المقاومة توعدت ونفذت.. فما اهمية الإنجاز؟؟
موقع قناة المنار ـ
أحمد شعيتو:
ضربت المقاومة الاسلامية عرض الحائط كل الاجراءات والتأهب الصهيوني الذي بدأ منذ تهديد الامين العام لحزب الله بالرد على اغتيال الشهيد القائد سمير القنطار. جاءت العملية بالامس -التي حصلت في مكان قريب من عملية الرد على اغتيال شهداء القنيطرة- لتؤكد ان المقاومة قادرة على تجاوز الخطوط الصهيونية ولتثبت العديد من النقاط المهمة التي سنسلط الضوء عليها في هذه المقالة.
في اعقاب العملية سارع وزير الحرب موشيه يعلون ورئيس الأركان غادي ايزنكوت ورئيسا شعبتي الاستخبارات والعمليات للاجتماع وقد كانت الخلاصة ان ما حصل تطور خطير وانه قد تجاوز كافة الاجراءات.
وبحسب الخبراء المراقبين فإن عنوانين عريضين يقعان في اهمية هذه العملية:
اولاً : العدو في حالة من ممارسة التاهب منذ فترة
ثانيا: العدو اطلق تهديدات كبيرة بعدم المس به
لقد ادرك العدو حجم الاختراق وهو انعكس في اوساطه وصحفه رغم الصمت الرسمي ، كما ان اللافت ان اوساط العدو نظرت الى احتمال ان يكون ما حصل جزءا من الرد وليس كله وطُرح في الصحف الصهيونية سؤال : هل يكون هناك رد اضافي؟.
في هذه الاثناء فإن تصور الوضع لا زال مشوشا لدى العدو وقالت اوساطه انه يجب ان يستمر في تأهبه حتى لا يكون هدفا سهلا لرد آخر. وبالفعل فقد افاد مراسلنا انه رغم حصول العملية لا يزال غياب لتحرك الدوريات وللجنود واستمرار للحال العسكري الذي كان قائما منذ اسبوعين.
ميدان العملية
في طبيعة ميدان العملية يمكن ان نقف على ما يلي:
-تكنولوجيا متطورة
-قصف متكرر
-المنطقة مراقبة بشكل كبير جدا بحسب الخبراء
وحول ميدان العملية-الانجاز يقول الخبير العسكري العميد محمد عباس لموقعنا ان العملية اتت “في منطقة حساسة في وقت قلل العدو الاسرائيلي من تحركاته وزاد من الرصد وخاصة البقعة المستهدفة بالتحديد التي كان العدو قد دأب على قصفها منذ ايام وكان يخشى من تسلل المقاومين اليها. ورغم ذلك تجاوزوا كل هذه الامور واستطاعوا الدخول وزرع العبوة”.
واشار الى ان “هذا يثبت قدرة المقاومة على تجاوز كل الاجراءات التي يتخذها العدو لشل حركة المقاومة في المناطق التي يسيطر عليها وخاصة هذه المنطقة التي توصف انها المنطقة الاكثر مراقبة وكون التلال المحيطة تشرف على كل المنطقة حتى العباسية والغجر وجوار كفرشوبا وشبعا”.
اهمية الانجاز
هنا لا بد ان نشير الى ان هناك عوامل تزيد من قيمة الانجاز عدا عن تحسب العدو مسبقا، منها ان الوقت الذي جرت فيه هو وقت ذو هامش محدود، اذ تصرفت المقاومة على اساس السعي لرد قريب قدر الامكان بعد عملية الاغتيال وهو ما نجحت في تحقيقه فعلا فجاء الرد بعد ايام معدودة فقط من الاغتيال، وفي ذلك تكون المقاومة قد هددت بالرد واستطاعت تنفيذه في مدى قريب جدا.
يطرح هنا العميد عباس سؤالين: كيف لو لم يكن العدو باقصى درجة الاستنفار؟ والمقاومة استطاعت الوصول الى مناطق حساسة فكيف بباقي مناطق الحدود؟
يلفت مراسل المنار في الجنوب علي شعيب الى ان العملية اهميتها ليست في النتائج التي يخفيها العدو حتى الآن إنما في المكان الذي نفذت فيه على طريق يؤدي الى اكبر ثكنة عسكرية في مزارع شبعا ( ثكنة زبدين) و يحيط بمكان العملية عدد من المواقع العسكرية ( الرمثا – قفوة – رويسة السماقة – زبدين – العباسية ) ، و المنطقة محاطة بالسياج الشائك ، وكانت تشهد تمشيطا يوميا بقذائف المدفعية، وهي محصنة بآلات تجسس وتصوير نهاري وحراري، وفي المنطقة تنتشر كمائن عدة ،ورغم كل ذلك استطاع المقاومون اختراق كل هذه الاجراءات وزرعوا عبوة ناسفة كبيرة وفجروها”.
في الموضوع العسكري العام الذي احاط بالتطورات الاخيرة وبالعملية ومحاولة رسم معادلات جديدة يقول العميد محمد عباس “العدو قام بعمليته الاجرامية باغتيال الشهيد القنطار ثم وجه التهديدات علها تردع المقاومة خاصة ان العدو يعتقد يقينا ان المقاومة مشغولة ومستهدفة في اكثر من ميدان ومن قبل الاميركي والدول التابعة ، فرات قيادة العدو بسياسييها وقادتها الامنيين ان العملية قد تمر دون رد واذا فكرت برد فنحن نقوم بتهديدات، الا ان ما جرى ان المقاومة اثبتت انها هي التي تمتلك وسائط الردع وفرض اسلوب المواجهة على العدو”.
يشير العميد عباس الى سؤال هو هل ان هذه العملية هي الرد على جريمة اغتيال الشهيد القنطار وهل هي نهاية المطاف؟ يضيف ان المقاومة هي ادرى بالواقع وهي التي تقدر الموقف من كافة جوانبه الامنية والسياسية والعسكرية.