحضيرات لاحياء المناسبة في المدينة والتقت محافظ النبطية القاضي محمود المولى، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، رئيس مكتب مخابرات الجيش في محافظة النبطية العقيد الركن محمد شعبان، قائد سرية درك النبطية العقيد علي هزيمة، رئيس دائرة الامن العام في محافظة النبطية النقيب علي حلاوي ورئيس مكتب أمن الدولة في النبطية النقيب طالب فرحات للتنسيق معهم في الاجراءات الامنية الواجب اتخاذها طيلة ايام عاشوراء في النبطية.
وأِشار المصدر إلى أنّ اللجنة لمست كلّ التجاوب من المسؤولين الأمنيين وتبين لها أنّ هناك خطة امنية لعاشوراء في النبطية من حيث إقامة الحواجز والنقاط الأمنية للجيش وقوى الامن الداخلي على مداخل المدينة وفي محيط النادي الحسيني ومواكبة خط المسيرات التي ستقام في المدينة يومي التاسع والعاشر، مؤكدا أنّ هناك تحضيرات وإجراءات أمنية معززة هذه السنة في النبطية نظرا لحساسية الوضع الامني في لبنان، مشدّدًا على أنّ الإجراءات المتخذة لمواكبة هذه المناسبة سوف تكون مركّزة.
بدورها، وضعت الجمعيات والأندية الصحية والطبية من الصليب الأحمر اللبناني وجمعية الرسالة للاسعاف الصحي والهيئة الصحية الاسلامية وبيت الطلبة الاجتماعي واسعاف النادي الحسيني والكيان خطة صحية بعد اجتماعين عقدوهما في النبطية لمواكبة إحياء عاشوراء من الناحية الصحية وإسعاف المغمى عليهم في مستوصفات نقالة أن خيم ستقام على جوانب الطرق في المدينة وان الحالات البليغة ستنقل الى مستشفيات المدينة.
مسيرتان في العاشر من محرّم
وفي سياقٍ منفصل، لفت المصدر إلى أنّ قارئ العزاء هو السيد محمد باقر الفالي الذي سيتلو السيرة الحسينية في النادي الحسيني لمدينة النبطية في كل ليلة، موضحا انه في اليوم العاشر ستقام مسرحية عاشوراء “واقعة الطف في كربلاء”، على البيدر وهي من اخراج الفنان اللبناني حسام الصباح بمشاركة مزيج من الممثلين اللبنانيين المحترفين وابناء مدينة النبطية.
وجرت العادة ككل عام ان تنظم كل من حركة أمل وحزب الله مسيرتين بالمناسبة في مدينة النبطية بعد العاشر من المحرم.
هواجس أمنية..
وبجوار النبطية فإن لجنة الوقف الديني في بلدة زبدين، وبالتعاون مع البلدية، قررتا احياء عاشوراء في البلدة بمجالس عاشورائية مشتركة في النادي الحسيني للبلدة بالتنسيق بين حركة “أمل” و”حزب الله”، على أن يتولى قراءة السيرة الحسينية في كل ليلة الشيخ العراقي عبدالله الدجيلي.
وأوضح رئيس بلدية زبدين محمد قبيسي لـ”النشرة” أنّ البلدية هي الاطار الجامع لكل القوى السياسية في البلدة من حركة “أمل” و”حزب الله” ومختلف الفعاليات الذين قرروا احياء المراسم العاشورائية بشكل مشترك وبقالب موحد بالتنسيق مع القوى الامنية اللبنانية على ان تتولى عناصر من لجنة الوقف وبلباس أسود مدني موحد الاشراف على مراقبة الداخلين الى النادي الحسيني.
وقال قبيسي: “نحن جزء من لبنان ومن الشعب اللبناني الذي سيحيي هذه المناسبة وبالطبع هناك هواجس امنية، ولكن الاجراءات الامنية للقوى الامنية اللبنانية كفيلة بتبديد كل المخاوف والهواجس”.
المصدر: موقع النشرة الإخباري