الموفد الفرنسي والمهمة المستحيلة.. حوار خارجي؟
موقع العهد الإخباري-
د. زكريا حمودان:
بعد جلسة ١٤ حزيران التي حركت ملف رئاسة الجمهورية دون نتيجة تُذكر باستثناء الإطاحة بجهاد أزعور، أتت زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في محاولة لتحريك الملف عبر الخارج بعدما عجز الأفرقاء السياسيون عن ايجاد حل جامع، وذلك عن سابق اصرار وتصميم واضحين.
أزعور خارج السباق
خرج جهاد أزعور من السباق الرئاسي قبل دخوله، لكن بعد تعرضه لكَم كبير من الضغوطات السلبية ممن دعموا ترشيحه، وذلك للأسباب التالية:
١- لم يستطع جهاد أزعور أن يتحول إلى مرشح طبيعي وبقي مرشح تقاطع هجين.
٢- تصريح عدد من النواب عن عدم قناعتهم بجهاد أزعور وعدم اعطائه صوتهم في أي جلسة أخرى، مما جعله يخسر أصواتًا قبل دخوله إلى المعركة، فكيف ما بعدها؟
٣- انخفض عدد النواب المتقاطعين على اسم ازعور الى قرابة النصف بالتزامن مع زيارة الموفد الفرنسي.
٤- أثبت عدم جِديته في خوض معركة التقاطع بحيث إنه حتى خلال زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان لم يكن موجودًا.
انتهت الحلول على الأرض اللبنانية؟
بعد جلسة ١٤ حزيران انتهت حلول الأرض اللبنانية، وتحولت الحلول نحو الخارج، فكانت زيارة الموفد الفرنسي.
بحسب المعلومات المتوفرة، تكرر على مسامع الموفد الفرنسي اسم سليمان فرنجية من داعميه، كما تكررت الدعوة الى أهمية أن تكون فرنسا وسيطًا ايجابيًا في ملف رئاسة الجمهورية مع الدول التي تهتم باستقرار لبنان خاصة بعد التوافق الايراني السعودي وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
من الواضح أن الموفد الفرنسي فهم أن الانقسام اللبناني كبير جدًا وأنه أمام مهمة مستحيلة، لكن الأكثر تعقيدًا هو التشبث الذي خرجت به القوى السياسية في تصريحاتها التي تؤكد أنها غير قابلة للتفاهم فيما بينها.
في الخلاصة وبالرغم من اتساع الهوة بين الأفرقاء اللبنانيين، كان واضحًا تصريح رئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري حول تلبيته لأي حوار تتم الدعوة له. هنا لا بد ان نتوقف أمام الباب الأخير المتاح للّبنانيين ألا وهو الحوار، وبما أن حلول الوطن لم تعد متاحة، يبدو أننا نتجه الى حوار قريب قد يكون خارج لبنان.