المقاومة وشعبها في خطاب السيد نصر الله.. تحصين المعادلات
موقع قناة المنار-
ذوالفقار ضاهر:
“.. عمل الإخوة خلال الأشهر القليلة، القادة والكوادر والمجاهدون في المقاومة الإسلامية، أناس كُثر كانوا يذهبون وينامون في منازلهم ولكن هؤلاء خلال الأشهر الماضية عملوا في الليل وفي النهار لنكون جاهزين لتنفيذ العمل، لنكون جاهزين لردات الفعل المتوقعة من العدو، لنكون جاهزين إلى ما هو أبعد وإلى ما هو أخطر، وبالفعل سهروا وتعبوا وبذلوا جهوداً مضنية، جهود سنوات نفذت خلال أشهر قليلة، وأنا أريد أن أستعجل شكر هؤلاء الإخوة الذين أقول لهم أنتم أيضاً ستبقون على جهوزيتكم، على إجراءاتكم، على تدابيركم، على يقظتكم، لن يتغير شيء إلى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وُقّع وبعد التفاهم يوم آخر..”، هذا ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته الاخيرة التي ألقاها بمناسبة إحياء ذكرى ولادة النبي الاكرم(ص) وولادة حفيده الامام جعفر الصادق(ع) وأسبوع الوحدة الاسلامية.
وقد شكر السيد نصر الله المجاهدين والقادة في المقاومة الاسلامية الذي ما غفلوا عن أداء مهامهم ورفع الجهوزية خلال الفترة الماضية بمواجهة كل تهديدات العدو الإسرائيلي والتصدي لأي عدوان محتمل قد يرتكبه هذا العدو ضد لبنان بالتزامن مع المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وليس غريبا على هؤلاء الشباب والقادة ما فعلوه ويفعلوه يوميا، وهم من أبناء المقاومة ومؤسيسيها الذين حضروا دائما في الساحات وحيث يجب ان تكون هذه المقاومة منذ بدايات الاحتلال الاسرائيلي حتى تحرير معظم الاراضي اللبنانية في العام 2000 وصولا لحرب تموز 2006، كما ان هؤلاء الشباب حضروا بمواجهة العدوان التكفيري وتمكنوا من صده وحماية لبنان.
كما شكر السيد نصر الله البيئة الحاضنة للمقاومة التي طالما كانت حاضرة لمواكبة استنفار ورفع جهوزية المقاومة نفسها، فهذه البيئة رغم كل الأكلاف والتضحيات التي قد تقدمها في كل مواجهة مع أي عدوان صهيوني محتمل، لم تتراجع في دعم هذه المقاومة المؤلفة من الأهالي في المناطق المختلفة لا سيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
وقال السيد نصر الله في كلمته “..أيضاً كان هناك احتضان كبير جداً من البيئة الحاضنة للمقاومة بالدرجة الأولى، هذا أمر مهم جداً، أنه عندما تقول المقاومة ممنوع كذا إن لم يحصل كذا ولو أدى إلى الحرب، بالنهاية هذه البيئة الحاضنة هي بالدرجة الأولى كانت ستتحمل مسؤولية تبعات هذا الخيار وهذا القرار الصعب، لكن هذه البيئة دعمت هذا الخيار ودافعت عن هذا القرار…”، وتابع “رغم أن هناك أناس كتبوا على بعض مواقع التواصل الاجتماعي وهناك أناس كتبوا مقالات مثبطة للعزائم أنه ماذا يعني إذا حصل حرب؟ يعني كيت، يعني كيت… في الوقت الذي كُلنا نَعلم بأن العدو يخشى هذه الحرب أكثر مما يخشاها اللبنانيون”.
ومجتمع المقاومة طالما كان حاضرا في كل الظروف والمراحل لرفدها بمختلف الوسائل الممكنة للدعم سواء المادية او المعنوية، ولم يبخل هذا الشعب في تقديم الأرواح وفلذات الاكباد في سبيل الله وبخط المقاومة وتحرير الأرض وصيانة السيادة والحقوق، ولم تنفع في خفض معنويات الناس كل المحاولات والمخططات التي رسمت ونفذت في السياسة او الاعلام وصولا للعقوبات والحصار الاقتصادي وافتعال الازمات المعيشية الحياتية اليومية، بل ان الازمات وصعوباتها زادت من التلاحم بين الناس والمقاومة في تفاعل روحي وإنساني شكل عاملا جوهريا في إفشال كل المؤامرات التي تُحاك.
وبالتالي يبدو واضحا ان السيد نصر الله عندما شكر شباب المقاومة ومجتمعها لان المقاومة بفضل الله، وبالاستناد على جهود وتضحيات هذه الشريحة تمكنت من فرض معادلات جديدة على العدو الاسرائيلي فيما يتعلق بالحفاظ على الحقوق النفطية للبنان في بحره بدون التراجع امام الضغوط، وقد تحصنت هذه المعادلات بموقف لبنان رسمي موحد، كل ذلك يؤكد ان لبنان لا تحميه إلا عناصر قوته وبالتحديد المعادلة الذهبية “جيش شعب ومقاومة”.
ولا شك ان مجاهدي المقاومة وشعبها يلاقون موقف السيد نصر الله بأجمل التحايا وهو الذي يحوز في قلوبهم مكانة خاصة طالما عبروا عنها في الساحات والميادين والفعاليات ووسائل الاعلام المختلفة والرسائل التي وجهوها له في مراحل عدة، كما ان بيئة المقاومة تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من هذه المسيرة، فالمقاومة وشعبها جسد واحد وروح واحدة لا يمكن فصلهما عن بعضهما.